من الطبيعي أن نُعجب بأشخاص يتمتعون بالقوة أو النفوذ أو المهارات الفريدة، سواء كانوا مدربين، معلمين، قادة، أو حتى شخصيات عامة ألهمتنا بطريقة أو بأخرى.
فالإعجاب شعور إيجابي، يعكس تقديرنا للتميّز ويحفّزنا أحيانًا على تطوير أنفسنا.
لكنّ الإعجاب، إن لم يكن واعيًا، قد ينقلب إلى نقطة ضعف، تجعلنا عرضة للتأثّر غير الواعي أو حتى للانتهاك.
فمتى يتحوّل الإعجاب إلى مأزق؟ وكيف نحافظ على إعجاب سليم لا يجرّنا إلى التبعية العمياء؟
إليك الإجابة عبر هذه النقاط:
ليست كل شخصية بارزة أو مؤثرة تستحق الإعجاب. أحيانًا، ينجذب الناس لمن يملكون كاريزما قوية، أو سلطة، أو نتائج ظاهرة، متجاهلين السلوكيات السامة أو غير الأخلاقية التي يمارسونها. الإعجاب بالأشخاص الخطأ قد يؤثر في قيمنا، ويجعلنا نُبرّر تصرفات خاطئة، أو نُقلّد أنماطًا غير صحية فقط لأننا نعتقد أن "هذا ما يفعله الناجحون".
ربما تُعجب بشخص ما لأنه قوي، محبوب، أو ناجح، لكنك تركز على المظاهر بدلًا من الجوهر. مثل أن تُقلّد مظهر رياضي مشهور أو طريقته في الحديث، متجاهلًا الصفات التي جعلته يتقدّم فعلًا: الانضباط، الصبر، أو المثابرة. حين يكون الإعجاب سطحيًا، لا يُضيف لك شيئًا حقيقيًّا.
أخطر ما قد يرافق الإعجاب هو غياب القدرة على التقييم. عندما نُعجب بشخص في موقع سلطة، قد نغضّ الطرف عن أخطائه، أو نُبرّر تصرّفاته، أو نسلّم له زمام القرار في كل شيء. هذا ما يحدث في كثير من العلاقات التدريبية أو التعليمية، خصوصًا عند الفئات الأصغر سنًا أو الأقل وعيًا. لذلك، لا بد من الحفاظ على مساحة داخلية نُمارس فيها التفكير والنقد، حتى وسط الإعجاب.
الإعجاب قد يُستخدم كسلاح من قبل الشخصيات المسيطرة. فعندما يُنظر إلى المدرب أو القائد كـ"مرجع مطلق" أو "رمز أبوي"، تُمحى الحدود بين الاحترام والتبعية؛ ما يفتح الباب أمام سلوكيات غير مقبولة تمرّ دون اعتراض. هذه الديناميكية تكررت في حالات عديدة من الانتهاكات في الرياضات التنافسية، حيث خضع الرياضيون لأوامر مهينة أو مضرة باسم "الاحتراف".
الإعجاب ليس شعورًا سلبيًّا في جوهره، لكنه قد يتحوّل إلى عبء حين يُعطى في غير موضعه، أو يُمارس دون وعي. لا بأس أن نستلهم من الآخرين، لكن الأهم أن نحافظ على وعي داخلي يُرشدنا ويحمينا من الوقوع في فخ التبعية أو الانبهار الأعمى. فليس كل من يملك السلطة أو التأثير، يستحق ثقتنا الكاملة.