header-banner
أمومة

رسائل شعورية تصل لطفلك عندما تقولين "أنا متعبة"

أمومة
إيمان بونقطة
21 أغسطس 2025,8:00 ص

كل أم تقولها يومًا ما، وربما كل يوم: "أنا متعبة." يخرج التعب من فمها عفويا، بعد يوم طويل من الترتيب، العمل، الرعاية، المحاولات المتكررة للاحتواء، وربما بعد لحظة واحدة من الشعور بأن لا أحد يرى جهودها.

يبدو التعب كلمة عادية، لكن الطفل لا يسمعها ككلمة. الطفل، بعاطفته الدقيقة وحساسيته الفطرية، يسمعها كرسالة. وأحيانًا، كنداء استغاثة، أو كتحذير مبهم، أو كإعلان غامض عن انهيارٍ وشيك.

فما الذي يحدث فعلاً حين تقول الأم "أنا متعبة"؟ وكيف تصل هذه الجملة إلى وعي الطفل؟

الأطفال لا يسمعون الكلمات بل يفسرونها شعوريًا

077dc913-c98e-432f-8e72-ee6269ca5ab7

الطفل لا يملك بعد النضج الكافي ليُدرك أن التعب حالة مؤقتة، وأن للأم طاقة محدودة، وأنها لا تتخلى عنه حين تقول "تعبت". ما يسمعه الطفل في داخله قد يكون:

  • أمي منهكة بسببي.
  • ربما لا تريد اللعب معي الآن لأنها ضاقت بي.
  • هل أنا عبء؟
  • هل يمكن أن تتوقف عن الاعتناء بي؟

ليست هذه التفسيرات عقلانية، لكنها وجدانية فطرية. فالطفل يرى الأم مصدر أمانه الوحيد، ويعتمد على استقرارها العاطفي ليشعر بأنه بخير. لذلك، حين تهتز صورة الأم القوية أو الحاضرة، يترجمها دماغه إلى خطر أو تهديد.

عندما يتحوّل التعب إلى عبء عاطفي غير مقصود

لا يعني هذا أن على الأمهات كبت مشاعرهن أو التظاهر بالقوة طوال الوقت. لكن الفرق يكمن في طريقة التعبير. فقول "أنا متعبة" قد لا يكون المشكلة، بل الطريقة التي يقال بها، والرسائل المرافقة لها.

إذا قيلت الكلمة بنبرة منهارة، متبوعة بتنهيدة ثقيلة، أو مع تعبير بالانسحاب، فغالبًا ما يشعر الطفل بالذنب أو القلق.

أما إذا قيلت برفق، ضمن مناخ من الحميمية، فقد تكون فرصة لتعليم الطفل عن الحدود والتوازن والتعاطف.

أخبار ذات صلة

الفرق بين حدس الأمومة والقلق على الأطفال

الفرق بين حدس الأمومة والقلق على الأطفال

كيف نُعبّر عن تعبنا دون أن نُثقل على قلوب أطفالنا؟

  • بدّلي صيغة الشكوى بلغة الوعي: بدلًا من "أنا متعبة من كل شيء"، قولي "أحتاج لوقت أرتاح فيه قليلاً، وسأكون بخير".
  • طمئني الطفل على الاستمرارية: "أحتاج لدقائق فقط لأستعيد طاقتي، وسأعود للعب معك."
  • استخدمي لغة المشاركة لا الانسحاب: "ما رأيك أن نرتاح معًا؟ نستلقي قليلاً، نقرأ كتابًا، ونستعيد طاقتنا؟".
  • علّميه أن التعب لا يعني الانقطاع: "حتى حين أكون مرهقة، أنا هنا، أحبك، وأراك".

حين تتعب الأم.. يكبر الطفل معها

التعب لا يقلل من قيمتك كأم. بل حين تعترفين به بصدق ووعي، تُعلّمين طفلك أهم الدروس:

  • أن المشاعر مسموحة.
  • أن الإنسان لا يحتاج لأن يكون كاملاً ليكون محبوبًا.
  • أن الرعاية ليست إنكارًا للذات، بل توازناً بينها وبين من نحب.
  • أن القرب لا يُقاس بالجهد فقط، بل بالحضور الصادق حتى في التعب.
     


"أنا متعبة" ليست مجرد تعبير جسدي. إنها شيفرة مشاعر، وإشارة لطلب الدعم، ورسالة محمولة عبر نبرتكِ وتعبير وجهكِ وطريقة احتضانكِ للطفل بعدها.

وطفلك، بحساسيته النقية، لا يريد منك أن تكوني خارقة، كل ما يريده أن يعرف أنكِ، حتى في لحظات التعب، ما زلتِ تحبينه، وما زلتِ حاضرة.

أخبار ذات صلة

حين لا تكون الأمومة كما توقّعتها

حين لا تكون الأمومة كما توقّعتها

google-banner
footer-banner
foochia-logo