header-banner
متلازمة الأمعاء المتسربة

دليلك لفهم متلازمة الأمعاء المتسربة

صحة ورشاقة
فريق التحرير
7 سبتمبر 2025,6:00 ص

هل تعانين من انتفاخ متكرر، عسر هضم، أو حتى حساسية تجاه بعض الأطعمة، وتتساءلين إن كان السبب هو ما يُعرف بـ متلازمة الأمعاء المتسربة؟ هذه الحالة التي أثارت جدلًا واسعًا في السنوات الأخيرة تحولت إلى مصطلح شائع يتداوله كثيرون بوصفه تفسيرًا لمجموعة من الأعراض المزعجة.

لكن ما حقيقة هذه المتلازمة من الناحية العلمية؟ وهل بالفعل يمكن أن تؤثر على صحتكِ وجودة حياتكِ اليومية؟

ما متلازمة الأمعاء المتسربة؟

89dd1502-79c3-44b3-9e56-7c68c86afc07

تشير متلازمة الأمعاء المتسربة إلى فرضية أن جدار الأمعاء الدقيقة يصبح أكثر نفاذية مما ينبغي. في الحالة الطبيعية، يعمل الغشاء المخاطي للأمعاء كحاجز شبه منفذ يسمح بمرور الماء والعناصر الغذائية إلى الدم، بينما يمنع دخول السموم والجراثيم.

أما في حالة "الأمعاء المتسربة"، فإن هذا الحاجز يضعف، فيسمح بتسرب جزيئات أكبر وربما ضارة إلى مجرى الدم، مما قد يثير استجابة مناعية تؤدي إلى الالتهاب وأعراض هضمية متعددة.

ويؤكد العلماء أن زيادة نفاذية الأمعاء أمر مثبت في بعض أمراض الجهاز الهضمي المزمنة مثل داء كرون والداء البطني (السيلياك). لكن الجدل لا يزال قائمًا حول ما إذا كانت هذه الحالة تُعد مرضًا قائمًا بذاته، أم أنها مجرد عرض جانبي لتلك الأمراض.

أخبار ذات صلة

عادات يومية تُسرّع شيخوخة الأمعاء وتُضعف صحة الجهاز الهضمي

عادات يومية تُسرّع شيخوخة الأمعاء وتُضعف صحة الجهاز الهضمي

الأمراض المرتبطة بـ"الأمعاء المتسربة"

تشير الدراسات إلى وجود ارتباط بين زيادة نفاذية الأمعاء وبعض الأمراض الالتهابية والمناعية المعروفة، من أبرزها:

  • داء الأمعاء الالتهابي (IBD)
  • الداء البطني (Celiac disease)
  • التهابات مزمنة تصيب الأمعاء وتؤدي تدريجيا إلى تآكل جدارها الواقي.

كما تشير بعض الأبحاث إلى أن تسرب منتجات بكتيرية من الأمعاء إلى الكبد عبر الوريد البابي قد يسهم في أمراض الكبد. 

وهناك أيضا نظريات تربط الحالة بأمراض أخرى مثل البدانة والسكري والتهاب المفاصل والتعب المزمن والربو وحتى الفيبروميالجيا، لكن هذه الروابط لا تزال في إطار الفرضيات أكثر منها حقائق مثبتة.

الأعراض المرتبطة بالأمعاء المتسربة

c1a8cb48-0da5-41d6-aa46-c08054acce41

رغم أن متلازمة الأمعاء المتسربة لا تملك أعراضًا محددة لتشخيصها بشكل قاطع، إلا أن ضعف جدار الأمعاء قد يرافقه عدد من العلامات المزعجة التي يشكو منها كثير من المرضى، أبرزها:

  • آلام وانتفاخ البطن بشكل متكرر.
  • غازات مزمنة تسبب شعورًا بعدم الارتياح.
  • اضطرابات هضمية مثل الإسهال أو الإمساك المستمر.
  • عسر هضم وحساسية تجاه بعض الأطعمة، خاصة الغلوتين أو اللاكتوز.
  • إرهاق وانخفاض الطاقة حتى مع النوم الكافي.

من الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الأمعاء المتسربة؟

التآكل المزمن في بطانة الأمعاء لا يحدث بسهولة، إذ إن الجسم مزود بآليات مستمرة لإصلاحها. لكن عوامل عديدة قد تؤدي إلى إضعافها تدريجيا، منها:

  • الأمراض المزمنة والالتهابية التي تضعف الغشاء المخاطي للأمعاء.
  • العلاج الكيماوي أو الإشعاعي الذي يضر بخلايا الأمعاء.
  • الاستهلاك المفرط للكحول أو مضادات الالتهاب مثل الأسبرين والإيبوبروفين.
  • الحساسية الغذائية التي تثير الجهاز المناعي وتسبب التهابات متكررة.
  • أنماط الحياة غير الصحية مثل التوتر المزمن، النظام الغذائي الفقير بالعناصر المفيدة، والإفراط في تناول السكريات والدهون.

كيف يمكن علاج الأمعاء المتسربة؟

cbb68428-f316-41a4-a7c6-d7858cc4855f

العلاج الفعّال لا يستهدف "الأمعاء المتسربة" بشكل مباشر، بل يركز على معالجة السبب الجذري الكامن وراءها. على سبيل المثال:

  • التحكم في أمراض مثل السيلياك وداء الأمعاء الالتهابي يساعد على ترميم بطانة الأمعاء.
  • تعديل النظام الغذائي يسهم في تقليل الالتهاب وتحسين الأعراض.
  • تجنب الإفراط في الكحول وبعض الأدوية المهيجة للأمعاء يخفف من تفاقم المشكلة.

خطوات للعناية بصحة الأمعاء

حتى لو لم يكن لديك مرض مزمن، يمكنك اتباع بعض الإجراءات التي تقوي بطانة الأمعاء وتقلل الالتهاب:

  • البروبيوتيك: تساعد على تعزيز توازن البكتيريا النافعة.
  • البريبايوتيك: ألياف طبيعية تغذي البكتيريا المفيدة وتدعم نموها.
  • الحد من السكريات والدهون الضارة: لأنها تشجع على تكاثر البكتيريا غير المفيدة.
  • التغذية المتوازنة: مع التركيز على فيتامين D والأحماض الأمينية مثل الغلوتامين التي تدعم ترميم الأمعاء.
  • نظام Low FODMAP: يُستخدم غالبًا مع مرضى القولون العصبي لتحديد الأطعمة المهيجة ومنح الأمعاء فرصة للتعافي.

أخبار ذات صلة

كل ما تريدين معرفته عن جلطة الأمعاء.. هل تؤدي إلى الوفاة؟

كل ما تريدين معرفته عن جلطة الأمعاء.. هل تؤدي إلى الوفاة؟

تبقى "متلازمة الأمعاء المتسربة" موضوعًا مثيرًا للجدل أكثر من كونها تشخيصًا طبيًا معتمدًا، لكن لا خلاف على أن صحة الأمعاء تتأثر بشكل مباشر بنمط حياتك اليومي، سواء من خلال التغذية المتوازنة أو إدارة التوتر.

وإذا كنتِ تعانين من أعراض مزمنة، فالأهم هو مراجعة طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب الحقيقي وراء الأعراض، بدل الاعتماد على التشخيص الذاتي أو الحلول العشوائية.

google-banner
footer-banner
foochia-logo