في العلاقات العاطفية، لا يشكل المال عادةً معيار الحب، لكنه قد يصبح سببًا للتوتر إذا كان هناك فرق كبير في الدخل بين الشريكين. إذا كنتِ تكسبين أكثر من شريكك، قد تشعرين بالقلق من تأثير ذلك على العلاقة، أو خوفك من شعوره بالذنب أو الدونية.
الواقع يوضح أن الفارق المالي لا يمنح أي طرف سلطة مطلقة، ولا يجب أن يتحول إلى شعور بالغيرة أو الاستعلاء. السر يكمن في إدارة العلاقة بحكمة، مع تقدير جهود شريكك واحترام مساهماته، لضمان علاقة متوازنة ومستقرة.
مهما كان دخل شريكك أقل منك، فإن جهوده لكسب رزقه تستحق الاحترام. ما يفعله ليس بالضرورة سهلاً أو بسيطًا، بل يعكس التزامه وعمله الجاد. للحفاظ على علاقة صحية ومتوازنة، إليك 5 قواعد ذهبية تساعدكما على إدارة الفارق المالي بحكمة ومن دون توترات.
أولًا وقبل كل شيء، لا تجعلي شريكك يشعر بالسوء أبدًا لمجرد أن دخله أقل منك، خاصةً إذا كان يعمل بجد ويشعر بالشغف تجاه ما يفعله. فالراتب ليس المقياس الوحيد للقيمة، والاستيقاظ كل صباح للعمل يتطلب جهدًا ودافعًا يتجاوز المال وحده.
إذا واجهتما أي تحديات مالية، تجنبي التقليل من شأنه أو جعله يشعر بأنه أدنى منك. أما في حالة عدم بذله أي جهد لكسب الرزق أو محاولة البحث عن عمل، عندها يمكن التعامل مع الموقف بحزم.
إحدى الطرق الفعّالة للتعامل مع الفارق الكبير في الدخل هي إعادة تقييم أسلوب حياتك. قد يبدو لك أن هذا سيؤثر على مستوى الرفاهية الذي اعتدت عليه، لكن في الواقع، لا يوجد أي عيب في تبني حياة أبسط وأكثر غنى بالمعنى الحقيقي.
احرصي على ألا يشعر شريكك بالضغط لتحمل ما يفوق قدرته المالية من أجل مشاركتك المتعة، ولا تسمحي له بالشعور بالحرج إذا كنتِ أنت من تتحملين النفقات في بعض الأحيان.
لا بأس بأن تتكفلي أحيانًا بمصاريف نشاط أو شراء باهظ الثمن ترغبين في القيام به، لكن تجنبي جعل ذلك عادة دائمة. إذا كان شريكك يعتز باستقلاليته، فقد يفهم الأمر بشكل خاطئ ويشعر وكأنك تعاملينه كحالة خيرية، لذلك من المهم ألا يشعر أبدًا بأنه عبء عليك.
صحيح أن بعض الأشخاص يتوقعون أن تدفعي دائمًا، لكن العلاقة الصحية ليست مكانًا للاستغلال. احرصي على أن يشعر شريكك بالامتنان والتقدير لمساهمتك، من دون أن يتحول الأمر إلى شعور بالفرضية أو الالتزام المالي المستمر.
حتى ولو كنت قادرةً على الإنفاق على شريكك، لا ترفضي عرضه لقيامه هو بذلك. قد تكون هذه طريقته في إثبات استقلاليته. لا تستخفي بمساهمته، فقد تجرحين كبرياءه، فالمبلغ الذي يبدو لك صغيرًا قد يكون كبيرًا بالنسبة له.
لا عيب في أن تتوقعي منه مساهمة عادلة في العلاقة، بل على العكس، يجب أن تشعري بالفخر إذا بادر من تلقاء نفسه لتحمل جزء من المسؤولية، إذ هو كالجميع يريد أن يشعر بأن له قيمة، خاصةً في الأمور المالية والاستقلال الشخصي.
تذكّري دائمًا أن كونك تكسبين أكثر لا يعطيك الحق في أن تفرضي سيطرتك في العلاقة. إن كل ما في الأمر هو أنك تملكين القدرة على توفير نمط حياة أكثر راحة، لكن هذا لا يمنحك سلطة مطلقة.
كوني حذرةً في الموازنة ما بين القوة والرأي، ولا تحاولي أن تُميلي الكفّة لصالحك، فقط لأنك تجني مالًا أكثر. على العكس، استشيري شريكك دائمًا في القرارات الحياتية الكبيرة ولا تتعاملي معه على أنه أمر مفروغ منه، ولا تفترضي أنه سيتبعك في كل شيء.
إن المال قد يعني القوة بالنسبة للكثيرين، لكن إذا كنتما تحبان بعضكما حقًّا، فلا ينبغي أن يعني ذلك شيئًا.
ختاماً، في حال كان شريكك يجني مالًا أقل منك بكثير، وكنت أنت قادرةً على رعايته وتوفير حياة كريمة له، فإن هذا أمر رائع. لكن لا تدعي المال يدمر علاقتك، وتذكّري دائمًا أن تعاملي شريكك على قدم المساواة، بحيث لا يستغل أحدكما الآخر، إذ إن هناك بالتأكيد مساحة وسطية يمكنكما أن تجدا فيها الوئام من دون مشاكل.