قدوم الطفل الثاني إلى العائلة هو لحظة فارقة تحمل بين طياتها الكثير من الفرح، لكنه في الوقت نفسه يفرض على الأم والعائلة تغييرات كبيرة تتطلب التأقلم.
في هذه المرحلة، لا يمر الطفل الأكبر فقط بمرحلة انتقالية، بل تمر الأم أيضًا بتجربة جديدة مليئة بالتحديات والمشاعر المختلطة.
وبحسب مقال نُشر في موقع Psychology Today للكاتبة كارا غودوين (الأخصائية النفسية)، فإن الأبحاث تشير إلى أن استقبال الطفل الثاني قد يكون تجربة إيجابية أكثر مما تتوقعه الكثير من الأمهات، حيث وجدت الدراسات أن مستوى الضغط النفسي لا يختلف كثيرًا بين تجربة الإنجاب الأولى والثانية، بل إن بعض الأمهات يشعرن براحة أكبر في النوم واستعادة الطاقة مقارنة بالمرة الأولى.
هذه المرحلة تحتاج إلى استعداد ذهني وعملي، وفيما يلي 6 خطوات تساعدك على جعل هذه التجربة أكثر سلاسة:
تشير الدراسات إلى أن الأمهات غالبًا يحصلن على دعم أقل عند ولادة الطفل الثاني مقارنة بالأول. لذلك، خططي مبكرًا للحصول على المساندة من العائلة والأصدقاء، أو من خلال الاستعانة بمربية، مجموعة دعم للأمهات، أو حتى بجار موثوق يمكنه المساعدة عند الحاجة.
الأبحاث توضح أن الأمهات الأكثر ثقة بأنفسهن أكثر قدرة على تجاوز تحديات ما بعد الولادة، وأن هذه الثقة تقلل من المشكلات السلوكية لدى الأطفال. ذكّري نفسك بأنك الأم المناسبة تمامًا لكلا طفليك، واستبدلي الأفكار السلبية مثل "لن أستطيع التعامل مع طفلين" بعبارات إيجابية مثل "كل يوم سيصبح الأمر أسهل".
مستوى التعاطف مع الذات يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتحسن الصحة النفسية بعد الولادة. عاملي نفسك باللطف، وذكّري نفسك أن الأخطاء جزء طبيعي من التجربة، وأنك تبذلين ما بوسعك.
من الطبيعي أن تشعري بالقلق على الطفل الأول أو بالخوف من عدم القدرة على إعطاء الطفل الثاني القدر نفسه من الحب. هذه المشاعر لا تعني أنك أم سيئة، بل هي رد فعل طبيعي للتغيير.
القلق أو الاكتئاب بعد الولادة أمر شائع، وقد يحدث حتى إذا لم تعاني منه في التجربة الأولى. أعدّي خطة مسبقة: من سيكون داعمك الأساسي؟ هل هناك معالج أو طبيب يمكنك التواصل معه إذا لزم الأمر؟
إذا لاحظتِ أن القلق أو الحزن يؤثران على حياتك اليومية أو علاقاتك، فاطلبي الدعم من مختص في الصحة النفسية. العلاج النفسي أثبت فعاليته الكبيرة في تجاوز التحولات الكبيرة في الحياة، ومنها قدوم طفل جديد.
إن استقبال الطفل الثاني ليس بالضرورة تجربة مرهقة كما يظن البعض، بل قد يكون فرصة للنمو الشخصي وتعزيز مهاراتك كأم. ومع التخطيط الجيد، وطلب الدعم، والاعتناء بصحتك النفسية، يمكنك جعل هذه المرحلة مليئة بالذكريات السعيدة والتجارب الإيجابية.