header-banner
قلة النوم بعد الولادة

علامات اكتئاب ما بعد الولادة الصامتة

أمومة
إيمان بونقطة
5 يوليو 2025,8:00 ص

ما إن تضع المرأة طفلها، حتى تنهمر التهاني، وتُحاط بعبارات الفرح والاحتفال. الجميع يراها "أصبحت أماً"، وكأنها دخلت مرحلةً من البهجة المطلقة.

لكن خلف هذا المشهد الهادئ، قد تخفي بعض الأمهات عاصفة لا تُرى بالعين، ولا تُقال بالكلمات.

إنها ليست مجرد تعب، ولا "تقلب مزاجي عابر"... بل قد تكون اكتئاب ما بعد الولادة في نسخته الأكثر خفاءً، والأصعب ملاحظة: النسخة الصامتة.

لماذا يُعتبر هذا النوع من الاكتئاب صامتاً؟

036eb979-e346-40f5-924a-84a729b8b15b

في كثير من الحالات، لا تظهر على الأم علامات الانهيار أو البكاء المستمر، ولا حتى فقدان القدرة على العناية بالطفل. بل على العكس، قد تبدو قوية، نشطة، بل ومُنجزة.

لكنها من الداخل، تخوض صراعاً لا يراه أحد. وقد لا تعترف به لنفسها، خوفاً من أن تُتهم بعدم الامتنان أو يُنظر إليها على أنها "أُم سيئة".

علامات اكتئاب ما بعد الولادة الصامتة

بحسب أطباء النفس، يمكن أن تتجلى أعراض هذا النوع من الاكتئاب بشكل مختلف، وغير نمطي. وهذه أبرز علاماته:

1. الانفصال العاطفي عن الطفل

قد تعتني الأم بطفلها بشكل ممتاز، دون أن تشعر بالتواصل الحقيقي معه. لا تجد لوجوده صدى في قلبها، وتشعر وكأنها تقوم بمهام ميكانيكية دون رابط داخلي.

2. الإرهاق الدائم رغم النوم الكافي

حتى مع الراحة الجسدية، تظل تشعر بالإرهاق وكأنها تُحمل جبلاً على كتفيها. لا شيء ينعشها، ولا يعود لها النشاط مهما حاولت.

3. القلق المبالغ فيه من التفاصيل الصغيرة

قد تعيش في حالة استنفار دائم، تخاف من كل شيء: بكاء الطفل، درجة حرارته، تنفسه، أو حتى ردة فعل الآخرين على طريقتها في تربيته. هذا القلق لا يهدأ، ويتحوّل إلى صوت داخلي متوتر لا يتوقف.

4. إحساس غريب بالذنب... طوال الوقت

تشعر بأنها لا تقوم بعملها "كما يجب"، مهما فعلت. تلوم نفسها على كل صغيرة وكبيرة، وتشعر بأنها تُقصّر بحق طفلها، زوجها، وحتى نفسها.

5. الانشغال المفرط أو الانعزال المفاجئ

إما تنهمك بشكل غير طبيعي في المهام اليومية حتى تنسى نفسها، أو تنسحب كلياً من محيطها وتفقد الرغبة في التفاعل مع أحد. وفي كلا الحالتين، هي تهرب من مواجهة المشاعر التي لا تفهمها.

أخبار ذات صلة

ما هي فوائد الرياضة بعد الولادة القيصرية؟ مفتاحك للتعافي الجسدي والنفسي

لماذا لا تطلب بعض الأمهات المساعدة؟

الخوف من الحكم، من نظرة المجتمع، من أن تُفهم بشكل خاطئ... كلها أسباب تدفع كثيرات للصمت. بل إن بعض الأمهات لا يدركن أن ما يعشنه له اسم علمي، أو أن هناك علاجاً لما يشعرن به.

ما الذي يمكن فعله؟

  • الاعتراف بالمشاعر دون خجل: من الطبيعي أن تكون المشاعر معقدة بعد الولادة. لا عيب في الاعتراف بالتعب، أو الضياع، أو حتى عدم الشعور الفوري بالحب تجاه الطفل.
  • طلب الدعم المهني: التحدث مع طبيبة نفسية أو اختصاصية في الصحة النفسية بعد الولادة خطوة مهمة وأساسية، وليست دليلاً على الضعف.
  • محبة الذات والرعاية الشخصية: الاهتمام بالأم، نفسياً وجسدياً، لا يقل أهمية عن العناية بالطفل.
  • محاربة العزلة: حتى الحديث مع صديقة تثق بها قد يكون بداية طريق نحو الشفاء.


اكتئاب ما بعد الولادة لا يُشبه اكتئاب الأفلام، ولا يُرى بالعين المجردة دائماً. إنه أحياناً يختبئ خلف الأم الأكثر التزاماً، أو الأكثر ابتسامة. الاستماع للأم دون إطلاق الأحكام، وتقديم مساحة آمنة للتعبير، قد يكونان طوق النجاة الذي تحتاجه.

لأن الأمومة ليست فقط احتضان طفل، بل أيضاً احتضانٌ للذات.

أخبار ذات صلة

آداب زيارة الأم بعد الولادة... إليك ما يجب أن تعرفه

 

footer-banner
foochia-logo