header-banner
طفلة

هكذا نصنع طفلًا يحب جسده كما هو

أمومة
إيمان بونقطة
18 أغسطس 2025,8:00 ص

في عالم يربط الجمال بالنحافة، ويُغرق الأطفال برسائل يومية عن "المظهر المثالي"، تصبح طريقة حديثنا مع أطفالنا عن أجسادهم ذات أثر طويل المدى، وقد تكون الفارق بين طفل يرى جسده بشعور العار، وآخر يحتضنه بمحبة.

كأمهات وآباء، قد تكون نوايانا طيبة حين نقول لأطفالنا "أنتَ نحيف!" أو "لا تحتاج إلى المزيد من الطعام"، لكن هذه العبارات، رغم بساطتها، قد ترسل رسائل سلبية عن الجسد، وتؤسس لعلاقة غير متوازنة مع الطعام والصورة الذاتية.

كيف أعلم طفلي أن يحب جسده؟

d4859735-c5d3-4616-af9d-0002abc342e1

في هذا المقال، نعرض لكِ مجموعة من التوجيهات العملية والنفسية الدقيقة، تساعدك على بناء لغة جديدة في الحديث مع طفلك عن جسده، لغة تنطلق من الاحترام، والفضول، والرغبة في الفهم، لا في الحكم أو المقارنة.

تحدثي عن ما يفعله الجسد... لا عن شكله

الطفل يراقب كيف تتحدثين عن جسده، ويكوّن عبرك نظرته الخاصة إليه. بدلًا من مدحه على مظهره الخارجي، أثني على ما يفعله جسده:

  • ساقاك ساعدتاك على القفز عاليًا.
  • جسمك أعطاك إشارة أنك بردان، وهذا رائع لأنه يعرف كيف يحمي نفسه.

هذا النوع من الحديث يُنمّي علاقة وظيفية إيجابية بين الطفل وجسده.

تجنبي التعليقات عن الوزن والطعام

حتى التعليقات التي تبدو لطيفة مثل: "كم أصبحت نحيفًا!" أو "لا تأكل أكثر من هذا" تُشعر الطفل أن جسده تحت المراقبة، وأن إشارات الجوع أو الشبع لا تُؤخذ على محمل الثقة.

بدلًا من ذلك، ثقي في إحساسه، وركّزي على الحوار بدلًا من التقييم.

راقبي كيف تتحدثين عن جسدك

عندما يسمع الطفل والدته تنتقد شكلها، أو تصف طعامًا بأنه "سيئ"، أو تتحدث عن "حرق السعرات"، فهو يلتقط رسائل عميقة عن أن الجسد مشروع يجب تغييره.
بدلًا من ذلك، يمكنك قول:

  • أشعر أنني أحتاج للراحة اليوم، وسأهتم بجسدي أكثر.
  • جسدي مرّ بالكثير، وأريد أن أقدّر ما يفعله من أجلي.

الرسالة هنا ليست التجميل أو المثالية، بل القبول والاحترام.

أخبار ذات صلة

5 إشارات تخبرك أن طفلك يحتاج وقت خاص

5 إشارات تخبرك أن طفلك يحتاج وقت خاص

علميه التفكير النقدي تجاه الإعلام

برامج الأطفال، والإعلانات، والرسوم المتحركة، كثيرًا ما تُظهر صورة واحدة "مثالية" للجسد. اطرحي عليه أسئلة مثل:

  • هل لاحظت أن جميع الشخصيات في هذا الكرتون لهم الشكل نفسه؟ لماذا؟
  • ما رأيك بالشخصيات التي لا تظهر في الإعلانات؟

بهذا، لا تمنعين الرسائل السلبية، لكنك تُحصّنين طفلك ضدها بالوعي.

تحدثي عن الطعام كمصدر طاقة ومتعة وتواصل

بدل تصنيف الأطعمة إلى "صحية وسيئة"، ركّزي على أثر الطعام على النشاط، والمزاج، والانتباه. اسأليه:

  • هل هذا الغداء ساعدك أن تحس بالنشاط؟
  • هل ما زلت جائعًا، أم شبعت؟

اجعلي الطعام تجربة طبيعية، خالية من الذنب والمكافأة.

638e64b2-e553-4ee5-9786-45a4e3ec7304

شجعيه على الحركة من أجل الفرح، لا إنقاص الوزن

الرياضة ليست وسيلة لحرق الطعام، بل وسيلة للشعور بالحيوية، والراحة، والتعبير عن الذات. ويمكنك تشجيعه على:

  • الجري، أو اللعب في الحديقة لمجرد الاستمتاع.
  • السباحة، أو الرقص، أو تسلق الألعاب لأن ذلك يُشعره بالحرية.
  • ممارسة الرياضة ضمن فرق تبني الثقة وروح التعاون. 

عندما يقول شيئًا سلبيًا عن جسده، لا تُسكتِيه… استمعي

حين يقول: "أنا سمين" أو "أكره شكلي"، لا تتسرعي بنفي كلامه: "لا، لست كذلك"، فهذا يعزز الصورة السلبية لديه. بدلًا من ذلك، اسأليه:

  • ما الذي جعلك تشعر بهذا اليوم؟
  • أين سمعت هذا الكلام؟ وما رأيك به؟

بهذا، تفتحين بابًا لمشاعره الحقيقية، بدل حصر الحديث في المظهر.

تذكّري: ليس من المتأخر أبدًا لتغيير اللغة

قد تكونين استخدمتِ عبارات في الماضي تندمين عليها اليوم. لا بأس. ما يهم هو ما تقولينه من الآن فصاعدًا.

يمكنك قول:

  • أريد أن نبدأ نتحدث عن أجسادنا بطريقة مختلفة.
  • جسدك يستحق الاحترام والرعاية كما هو، دائمًا.

الأطفال لا يحتاجون أمًّا مثالية، بل أمًّا صادقة، منفتحة على التعلم.

 
في النهاية...
طفلك لا يحتاج إلى جسد "مقبول" مجتمعيًا، بل إلى بيت يشعر فيه أن جسده ليس موضوعًا للمقارنة أو الانتقاد.

ما يتذكره الطفل، ليس الكلمات وحدها، بل الشعور. 

  • هل كان المكان آمنًا؟
  • هل كان يُحب كما هو؟
  • هل شعر أنه لا يحتاج لأن يتغير ليحظى بالحب؟

هذا هو الدور الحقيقي الذي لا يملكه أي إعلام أو إعلان... بل تملكينه أنت.

أخبار ذات صلة

طفلك المصاب بالـADHD يجعلك أماً أفضل

طفلك المصاب بالـADHD يجعلك أماً أفضل

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo