header-banner
أم غاضبة

10 طرق للتحكم في غضبك على طفلك

أمومة
إيمان بونقطة
30 يوليو 2025,8:00 ص

في لحظات الضغط اليومي المتلاحقة، وبين المسؤوليات المتزاحمة والمهام المنسية، لا تحتاج الأم إلا لشرارة صغيرة لتشتعل نيران الغضب.

حذاء مفقود، مشادة بين الإخوة، أو مطالبة مفاجئة بشراء مستلزمات مدرسية.

وتجدين نفسك تصرخين، رغم أنك في قرارة نفسك لا تريدين ذلك. لماذا يصعب علينا أحياناً ضبط أعصابنا؟ ولماذا نشعر لاحقاً بالندم والخجل من ردة فعلنا؟

ما لا تعرفه كثير من الأمهات أن هذه اللحظات الانفعالية لا ترتبط فقط بسلوك الطفل، بل بجذور أعمق تعود إلى طفولتنا نحن.

ما يُعرف بـ"أشباح الطفولة"، حيث تستفزنا تصرفات أطفالنا وتعيد إلى السطح مشاعر مكبوتة، وأحياناً جروحاً لم تندمل من تجاربنا الأولى في الحياة.

ما الذي يحدث لطفلك عندما تصرخين عليه؟

6131e9ec-4a93-485f-9dd1-24018db19db8

تخيلي أن شخصاً بالغاً، تعتمدين عليه كلياً، يصرخ في وجهك وأنت لا تملكين المهرب. هذه التجربة التي تمرّ على الأطفال تكون مضاعفة الأثر ألف مرة.

غضب الأم أو الأب لا يُفزع الطفل فقط، بل يهدد شعوره بالأمان والانتماء. وتكرار هذا النمط من التفاعل قد يجعل الطفل يتبلد تجاه مشاعرك، ويصبح أقل رغبة في إرضائك أو الإصغاء إليك.

خطوات فعالة لضبط الغضب والتعامل الواعي

إليك خطوات قد تساعدك على ضبط أعصابك بشكل أكبر:

1. افهمي غضبك قبل أن تتصرفي

ما يُشعل الغضب ليس السلوك نفسه، بل الأفكار التي نربطها به. فمثلاً، حين يضرب طفلك أخاه، قد تربطين ذلك مباشرة بخوفك من أن يفشل أخلاقياً أو أنك فشلت في تربيته. هذا الانحدار العاطفي السريع لا يمنحك وقتاً للتفكير.

2. لا تتخذي أي قرار وأنت غاضبة

عندما تشعرين بأنك على وشك الانفجار، توقفي فوراً. خذي نفساً عميقاً، أو قولي لنفسك "هذا ليس طارئاً".

امنحي نفسك استراحة قصيرة بعيداً عن الطفل إن أمكن، حتى تهدأ الأعصاب وتعود قدرتك على التفكير العقلاني.

3. استخدمي جملا للتهدئة

رددي عبارات مثل: "هو بحاجة لحبي، لا لغضبي"، أو "سأتصرف من منطلق نضجي، لا انفعالي". هذه العبارات تُعيد برمجة استجابتك العصبية وتساعدك على التهدئة.

4. استمعي لغضبك بدلا من أن تفرغيّه

الغضب ليس شعوراً خاطئاً، بل هو ناقوس يلفت نظرك إلى أمر يجب مراجعته. ربما أنتِ مرهقة، أو لا تشعرين بالدعم من شريكك، أو هناك أمور أخرى تُشعرك بالضغط. تقبّلي هذه المشاعر واستخرجي ما تحتها من حزن أو خوف، وستتراجع حدة الغضب تلقائياً.

5. لا تلجئي للتهديد أو العقاب الفوري

القرارات السريعة وأنتِ غاضبة قد تكون غير منصفة أو غير قابلة للتطبيق. بدلاً من ذلك، قولي لطفلك: "أنا منزعجة الآن وسنناقش الأمر لاحقاً"، ثم عودي إليه بهدوء، وضعي حدوداً واضحة بثقة واحترام.

أخبار ذات صلة

طفلك لا يحتاج إلى أم مثالية بل إلى أم حقيقية

طفلك لا يحتاج إلى أم مثالية بل إلى أم حقيقية

6. كوني قدوة في التعبير عن الغضب

أطفالك يتعلمون من طريقة تعبيرك عن مشاعرك. حين يرونك تسيطرين على انفعالك، وتواجهين غضبك بأساليب متزنة، سيكتسبون مهارات التعامل مع مشاعرهم بدورهم.

7. تجنّبي العنف بكل أنواعه

أثبتت الدراسات أن الضرب أو الصفع، حتى لو كانا خفيفين، يتركان آثاراً نفسية طويلة الأمد على الأطفال. الضرب لا يُعلّم، بل يُربك ويُفزع، ويزرع مشاعر الذنب والبعد العاطفي.

8. ضعي لائحة عائلية لإدارة الغضب

في وقت هادئ، تحدثي مع أطفالك عن الطرق الصحية للتعامل مع الغضب. اتفقوا على بدائل مثل التنفس العميق، الابتعاد لعدة دقائق، أو استخدام كلمات لطلب المساحة. وعلّقي هذه القائمة في مكان واضح كمرجع جماعي.

9. اختاري معاركك بحكمة

ليس كل تصرف يستدعي تدخلك. بعض الأمور يمكن تجاهلها أو تأجيلها. التركيز على العلاقة الإيجابية مع الطفل أهم من الفوز بلحظة انضباط.

10. لا تترددي في طلب المساعدة

إذا وجدتِ نفسك تتكرر فيها نوبات الغضب أو يصعب عليكِ السيطرة عليها، فالتواصل مع متخصص نفسي أو مجموعات دعم الأمهات قد يفتح لكِ أبواباً جديدة للتفهم والشفاء.

 


الغضب ليس عيباً، بل إشارة إلى شيء أعمق يحتاج إلى انتباهك ورعايتك. التعامل الواعي مع هذه المشاعر لا يحمي أطفالك فقط، بل يُصلح فيكِ أنتِ أيضاً طبقات قديمة من الأذى لم تأخذي وقتاً للتعامل معها من قبل.

وفي كل مرة تضبطين فيها نفسك وتختارين التهدئة، أنتِ تزرعين في أطفالك درساً عظيماً عن النضج والحب الحقيقي.

أخبار ذات صلة

هل يحتاج طفلك إلى تقويم سلوكي أم إلى تقبّل؟

هل يحتاج طفلك إلى تقويم سلوكي أم إلى تقبّل؟

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo