يقول الكاتب جي. جي. هولاند: سر نجاح الكثيرين في الحياة يكمن في قدرتهم على فهم مزاج الآخرين وحسن التعامل معهم.
وفي بيئة العمل، موهبتكِ واجتهادكِ وحدهما لا يكفيان. فالأهم من ذلك هو قدرتكِ على قراءة الشخصيات التي تتعاملين معها يوميا، خصوصا إذا كانت مديرة قوية، دقيقة، صريحة، وربما لا تعرف المجاملة!
هذا النوع من القياديات غالبا ما يكون ناجحا ومتمكنا في بيئة الأعمال، لكنه قد يخلق جوا من التوتر، خاصة إذا كنتِ ما زلتِ تبحثين عن ثقتكِ بنفسكِ أو تحاولين إثبات ذاتكِ.
وقد تمرين بلحظات تشعرين فيها أن الضغط كبير، والخوف يتسلل إلى أدائكِ، ويضعف من تقديركِ لنفسكِ.
لا تقلقي، إليكِ خطوات ذكية تساعدكِ على التعامل مع المديرة الحازمة، بثقة وهدوء:
المديرة الصارمة غالبا لا تملك الوقت لمراعاة المشاعر. تركيزها منصب على الإنتاجية والكفاءة والنتائج.
قد تنتقدكِ أو تعبر عن انزعاجها بشكل مباشر. لا تجعلي ذلك يهزكِ. النقد ليس موجها لشخصكِ، بل لعملكِ. خذي منه ما يفيدكِ، واحتفظي بثقتكِ بنفسكِ.
أخطأتِ؟ اعترفي. أنجزتِ عملا مميزا؟ قوليها بثقة. تجنبي الأعذار ولعب دور الضحية. المديرات الحازمات يحترمن من يتحمل مسؤوليته، ويعرف كيف يتعلم من أخطائه. فقط تأكدي من عدم تكرار الخطأ، وستقدر لكِ صراحتكِ.
تحب هذه الشخصية أن ترى الأمور تحت سيطرتها. لا بأس!
أشعريها بأنكِ تسيرين ضمن خطتها، وكوني مرنة في اختيار معارككِ. وإذا شعرت بكفاءتكِ مع الوقت، قد تفوضكِ بمهام مهمة. فقط تذكري: ثقتها تكتسب ولا تمنح.
ربما تمر بضغط كبير، أو تواجه تحديات لا تعلمين عنها شيئا. وإن كنتِ تؤدين عملكِ بكفاءة، فلا تأخذي غضبها على محمل شخصي.
الكثير من القادة يحملون بداخلهم خوفا من الفشل، يترجم أحيانا إلى انفعالات.
العاطفة الزائدة قد تضعكِ في مواقف لا تحسدين عليها. خذي وقتكِ، اهدئي، ثم قرري كيف تردين أو تناقشين.
وإذا احتجتِ التحدث عن أمر ما، افعلي ذلك في الوقت المناسب، وليس بعد شهور. القائدات الحازمات لا يحببن النبش في الماضي.
هل وجدتِ نفسكِ تشتكين منها في الاستراحة؟ اسألي نفسكِ: لماذا؟ هل أبحث عن تعاطف؟ أم أحاول لفت الأنظار؟
وفري هذه الطاقة لتطوير نفسكِ، ودعي نتائجكِ تتحدث عنكِ.
ابحثي عن الجوانب الإيجابية فيها، وامدحيها بصدق عندما تستحق. وإذا قالت كلمة طيبة أو دعمتكِ، أظهري امتنانكِ.
لكن انتبهي، لا تبالغي حتى لا ينظر إليكِ كالمتملقة.
التعامل مع مديرة صارمة ليس سهلا، لكنه ليس مستحيلا. كوني ذكية وقوية واثقة واثبتي وجودكِ بالكفاءة لا بالخضوع.
ومع الوقت، ستتكيفين مع أسلوبها، بل وربما تكسبين إعجابها! تذكري أن تعاملكِ مع قيادية صعبة اليوم قد يكون سببا في بناء مهاراتكِ القيادية في المستقبل... فمن يدري؟ ربما ستكونين أنتِ المديرة القوية غدا.