header-banner
أمومة

طفلي يسأل كثيرًا.. طرق للاستيعاب

أمومة
إيمان بونقطة
14 أغسطس 2025,8:00 ص

في مرحلة ما من طفولة كل طفل، تبدأ موجة من الأسئلة التي لا تنتهي: "لماذا السماء زرقاء؟" "لماذا يطير الطائر؟" "لماذا يجب أن ننام مبكرا؟".

بالنسبة للآباء، قد تتحول هذه اللحظات إلى اختبار للصبر، خاصة عندما تتكرر الأسئلة بوتيرة سريعة وكأنها لا تنتهي. لكن خلف هذا السيل من التساؤلات، تجري عملية تنموية عميقة تصنع فارقا في مستقبل الطفل أكثر مما نتخيل.

ولأن الأطفال يختلفون في طرق التعبير عن فضولهم، فقد يظهر بعضهم ذلك من خلال الأسئلة، بينما يترجمه آخرون إلى استكشاف عملي وتجارب مباشرة؛ ما يتطلب من الوالدين الانتباه الدقيق لما يجذب اهتمام الطفل في أنشطته اليومية.

مرحلة "لماذا" لدى الأطفال أهم مما نظن

11e3f272-15c9-426f-b119-632b2c07a4be

حسب مقال منشور على موقع Psychology Today، للكاتبة جين لومالان، الحاصلة على ماجستير في علم النفس التربوي وماجستير في التعليم، فإن هذه المرحلة الذهبية من التساؤل لا ينبغي أن تمر دون احتفاء ودعم من الأسرة؛ لأنها ترسم ملامح عقلية الطفل مدى الحياة.

لماذا تُعد مرحلة “لماذا؟” لدى طفلك أهم مما تظن؟

“لماذا” تبني المهارات الأهم التي يحتاجها الأطفال مستقبلا، فهي أكثر من مجرد أسئلة متكررة. ربما يشعر الآباء أحيانا بأنهم عالقون في دائرة لا تنتهي من الأسئلة:

  • لماذا الكلاب تحرك ذيولها؟
  • لماذا السماء زرقاء؟

ورغم أن الأمر قد يبدو محاولة لإثارة التوتر، إلّا أن الحقيقة أعمق كثيرا: هذه الأسئلة هي تمرين يومي على مهارات التفكير التي سيحتاجها الطفل في حياته.

المهارات التي تُصنع بعيدا عن الفصول الدراسية

تُظهر دراسة لشركة ماكنزي أن 11 فقط من أصل 56 مهارة أساسية للمستقبل مرتبطة بالتكنولوجيا أو البرمجة، بينما تركز البقية على مهارات مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتواصل، والوعي الذاتي.

هذه القدرات لا تُبنى غالبا في المدرسة، بل تتشكل من خلال الحوارات اليومية في المنزل تماما مثل حوارات “لماذا؟” التي يخوضها الطفل مع والديه.

أخبار ذات صلة

تعلمي الأمومة من أسلوب الكنغر

تعلمي الأمومة من أسلوب الكنغر

ماذا يتعلم الطفل من أسئلة “لماذا؟”؟

  • البحث عن الروابط وفهم الأنماط: عندما يسأل الطفل لماذا يتجمد الماء أو كيف يعرف الطائر طريقه، فهو يفكر كالعلماء في محاولة لفهم العالم.
  • المرونة الذهنية: الأسئلة المتتابعة تساعد الطفل على النظر إلى الفكرة من زوايا متعددة.
  • الدافعية الداخلية للتعلم: متابعة الطفل لاهتمامه الخاص تعزز لديه الانضباط الذاتي وتحديد أهداف التعلم، وهو ما يدوم أطول من أي حافز خارجي.

عندما يكون “لماذا” وسيلة للاتصال

ليست كل الأسئلة بحثا عن معلومة. أحيانا، يكرر الطفل “لماذا” لتمديد وقت الحديث أو طلب القرب العاطفي. في هذه الحالات، يمكن للوالد أن يلتقط الرسالة ويعرض التواصل المباشر، مثل اللعب أو العناق.

إذا كان طفلك لا يطرح الكثير من الأسئلة

غياب أسئلة “لماذا” لا يعني غياب الفضول. بعض الأطفال يفضلون التعلم بالملاحظة أو التجربة.

هنا ينصح الخبراء بمراقبة الطفل خلال اللعب لمعرفة ما يجذبه، ثم تقديم أنشطة مرتبطة باهتماماته، مثل تجربة علمية بسيطة أو نشاط عملي.

 

كل “لماذا” هي دليل على عقل نشط يحاول فهم العالم. ليس المطلوب أن يعرف الوالد جميع الإجابات، بل أن يُظهر للطفل أن أسئلته مهمة، وأن التفكير المشترك أهم من الوصول للإجابة النهائية.

أخبار ذات صلة

الفرق بين حدس الأمومة والقلق على الأطفال

الفرق بين حدس الأمومة والقلق على الأطفال

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo