كشف الأطباء عن أول حالة إصابة بطفيلي الدودة الحلزونية آكلة اللحم لدى شخص في ولاية ماريلاند الأمريكية قادما للبلاد من غواتيمالا، ما يمثل عودة الدودة آكلة اللحم للولايات المتحدة بعد 60 عاما من آخر ظهور.
ويُعد هذا الشخص أول حالة مؤكدة في الولايات المتحدة للدودة آكلة لحوم البشر منذ أن بدأ تفشي المرض يتصاعد وينتقل شمالًا من أمريكا الوسطى وجنوب المكسيك أواخر عام 2024.
أعلنت طبيبة بيطرية في ولاية ساوث داكوتا الأمريكية عن اكتشاف أول حالة إصابة بداء الدودة الحلزونية في الويالات المتحدة، موضحة أن المصاب تلقى العلاج في ماريلاند.
وقالت الدكتورة بيث طومسون، الطبيبة البيطرية في ولاية ساوث داكوتا، لوكالة "رويترز"، يوم 24 أغسطس/آب، إنها أُبلغت بالحالة خلال الأسبوع الماضي من قِبل شخص مطلع بشكل مباشر على حالة ماريلاند.
بينما نقل موقع straitstimes عن مصدر ثانٍ، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إنه اطلع على رسائل بريد إلكتروني أرسلها مسؤول تنفيذي في مجموعة "تحالف لحوم البقر" الصناعية في 20 أغسطس/آب، إلى 20 شخصًا في قطاعي الماشية ولحوم الأبقار، تُبلغهم فيها أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أكدت وجود حالة إصابة بشرية بالدودة آكلة اللحم في ولاية ماريلاند لدى شخص سافر إلى الولايات المتحدة من غواتيمالا.
مرض الدودة الحلزونية، أو داء النغف، هو إصابة طفيلية تُسببها يرقات ذبابة الدودة الحلزونية المعروفة باسم Cochliomyia hominivorax. وعلى عكس معظم اليرقات التي تتغذى على اللحوم الميتة، تحفر يرقات الدودة الحلزونية في الأنسجة الحية السليمة للحيوانات ذوات الدم الحار وتستهلكها، بما في ذلك الماشية والحيوانات الأليفة والحياة البرية، وفي حالات نادرة البشر.
تم القضاء على الدودة الحلزونية في الولايات المتحدة والمكسيك منذ عقود، وذلك بشكل رئيسي من خلال استخدام تقنية الحشرات العقيمة (SIT). ومع ذلك، لا تزال هذه الآفة متوطنة في أجزاء من منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية، إذ رُصدت مؤخرًا وهي تنتقل شمالًا إلى أمريكا الوسطى والمكسيك خلال آخر عامين، ما دفع إلى تجديد جهود الوقاية.
تبدأ الإصابة بالدودة الحلزونية آكلة اللحم عندما تضع أنثى الذبابة بيضها على جرح أو غشاء مخاطي، مثل الأنف أو الفم أو العينين، إذ تنجذب إناث الذباب إلى رائحة الجروح المفتوحة، حتى الصغيرة منها مثل لدغة القراد. آنذاك، يمكنها وضع مئات البيض على شكل صفائح على حافة الجرح.
بعد ذلك، تفقس البيضات لتتحول إلى يرقات خلال 24 ساعة، ثم تحفر اليرقات عميقًا في لحم الكائن الحي، ممزقةً الأنسجة بخطاطيف فمها الحادة، وموسعةً الجرح. بعد حوالي أسبوع من التغذية، تخرج اليرقات من الكائن المستضيف وتحفر في التربة وتظل داخلها حتى تخرج بعد بضعة أيام إلى أسابيع، حسب درجة الحرارة.
نظرًا لأن اليرقات تتغذى على الأنسجة الحية، فإن الإصابة بالدودة الحلزونية مؤلمة للغاية، ويمكن أن تسبب أضرارًا بالغة أو حتى الموت إذا تُركت دون علاج.
وتشمل قائمة أعراض الإصابة بالدودة الحلزونية آكلة اللحوم لدى البشر ما يلي:
للوقاية من الإصابة بالدودة الحلزونية يجب اتباع التالي:
تجنب السفر: يجب على سكان المناطق التي تنتشر فيها الدودة الحلزونية اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل تجنب مناطق تربية الماشية في المناطق الريفية.
العناية بالجروح: من المهم الحفاظ على نظافة جميع الجروح وتغطيتها ومعالجتها بشكل صحيح لمنع إناث الذباب من وضع البيض.
تقنية الحشرة العقيمة (SIT): تعتمد برامج الإبادة في العديد من المناطق على إطلاق ذباب ذكور معقمة في البرية. ولأن إناث الذباب تتزاوج مرة واحدة فقط، فإن التزاوج مع الذكور العقيمة لا ينتج عنه ذرية، ما يؤدي إلى انخفاض أعداد دودة الحلزون.
الأمن الحيوي للسفر: يجب فحص الحيوانات القادمة من المناطق الموبوءة بدقة؛ بحثًا عن أي علامات على وجود دودة الحلزون.