header-banner
 شيخوخة الأمعاء

عادات يومية تُسرّع شيخوخة الأمعاء وتُضعف صحة الجهاز الهضمي

صحة ورشاقة
فريق التحرير
23 يونيو 2025,6:00 ص

عندما نفكر في علامات التقدم بالعمر، غالبًا ما يتبادر إلى أذهاننا التجاعيد أو فقدان الذاكرة، لكن الحقيقة أن شيخوخة الأمعاء قد تكون من أبرز المؤشرات الداخلية لتقدّم السن.

فقد كشفت تقارير حديثة من موقع EatingWell أن صحة الجهاز الهضمي تلعب دورًا جوهريًا في دعم المناعة، تحسين المزاج، تنظيم النوم، وحتى الحفاظ على وظائف الدماغ.

الأمعاء ليست مجرد عضو هضمي، بل موطن لمليارات البكتيريا المفيدة التي تُشكل ما يُعرف بـ"الميكروبيوم"، وهو نظام دقيق يؤثر في الصحة العامة. ومع مرور الوقت، يمكن أن تتأثر توازنات هذا النظام نتيجة عادات يومية مضرة بالأمعاء مثل النظام الغذائي السيئ، قلة الحركة، أو التوتر المزمن، مما يُعجل من شيخوخة الأمعاء ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

عادات تؤدي لشيخوخة الأمعاء

fcae0d91-41d6-4463-9761-34cc1bfc1030

ما لا يعرفه كثيرون أن شيخوخة الأمعاء قد تبدأ بصمت من خلال عادات نمارسها يوميًا دون إدراك ضررها. إليك أبرز العادات التي تؤدي إلى شيخوخة الأمعاء وكيفية تجنّبها للحفاظ على توازن الجهاز الهضمي ووقايته من التدهور.

أخبار ذات صلة

البكتيريا المفيدة.. مفتاح لصحة الأمعاء والعقل

 تناول نفس الأطعمة يوميًا

من أكثر العادات التي تؤدي إلى شيخوخة الأمعاء وتسهم في تدهور وظائفها مع الوقت، هو الاعتماد على نفس أنواع الطعام بشكل يومي، خاصة إذا كانت هذه الأطعمة مصنّعة أو تفتقر للألياف.

فالأمعاء تحتاج إلى تنوع غذائي لتغذية البكتيريا النافعة، التي تزدهر عند توفر مصادر متعددة من الألياف والمغذيات. أما تناول نوع واحد من الطعام باستمرار، فيُعزز نمو نوع واحد فقط من البكتيريا، مما يُخل بتوازن الميكروبيوم المعوي ويُضعف صحة الجهاز الهضمي.

ويؤدي هذا الخلل إلى ارتفاع الالتهاب المزمن داخل الأمعاء، وانخفاض قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، ما يسرّع من تدهور صحة الأمعاء ويزيد من خطر الإصابة بالمشاكل الهضمية المزمنة.

9de8e9dc-3aa9-4805-b650-1eb096e72ac6

تناول الطعام بشكل متواصل

من العادات الشائعة التي تضرّ بـصحة الأمعاء وتُسرّع شيخوختها هي تناول الطعام بشكل متكرر من دون منح الجهاز الهضمي وقتًا للراحة، مثل تناول الوجبات الخفيفة طوال اليوم أو الأكل في ساعات متأخرة من الليل.

فالأمعاء تحتاج إلى فترات صيام قصيرة بين الوجبات لتفعيل عملية تُعرف بـ"المركب المحرّك المهاجر" (MMC)، وهي آلية طبيعية مسؤولة عن تنظيف الأمعاء الدقيقة من البكتيريا الزائدة وبقايا الطعام. تعطيل هذه العملية بسبب الأكل المتواصل قد يؤدي إلى تراكم البكتيريا الضارة، الانتفاخ المزمن، التخمّر داخل الأمعاء، وزيادة خطر فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO).

لذلك يُنصح بترك فاصل زمني لا يقل عن 3 إلى 4 ساعات بين كل وجبة وأخرى، للسماح للأمعاء بالقيام بوظيفتها الطبيعية في التنقية والتنظيف، مما يساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي والوقاية من الالتهابات المزمنة.

e22652f8-c87a-4850-8d8a-b5979a5afc92

التوتر المزمن

يرتبط التوتر المزمن بشكل مباشر باضطراب صحة الأمعاء من خلال ما يُعرف بـ"محور الدماغ–الأمعاء"، وهو الرابط الحيوي بين الجهاز العصبي والجهاز الهضمي. فعند التعرض المستمر للضغوط النفسية، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول، التي تؤثر على حركة الأمعاء وتزيد من حساسيتها، كما تُضعف الحاجز الواقي الذي يحميها من الالتهابات والعدوى.

وتُظهر الدراسات أن الإجهاد المزمن يسبب اختلالًا في الميكروبيوم المعوي، من خلال تقليل تنوع البكتيريا النافعة، مما يزيد خطر الإصابة بـأمراض الجهاز الهضمي المزمنة، مثل القولون العصبي والتهاب القولون.

