في زمن تتداخل فيه الأدوار الأسرية وتزداد فيه رغبة الأمهات والآباء في بناء علاقة قريبة مع أبنائهم، يطرح سؤال مهم نفسه: هل من الصحي أن تكوني صديقة طفلك المقرّبة؟
إن السعي وراء هذه الصداقة قد يبدو محببًا في الظاهر، لكنه في الواقع قد يربك الأدوار ويؤثر على شعور الطفل بالأمان.
فالطفل يحتاج إلى والد أو والدة يعرف بوضوح أنهما المرجع والمسؤول عن الحماية واتخاذ القرارات، لا مجرد صديق على قدم المساواة.
إن الصديق المقرّب هو شخص تشاركه الأسرار والهموم وتستشيره وتتبادل معه المشاعر بلا قيود. ومن الجميل أن تبنى هكذا علاقة مع الأبناء، لكن في زوايا أخرى، يجب أن تكون هناك حدود حتى لا تتحول الصداقة إلى نمط علاقة قائم على:
مشاركة تفاصيل الحياة الخاصة مثل المشكلات المالية أو الاضطرابات النفسية يمكن أن تضع عبئًا عاطفيًا على الطفل لا يستطيع تحمله.
إذا شعر الطفل أن العلاقة متساوية، فلن يعرف من يضع القواعد أو من المرجع عند الخلاف.
في بعض الأحيان، تعكس الرغبة في أن تكوني "أفضل صديقة" لابنك أو ابنتك احتياجاتك أنتِ أكثر من احتياجاته هو. قد يكون السبب هو الخوف من الرفض، أو البحث عن الود، أو محاولة تعويض تجربة طفولة مع والدين صارمين.
يمكن الجمع بين الصداقة مع طفلك والسلطة الأبوية من خلال:
كونك صديقة لطفلك قد يبدو أمرًا جميلًا، لكنه لا يغني عن كونك الأم أو الأب الذي يوفر الحماية والاستقرار. أدّي دورك التربوي اليوم، حتى تتمكني غدًا من أن تكوني الصديقة التي يختارها بنفسه عندما يكبر.