header-banner
علاقات

كيف تبني علاقة صحية مع من تعرض للتعنيف سابقا؟

علاقات
فريق التحرير
19 أغسطس 2025,10:00 ص

في العلاقات العاطفية، لا يحمل كل طرف تاريخًا بسيطًا أو ماضيًا خاليًا من الندوب. فبعض الشركاء قد يكونون مرّوا بتجارب قاسية في علاقات سابقة، مثل العنف العاطفي أو الجسدي من طرف شريك سابق. 

هذه التجارب قد تترك آثارًا عميقة تُؤثّر على شكل العلاقة الجديدة، وتفرض تحديات خاصة تتطلب وعيًا، وصبرًا، واحتواءً من الطرف الآخر.

في مقالة نُشرت على موقع Psychology Today، قدّم الدكتور غريغ ماتوس، وهو أخصائي نفسي معتمد في علاج الأزواج والعائلات، توجيهات دقيقة ومهمة لكل من يرتبط بشريك سبق له التعرض لعنف من شريك سابق.

هذه الإرشادات لا تهدف فقط إلى حماية العلاقة الجديدة، بل أيضًا إلى تمكينها من أن تكون مساحة للشفاء والنمو، لا لإعادة إحياء الجراح القديمة.

خطوات بناء علاقة صحية مع ناج من علاقة تعنيف

96e35e93-aee4-4a54-afb9-023935bba150

إليك خمسة أمور أساسية يجب أن تأخذها في الاعتبار، عند الارتباط بشخص يحمل آثار علاقة مؤذية:

1. الصبر: وقت للتعافي لا للمقارنة

شريكك قد يكون بذل جهدًا نفسيًا هائلًا لإعادة بناء ثقته بنفسه، واستعادة استقلاليته، والشعور بالكفاءة الذاتية.

ومع تطور العلاقة وازدياد القرب، سيُطلب منك أن تفهم كيف أثّرت العلاقة السابقة عليه، وأن تكون صبورًا حين يقرر مشاركة التفاصيل المؤلمة. لا تضغط، بل كن مستمعًا هادئًا ومتعاطفًا، يدرك أن الشفاء ليس خطًا مستقيمًا.

2. التعلّق: التذبذب العاطفي ليس بالضرورة رفضًا

من الشائع أن يعاني من مرّ بعلاقة مؤذية من جراح مرتبطة بأسلوب التعلق، خصوصًا إذا كانت تجربته السابقة تشمل خيانة أو تحكمًا أو تهديدًا. قد تلاحظ تقلبًا في ردود الأفعال: قرب شديد في لحظة، ثم انسحاب مفاجئ في أخرى.

هذا لا يعني بالضرورة رفضًا لك، بل يعكس جراحًا لم تلتئم بعد. قد يستمر هذا التذبذب لفترة تمتد بين عام إلى عامين، حسب مستوى وعي الشريك، ومهاراته في التواصل، ومدى تلقيه للعلاج النفسي الفردي.

أخبار ذات صلة

بين التعلق العاطفي والحب الحقيقي يضيع معظم الناس

بين التعلق العاطفي والحب الحقيقي يضيع معظم الناس

3. الاحتياجات الجوهرية: الأمان العاطفي أولًا

لكي تنجح علاقتكما، لا بد من توفير بيئة يشعر فيها الطرفان بالأمان لمشاركة ما هو حساس وهش. الأمان الجسدي والعاطفي ليس ترفًا، بل ضرورة.

ثقافة تقوم على الالتزام والثقة، والتعبير العاطفي الصادق، ستساعد في تهدئة المخاوف من التلاعب أو التشكيك في المشاعر. تأكّد من أن احتياجاتك تُحترم كما تحترم احتياجات شريكك.

4. اضطراب ما بعد الصدمة قد يظهر في أدق التفاصيل

بعض الناجين من العنف قد يواجهون أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، مثل الذكريات الاقتحامية، وتغيّرات في المزاج، واليقظة المفرطة، وتجنّب مواقف معينة.

حتى إن لم يكن التشخيص كاملاً، فإن بعض الأعراض قد تظهر وتختفي مع تطوّر العلاقة. هذا يتطلب وعيًا مشتركًا، خصوصًا إذا قررتما اتخاذ خطوات جادة مثل العيش معًا أو الزواج.

في بعض الحالات، من المفيد العودة إلى العلاج النفسي لدعم استقرار العلاقة في محطات مفصلية.

5. تبادل التأثير: لا مكان للسيطرة في الحب

في العلاقات الصحية، يكون لكل طرف صوت وتأثير متساوٍ. القرارات تُتخذ معًا، والآراء تُحترم، ولا وجود لهيمنة طرف على آخر.

إذا كان شريكك قد عانى من سلوكيات تحكّمية في علاقته السابقة، فقد يكون من الصعب عليه الوثوق بأن رأيه مهم فعلًا.

لذا، فإن تطوير ثقافة تقوم على الندية والاحترام المتبادل في اتخاذ القرارات، داخل الخلافات وخارجها، هو من أساسيات بناء حب طويل الأمد.

 

نعم يمكن أن نقع في حب أشخاص يحملون قصصهم، وبعضها مؤلم. لكن الجراح الماضية لا تعني أن المستقبل محكوم بإعادتها. بعلاقة مبنية على الأمان، التفاهم، وتقدير الاحتياجات المتبادلة، يمكن للناجين من العلاقات المؤذية أن يجدوا الحب الذي يستحقونه.

كل ما يحتاجونه – وكل ما تحتاجه أنت – هو فهم عميق، ونية صادقة لعدم تكرار الماضي، وصبر على بناء حاضر جديد.

أخبار ذات صلة

لماذا ينجذب البعض للعلاقات المؤذية؟ نظرة نفسية عميقة

لماذا ينجذب البعض للعلاقات المؤذية؟ نظرة نفسية عميقة

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo