التعامل مع فكرة الموت أمر صعب حتى بالنسبة للبالغين، فكيف بالأطفال الذين لم تتشكل لديهم بعد القدرة الكاملة على فهم هذه التجربة؟
فقدان شخص عزيز يمكن أن يكون تجربة مربكة ومؤلمة لهم، ودور الأهل هنا بالغ الأهمية في مرافقة الطفل خلال رحلته مع الحزن، ومساعدته على فهم ما جرى وتقبله بطريقة صحية.
الموت قد يأتي فجأة أو قد يكون متوقعًا، وقد يحدث نتيجة مرض طويل أو حادث مؤلم، لكن في كل الأحوال، يحتاج الطفل إلى من يشرح له ما حدث بصدق، وبأسلوب يناسب عمره، ويمنحه الأمان للتعبير عن مشاعره.
إليك بعض القواعد التي تساعد على التعامل مع طفلك أثناء حدوث حالة وفاة لشخص عزيز عليه:
اشرحي للطفل ما حدث بوضوح وصدق، فهذا يفسر له دموعك وألمك، ويعلمه أن التعبير عن الحزن أمر طبيعي.
قد يبكي الطفل أو يغضب أو يلتزم الصمت، جميع هذه المشاعر طبيعية، واتركي له الوقت ليتعامل معها.
تجنب العبارات الملتبسة مثل "ذهب إلى النوم" أو "رحل"؛ لأن الأبحاث تشير إلى أن الوضوح يساعد الطفل على تقبل الفقد.
اعرضي الحقائق على دفعات، بحسب أسئلة الطفل وقدرته على الاستيعاب.
إذا سأل عن أمور لا تعرفينها، لا بأس أن تقولي "لا أعرف"، فهذا يعلّمه أن الغموض جزء من الحياة.
مشاركة الحزن والتعبير العاطفي المشترك له أثر علاجي قوي.
دعيه يختار صورة، أو أغنية، أو قراءة نص أو آيات خلال المراسم، ليشعر بقدر من السيطرة وسط الفقد.
قد يفضل الصمت أو الانعزال، أو يبدو غير متأثر، وكلها ردود فعل طبيعية.
اشرحي له المكان، والأشخاص، والأجواء، وحتى مظهر الجثمان إذا كان سيشاهده.
تحدثي عن المناسبات القادمة وكيفية التعامل معها دون وجود الشخص المتوفى، واطلبي منه المساعدة على وضع خطط.
الحزن عملية مستمرة، وقد يحتاج الطفل إلى العودة للموضوع مرات عديدة.
أنتِ قدوة لطفلك، وإظهارك للاعتناء بصحتك الجسدية والنفسية يعطيه نموذجًا إيجابيًا.
كما أن هناك طرق لإخبار طفلك بحادثة موت شخص عزيز عليه، هناك أخطاء يجب تجنبها أثناء التعامل مع حالة الوفاة:
رؤية الطفل لك وأنت تعبرين عن حزنك تعلّمه أن البكاء والتأثر أمر طبيعي بعد الخسارة.
مشاركة الذكريات والقصص تساعد على الشفاء وليس العكس.
حتى الصمت أو اللمسة يمكن أن تمنحه الأمان.
هذا يجعل الحديث عن الموت أمرًا "محظورًا"، بدلًا من ذلك، عدّلي أسلوبك ليناسب وجوده.
الحفاظ على الأنشطة المعتادة يمنح الطفل شعورًا بالاستقرار.
الضحك على الذكريات الجميلة يمكن أن يكون جزءًا من التعافي.
لا يوجد جدول زمني للحزن، وقد يحتاج الأمر إلى شهور أو سنوات للتأقلم.
في النهاية، تذكري أن الحزن رحلة شخصية لكل فرد، وأن دعم طفلك فيها لا يتطلب الإجابة عن كل الأسئلة، بقدر ما يتطلب الحضور الصادق، والاحتضان، والقدرة على تقبّل مشاعره كما هي.