header-banner
تطوير الذات

حين يتحوّل الإعجاب إلى خطر

علاقات
إيمان بونقطة
15 يوليو 2025,10:48 ص

من الطبيعي أن نُعجب بأشخاص يتمتعون بالقوة أو النفوذ أو المهارات الفريدة، سواء كانوا مدربين، معلمين، قادة، أو حتى شخصيات عامة ألهمتنا بطريقة أو بأخرى.

فالإعجاب شعور إيجابي، يعكس تقديرنا للتميّز ويحفّزنا أحيانًا على تطوير أنفسنا.

لكنّ الإعجاب، إن لم يكن واعيًا، قد ينقلب إلى نقطة ضعف، تجعلنا عرضة للتأثّر غير الواعي أو حتى للانتهاك.

فمتى يتحوّل الإعجاب إلى مأزق؟ وكيف نحافظ على إعجاب سليم لا يجرّنا إلى التبعية العمياء؟

الإعجاب بحذر.. خطوات ونصائح

1033e331-ad35-43cd-ab15-f6bb8ddfd28e

إليك الإجابة عبر هذه النقاط:

1. الإعجاب بالأشخاص الخطأ

ليست كل شخصية بارزة أو مؤثرة تستحق الإعجاب. أحيانًا، ينجذب الناس لمن يملكون كاريزما قوية، أو سلطة، أو نتائج ظاهرة، متجاهلين السلوكيات السامة أو غير الأخلاقية التي يمارسونها. الإعجاب بالأشخاص الخطأ قد يؤثر في قيمنا، ويجعلنا نُبرّر تصرفات خاطئة، أو نُقلّد أنماطًا غير صحية فقط لأننا نعتقد أن "هذا ما يفعله الناجحون".

2. الإعجاب بطريقة سطحية

ربما تُعجب بشخص ما لأنه قوي، محبوب، أو ناجح، لكنك تركز على المظاهر بدلًا من الجوهر. مثل أن تُقلّد مظهر رياضي مشهور أو طريقته في الحديث، متجاهلًا الصفات التي جعلته يتقدّم فعلًا: الانضباط، الصبر، أو المثابرة. حين يكون الإعجاب سطحيًا، لا يُضيف لك شيئًا حقيقيًّا.

3. الإعجاب بلا وعي نقدي

أخطر ما قد يرافق الإعجاب هو غياب القدرة على التقييم. عندما نُعجب بشخص في موقع سلطة، قد نغضّ الطرف عن أخطائه، أو نُبرّر تصرّفاته، أو نسلّم له زمام القرار في كل شيء. هذا ما يحدث في كثير من العلاقات التدريبية أو التعليمية، خصوصًا عند الفئات الأصغر سنًا أو الأقل وعيًا. لذلك، لا بد من الحفاظ على مساحة داخلية نُمارس فيها التفكير والنقد، حتى وسط الإعجاب.

أخبار ذات صلة

العلاقات في الثلاثينات.. ماذا نريد حقا؟

4. عندما تُستغل السلطة تحت ستار الإعجاب

الإعجاب قد يُستخدم كسلاح من قبل الشخصيات المسيطرة. فعندما يُنظر إلى المدرب أو القائد كـ"مرجع مطلق" أو "رمز أبوي"، تُمحى الحدود بين الاحترام والتبعية؛ ما يفتح الباب أمام سلوكيات غير مقبولة تمرّ دون اعتراض. هذه الديناميكية تكررت في حالات عديدة من الانتهاكات في الرياضات التنافسية، حيث خضع الرياضيون لأوامر مهينة أو مضرة باسم "الاحتراف".

5. كيف نحمي أنفسنا من الإعجاب المفرط؟

  • راقب دوافعك: هل إعجابك ينبع من التقدير الحقيقي أو من شعور بالنقص أو الحاجة للانتماء؟
  • افصل بين الشخص والسلطة: كُن واعيًا بأن امتلاك الشخص لمهارات معينة لا يعني أنه على صواب دائمًا.
  • اسأل الأسئلة الصعبة: لا تتردد في التفكير النقدي، حتى إن كان الشخص الذي تُعجب به يحظى بإجماع.
  • استشر أطرافًا خارجية: رأي آخر من شخص مستقل قد يساعدك على رؤية الصورة الكاملة.
  • علّم الصغار مبدأ "الاحترام الواعي": درّبهم على الإعجاب المسؤول، وعلى ألا يربطوا بين الطاعة والانبهار.

 

الإعجاب ليس شعورًا سلبيًّا في جوهره، لكنه قد يتحوّل إلى عبء حين يُعطى في غير موضعه، أو يُمارس دون وعي. لا بأس أن نستلهم من الآخرين، لكن الأهم أن نحافظ على وعي داخلي يُرشدنا ويحمينا من الوقوع في فخ التبعية أو الانبهار الأعمى. فليس كل من يملك السلطة أو التأثير، يستحق ثقتنا الكاملة.

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo