من منّا لا يفرح بخبر قدوم مولود جديد؟ لحظات الفرح، الهدايا، الصور الأولى، وتهنئة الأهل، كلّها طقوس ننتظرها بشوق. لكن وسط هذا الحماس، نغفل أحياناً عن حساسية المرحلة التي تمرّ بها الأم الجديدة، وخصوصية الأيام الأولى بعد الولادة.
زيارة الأم ليست مجرّد واجب اجتماعي، بل موقف دقيق يحتاج إلى وعي وذوق واحترام لحالتها الجسدية والنفسية. فهناك قواعد بسيطة قد تجعل زيارتك لافتة بلطافتها، أو ثقيلة دون قصد.
في هذا المقال، نشاركك أهم قواعد إتيكيت زيارة الأم بعد الولادة، سواء في المستشفى أم في المنزل، بطريقة تضمن راحتها وسعادتها وتُظهر تقديرك الحقيقي لها وفق ما ورد في موقع morelandobgyn.
تابع سطور هذا الموضوع، لتتعرف على أهم القواعد التي يجب على كل فرد اتباعها قبل زيارة الأم والمولود الجديد حفاظا على راحتها:
أهم قاعدة؟ لا تزور إلا إذا دُعيت. نعم، نعرف أنك متحمّس، لكن الولادة مرهقة جسدياً ونفسياً، والأم تحتاج إلى وقت لتستعيد طاقتها. إذا لم تصلك دعوة بعد، لا تأخذ الأمر بشكل شخصي. يمكنك أن تتصل لتطمئن وتعرض الزيارة لاحقاً، لكن تذكّر: الأمر لا يتعلق بك، بل براحتهم هم.
تأكد من الاتصال قبل الزيارة، واسأل إن كان بإمكانك إحضار شيء مفيد من الخارج. لمسة بسيطة، لكن تُظهر الكثير من الاهتمام.
الزيارة القصيرة ألطف بكثير. راقب إشارات التعب لدى الأم، وإذا شعرت أنها بحاجة للراحة، فابتسم وغادر بلطف. ستُقدّر لك ذلك كثيراً.
الأهل الجدد بالكاد يجدون وقتاً لإعداد وجبة! طبق منزلي سهل التسخين أو حتى بطاقة طعام من مطعم توصيل ستكون هدية مثالية. ولا تنسَ شيئاً لذيذاً للأم أو الأشقاء!
لا تفترض ما يحتاجه الأهل، بل اسألهم. هل تريد أن تحمل الطفل لتأخذ الأم قسطاً من الراحة؟ ممتاز. هل يحتاجون من يمشي الكلب؟ رائع. تريد اللعب مع الأطفال الآخرين؟ سيكون هذا دعماً حقيقياً.
أحياناً نطرح أسئلة بنيّة طيبة، لكنها قد تكون ثقيلة على الأم الجديدة. بدلاً من "هل ترضعينه طبيعياً؟"، قل: "يبدو بصحة جيدة، ما شاء الله!". وبدلاً من "هل ينام طوال الليل؟"، جرب: "أتخيل كم هو الأمر مرهق في البداية. إن أردتِ قيلولة، أنا هنا!".
كل أم تختلف عن الأخرى، وكل قرار خاص بها، سواء عن الرضاعة أم العودة للعمل أم غيرها. لا تعلّق ولا تقدّم رأياً ما لم يُطلب منك.
حتى وإن لم يكونوا مرضى، الأطفال يحملون الجراثيم ويتحركون كثيراً، وقد يشكلون عبئاً إضافياً على الأم والطفل. انتظر الوقت المناسب أو دعهم يزوروا لاحقاً عندما يكبر المولود.
المرحلة الأولى بعد الولادة مهمة جداً للأم والطفل، للراحة والتواصل. لا تفترض أنك تستطيع حمل الطفل فوراً. وإذا عرضت الأم ذلك، اغسل يديك أولاً، لا ترتدِ مجوهرات، أبعد شعرك عن وجه الطفل، ولا تلتقط سيلفي، والأهم: لا تُقبّل الطفل أبداً.
قد تكون لحظة جميلة، لكن نشر صور المولود مسؤولية كبيرة. انتظر إذن الأهل أولاً.
أصوات الرسائل والمكالمات قد تزعج الطفل النائم. لن يأخذ منك مجهوداً، لكنه سلوك يدل على احترامك.
الزيارة الناجحة لا تعني فقط مشاهدة الطفل، بل ترك انطباع لطيف، ومساعدة الأم، وتوفير أجواء مريحة وآمنة.
نتمنى أن تكون هذه النصائح قد أفادتك، وساعدتك على أن تكون ضيفاً محبوباً في واحدة من أجمل لحظات الحياة.