هل تساءلتِ يومًا: "لماذا ما زلتُ بلا شريك حياة؟" الإجابة ليست دائمًا بسيطة، إذ ترتبط بعوامل متعددة تشمل طريقة تعاملك مع العلاقات ووعيِك بذاتك وبما تبحثين عنه حقًا. كثير من النساء لم تتح لهن فرصة رؤية علاقة صحية في طفولتهن، مما يجعلهن أحيانًا يفتقدن المهارات اللازمة لبناء حب طويل الأمد.
لكن لا تقلقي، فالفهم هو أول خطوة نحو التغيير. في هذا المقال، سنأخذك في رحلة بين مراحل الحب الثلاث، ثم نستعرض أبرز الأسباب التي قد تجعلك ما زلتِ عزباء، مع نصائح عملية لتجاوزها.
الحب رحلة تتطور مع الوقت، وليس مجرد شعور مؤقت. وفقًا لد. جون جوتمان، هناك ثلاث مراحل طبيعية للحب، وفي كل مرحلة عليك اتخاذ قرارات تحدد ما إذا كنتِ ستقتربين أكثر من شريكك أم ستبتعدين. فهم هذه المراحل يساعدك على التعامل مع العلاقة بوعي أكبر وبناء أساس متين لحب مستدام.
مرحلة شهر العسل هي بداية القصة، حيث يسود الانجذاب والانسجام، ويملأ الحماس قلبكِ والرغبة في قضاء كل وقتكِ مع الشريك. خلال هذه المرحلة، يفرز جسدكِ هرمون الحب "الأوكسيتوسين" والدوبامين، ما يمنحك شعورًا بالسعادة والنشوة.
قد تستمر هذه الفترة لأسابيع قليلة، أو حتى سنوات، لكنها دائمًا مرحلة أساسية لبداية العلاقة بقوة وانسجام.
مع تقدم العلاقة، تدخلين مرحلة الثقة، وهي أعمق من مرحلة الانجذاب الأوّلي. في هذه المرحلة، يبدأ الشريك بإظهار أنه "سندكِ الحقيقي"، ويهتم بمصلحتك كما يهتم بمصلحته.
في هذه المرحلة قد تكثر الخلافات، وهي طبيعية وضرورية لاختبار قوة العلاقة. إذا كنتِ تميلين لتجنب المواجهة، قد تشعرين بالرغبة في الانسحاب، لذا من المهم الانتباه والتعامل مع المشكلات بصراحة وحكمة.
مرحلة الالتزام تمثل الإيمان بأن علاقتكِ مع شريكك هي رحلة حياة، بحلوها ومرها. الالتزام يعني تقدير الشخص كما هو، والعمل معًا على تجاوز الأزمات بدل التفكير المستمر: "سأبقى حتى أجد أفضل".
هذه المرحلة تتطلب النضج العاطفي، والصبر، والقدرة على التواصل الفعال، وهي ما يميز العلاقة الصحية والمستدامة عن غيرها.
بعد أن تعرفتِ على مراحل الحب، قد تلاحظين أن علاقاتك غالبًا ما تتوقف عند مرحلة معينة. فهم الأسباب يساعدك على معالجة العقبات وبناء علاقة ناجحة.
قد تركزين على عملك أو سعادتك الشخصية، وتضعين الحب في المرتبة الثانية. لا بأس بذلك، لكن العثور على شريك يتطلب بذل بعض الجهد والخروج من الروتين اليومي.
تجارب سابقة مثل الرفض أو التعرض للتجاهل (ghosting) قد تجعلك مترددة. الحب يحتاج إلى شجاعة وانفتاح، والقدرة على المجازفة بمشاعرك أحيانًا.
قد يكون السبب بسيطًا: لم تصادفي الشخص الذي يناسبك بعد. حاولي توسيع دائرة معارفك، أو تجربة أماكن وأنشطة جديدة لمقابلة أشخاص مختلفين.
الجاذبية والمظهر قد يخدعان، لكن الأهم هو الذكاء العاطفي والقدرة على الالتزام. انتبهي إلى نمط اختيارك للشركاء لتفادي الوقوع في نفس الأخطاء.
الانفتاح مهم، لكن لا بد من وجود خطوط حمراء تساعدك على تصفية من لا يستحق وقتك ومشاعرك، وضمان أن الشخص الذي تختارينه يناسب قيمك وأهدافك.
إذا لم تتجاوزي علاقة سابقة أو لا تزالين عالقة بذكرياتها، قد يصعب بدء قصة جديدة. تعلمي ترك الماضي وراءك والانفتاح على فرص جديدة.
العلاقات تحتاج إلى أساس من الصداقة والتواصل باحترام والقدرة على حل الخلافات. تطوير هذه المهارات يزيد فرص نجاح علاقتك المقبلة.
قد تواجه المرأة غير المرتبطة أحكامًا مسبقة من المجتمع، بالإضافة لتحديات مادية مثل السكن والتأمين. كوني واعية لهذه الضغوط وحاولي التعامل معها بذكاء.
أحيانًا ما تحتاجينه هو مجرد الفضول والانفتاح على الآخرين، بدلاً من محاولة الظهور بالمثالية طوال الوقت. التجربة والخطأ جزء من رحلة الحب.
إليك خطوات عملية تساعدك على جذب الحب:
الحب رحلة تحتاج للوقت والصبر. البقاء عزباء لا يقلل من قيمتكِ، بل يمنحك فرصة للتعلم والنمو الشخصي. كوني منفتحة على التجارب الجديدة، وستجدين من يقدركِ حقًا ويشارككِ الحياة بسعادة.