header-banner
كذب المراهقين

كذب المراهقين.. عالجيه بالثقة

أمومة
فريق التحرير
5 أغسطس 2025,8:00 ص

حين يبدأ طفلك المراهق بالكذب، تتولد داخلك مشاعر متضاربة: القلق، الحزن، وربما الإحباط. فالكذب لا يُعدّ فقط سلوكًا خاطئًا، بل قد يُفسَّر على أنه خلل في العلاقة، أو مؤشر على انعدام الثقة، أو حتى على فقدان السيطرة في مرحلة حساسة من حياة ابنك أو ابنتك.

في الحقيقة، كثير من الآباء والأمهات يواجهون هذه المشكلة دون أن يعرفوا كيف يبدؤون التعامل معها: هل يواجهونها بالحزم أو بالتفهّم؟ هل هي مرحلة عابرة أو بداية لاضطراب سلوكي أعمق؟

كذب المراهقين

2388371c-3dde-4cd0-9375-34cba8d57e3e

المراهقة بحد ذاتها مرحلة دقيقة تتداخل فيها عوامل نفسية وعاطفية واجتماعية، تجعل من الصدق أحيانًا عبئًا ثقيلاً على الأبناء. فهم في صراع داخلي مستمر بين رغبتهم في الاستقلال، وخوفهم من فقدان القبول أو الوقوع في الخطأ.

ولذلك، لا بد من التمهّل في إصدار الأحكام، ومحاولة فهم ما وراء هذا السلوك، بدل الاكتفاء برؤية ظاهره.

في هذا المقال، نقترب أكثر من الأسباب النفسية التي قد تدفع المراهقين إلى الكذب، ونشرح كيف يمكن أن يتحوّل هذا السلوك إلى فرصة لإعادة بناء الثقة، وليس إلى تهديد يُفقد العلاقة توازنها.

لماذا يلجأ المراهق إلى الكذب؟

ضعف السيطرة على الاندفاعات هو من السمات النفسية المعروفة في مرحلة المراهقة، وقد يدفع الأبناء إلى اتخاذ قرارات خاطئة، والانخراط في سلوكيات مشكوك فيها أو محفوفة بالمخاطر، ثم استخدام الكذب كوسيلة للهروب من تبعات تلك الأفعال.

الكذب هنا لا يكون الهدف منه الخداع فقط، بل قد يكون آلية دفاعية نتيجة شعور بثقل الواقع، أو محاولة للإنكار خوفًا من اللوم، أو رغبة في تفادي العقاب. لكن في نهاية المطاف، الكذب لا يُخفي المشكلة بل يضاعفها؛ إذ يصبح الوالدان في مواجهة مشكلتين بدلًا من واحدة: الفعل الخاطئ، والكذبة التي غطّت عليه

مفهوم "الثقة المكتسبة"

ينشأ بين الأهل وأبنائهم ما يمكن تسميته بـ"حساب الثقة البنكي"، وهو رصيد يتكوّن من مواقف وسلوكيات تدعم الثقة أو تضعفها. ورغم أن الأبناء في سن المراهقة يظنون أن هذه الثقة مضمونة بمجرد كونهم أفرادًا في العائلة، فإن الحقيقة أن الثقة تُكتسب بالأفعال ولا تُمنح بشكل تلقائي.

وعندما تُفقد الثقة بسبب الكذب، يجب العمل على استعادتها. وهذا يتطلّب التزامًا من الأبناء باتفاقيات واضحة وسلوكيات متفق عليها مع الوالدين، تُعيد بناء هذا الرصيد تدريجيًا.

أخبار ذات صلة

الانطوائية والمراهقون.. كيف تتعاملين مع انعزال طفلك؟

الانطوائية والمراهقون.. كيف تتعاملين مع انعزال طفلك؟

كيف نواجه الكذب؟

عند ملاحظة تكرار الكذب، من الأفضل الجلوس مع الابن أو الابنة والتحاور بهدوء:
"هناك كذب يحدث، كيف نريد أن نتعامل معه؟ دعنا نتحدث عن الاتفاقات والعواقب المنطقية."

هذا النوع من الحوار يفتح الباب لفهم أعمق ويقلل احتمالات التمرّد أو الإنكار.

ولكنْ، هناك مبدأ أساسي يجب أن تبني عليه أي مواجهة: لا يمكنك أن تطلبي من ابنك أن يكون صادقًا، ثم تعاقبيه إن فعل. على سبيل المثال، إذا أخبرته بأنه يمكنه الاتصال بك في أي وقت وستكونين حاضرة لمساعدته مهما كان الموقف، فعليك الالتزام بوعدك دون إصدار أحكام قاسية.

لا محاضرات في طريق العودة

تذكّري أن طريق العودة إلى المنزل ليس هو التوقيت المناسب للوم أو العتاب أو التهديد. التوبيخ لحظتها يُفقد طفلك الثقة بك، وقد يتردّد في اللجوء إليك لاحقًا عندما يكون في مأزق حقيقي. بدلاً من ذلك، خذي وقتكِ، انتظري حتى تهدأ الأمور، واجمعي أفكارك، ثم ناقشي ما حدث لاحقًا في لحظة صفاء وهدوء.

التفاهم هو الحلّ

التعاطف والحوار هما الطريق الأصحّ لمعالجة الكذب، وليس الغضب أو الشعور بالذنب أو توجيه اللوم. عندما تُظهرين اهتمامًا صادقًا وفضولًا لفهم دوافع طفلك، تمنحينه فرصة للاعتراف بالحقيقة، وتُشركينه معك في إيجاد حلول تُعيد الثقة وتقوّي العلاقة.

 

التعامل مع الكذب في هذه المرحلة لا يتعلق فقط بضبط سلوك خاطئ، بل ببناء علاقة قائمة على الأمان والتفاهم، تُقلّل من الصراعات وتُعزز الحوار، وهو ما يحتاجه الأبناء فعلًا في سنواتهم الحرجة.

أخبار ذات صلة

5 خطوات لإصلاح علاقتك المتوترة بأولادك المراهقين

5 خطوات لإصلاح علاقتك المتوترة بأولادك المراهقين

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo