التعافي من آثار ما بعد الولادة ليس مجرد وقت للراحة، بل هو مرحلة تحتاج فيها الأم إلى الدعم الجسدي والعاطفي لاستعادة قوتها.
ومن بين وسائل الرعاية الذاتية التي ينصح بها الخبراء، يأتي التدليك كخيار فعّال وآمن يمكن أن يُسرّع عملية الشفاء ويخفف الكثير من الأعراض الجسدية والنفسية.
هو نوع متخصص من التدليك يُقدّم خصوصا للأمهات الجدد بعد الولادة، يهدف إلى تسريع الشفاء من التغيرات الجسدية التي حدثت أثناء الحمل والولادة.
ووفقا للجمعية الأمريكية للحمل (APA)، فإن هذا النوع من التدليك ليس رفاهية بل أداة علاجية، بشرط أن ينفذ على يد أخصائيين مدربين على التعامل مع الجسم ما بعد الولادة.
وبحسب ما تقوله الدكتورة كيشا غايثر، أستاذة طب النساء والتوليد في كلية وايل كورنيل لدورية thebump، يمكن البدء بالتدليك ما بين الأسبوع الرابع والسادس بعد الولادة الطبيعية.
أما بعد الولادة القيصرية، فقد تحتاج الأم لفترة أطول للتعافي قبل البدء. الأهم هو استشارة الطبيب المتابع للحالة قبل حجز أي جلسة.
إليك أبرز فوائد التدليك بعد الولادة:
التدليك يحفز الجهاز العصبي على إفراز هرمونات مثل الأوكسيتوسين والسيروتونين، ما يخفف القلق ويساعد على الاسترخاء.
كما يسهم في تحسين جودة النوم التي غالبا ما تتأثر خلال الأشهر الأولى من الأمومة.
تعاني الكثير من الأمهات من آلام في الرقبة، الكتفين والظهر بسبب الرضاعة المستمرة وحمل الطفل. التدليك يعمل على تفكيك التشنجات العضلية وتخفيف هذا الضغط اليومي.
يساعد التدليك على تحفيز تدفق الدم، ما يُسرّع عملية الشفاء، ويُساعد الرحم على العودة إلى حجمه الطبيعي.
التدليك يقلل مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) ويزيد إفراز الهرمونات المحفزة للشعور بالسعادة، ما يُحسّن المزاج ويُقلل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
بعض النساء يعانين من احتباس السوائل بعد الولادة. التدليك يمكن أن يسهم في تنشيط الجهاز اللمفاوي وتقليل التورم، خاصة في القدمين والساقين.
تشير بعض الدراسات إلى أن التدليك، خاصة في منطقة الصدر، يمكن أن يُحسّن الدورة الدموية ويُسهم في رفع مستويات البرولاكتين، ما يُساعد على زيادة إدرار الحليب.
يوصي الخبراء باتباع تقنيات لطيفة وتدريجية، خاصة في الأسابيع الأولى:
توجد حالات طبية يُمنع فيها التدليك، أبرزها:
يمكن الاستفادة من تدليك بسيط في المنزل دون الحاجة لزيارة مركز مختص. إليك بعض الطرق:
التدليك بعد الولادة ليس مجرد ترف، بل أداة داعمة للتعافي الجسدي والنفسي. ويمكن أن يشكل التدليك لحظة راحة حقيقية وسط أعراض ومرحلة التعافي من آثار ما بعد الولادة.