لذلك، فإن اعتماد تقنيات تقليل التوتر مثل تمارين التنفس العميق، أو المشي المنتظم، أو جلسات التأمل يُعد من الخطوات الفعالة لدعم توازن الميكروبيوم، والوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي المرتبطة بالتوتر.

1516e776-5c48-4def-a38b-0548378767b2

عدم تناول كمية كافية من الألياف

تُعد الألياف الغذائية عنصرًا أساسيًا في دعم صحة الأمعاء، فهي الغذاء الأول للبكتيريا المفيدة التي تعيش في الجهاز الهضمي. وعند عدم تناول كمية كافية من الألياف، تفقد هذه البكتيريا مصدر طاقتها، ما يؤدي إلى اختلال توازن الميكروبيوم وانخفاض إنتاج الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة، التي تلعب دورًا مهمًا في حماية بطانة الأمعاء.

كما أن نقص الألياف يزيد من الالتهاب المعوي، ويضعف طبقة المخاط التي تمنع تسرب السموم إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي وتسريع شيخوخة الأمعاء.

d8c959ed-4761-433e-949d-de441ba9a72f

إهمال مشاكل الجهاز الهضمي

كثير من الأشخاص يُهملون أعراض الجهاز الهضمي المتكررة مثل الغازات، الإمساك، الحموضة، أو الإسهال، ظنًا أنها مجرد حالات مؤقتة. لكن تجاهل هذه الإشارات قد يكون أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تدهور صحة الأمعاء وظهور مشكلات معقّدة مثل متلازمة تسرب الأمعاء أو نقص الإنزيمات الهاضمة الضرورية لعملية الهضم السليمة.

مع مرور الوقت، يؤدي هذا الإهمال إلى تلف بطانة الأمعاء، ما يسهّل تسرب السموم والمواد غير المهضومة إلى مجرى الدم، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالجهاز الهضمي والمناعة.

d9be9e8c-0a35-43ac-9f22-9bd220925a5b

تجاهل تناول الأطعمة المخمرة

تلعب الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، الكيمتشي، ومشروبات الكومبوتشا دورًا أساسيًا في تعزيز صحة الأمعاء، إذ تحتوي على بكتيريا نافعة (بروبيوتيك) تساعد على دعم توازن الميكروبيوم داخل الجهاز الهضمي.

تُسهم هذه الأطعمة في تحسين الهضم، والحد من الالتهابات المعوية، وتعزيز الحاجز المناعي في بطانة الأمعاء، كما تزيد من امتصاص العناصر الغذائية ورفع توفرها الحيوي داخل الجسم.

لكن عند تجاهل تناول الأطعمة المخمرة ضمن النظام الغذائي، تخسر الأمعاء أحد أهم مصادر التوازن البكتيري، خاصة بعد فترات التوتر النفسي أو استخدام المضادات الحيوية، مما قد يؤدي إلى خلل في الجهاز الهضمي وزيادة فرص الإصابة بالمشاكل المزمنة.

1e23acaf-a991-4e08-906c-89990950776b

الإفراط في تناول الأدوية

الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية ومسكنات الألم قد يضر بشكل كبير بـالبكتيريا النافعة في الأمعاء، ما يؤدي إلى اختلال التوازن الميكروبي، ويضعف جدار الأمعاء ويجعلها أكثر عرضة للالتهابات المتكررة. هذا الخلل يُصعّب على الجسم استعادة توازنه الطبيعي، خاصة بعد التوتر أو المرض، وقد يرفع من خطر الإصابة بمشاكل مزمنة في الجهاز الهضمي.

3c1bcfe0-7773-4e13-8d2f-e1a2e1c6d183

قلة النشاط البدني

قلة الحركة من العوامل المؤثرة على صحة الجهاز الهضمي، فهي تُبطئ عملية الهضم وتُضعف حركة الأمعاء الطبيعية، ما يزيد من احتمالية الإصابة بـالإمساك واضطرابات الهضم. كما أن انخفاض مستوى النشاط البدني قد يُخلّ بتوازن البكتيريا المفيدة، ويؤثر سلبًا على كفاءة الأمعاء في امتصاص العناصر الغذائية والتخلص من الفضلات.

dbcdf977-a5aa-4171-afed-a4dcf422b5a5

قلة النوم

النوم غير الكافي أو غير المنتظم يُحدث اضطرابًا في ما يُعرف بـمحور الدماغ-الأمعاء، وهو الرابط العصبي والهرموني بين الجهاز العصبي والجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى انخفاض تنوع وجودة الميكروبيوم، أي مجتمع البكتيريا المفيدة في الأمعاء.

وعلى الجانب الآخر، فإن النوم العميق والمنتظم يعزز من قدرة الجسم على إصلاح الأنسجة وتنشيط البكتيريا النافعة، مما يدعم توازن الجهاز الهضمي ويُبطئ من شيخوخة الأمعاء.

أخبار ذات صلة

العلاقة بين صحة الأمعاء والتوتر.. أطعمة يُنصح بتجنبها

footer-banner
foochia-logo