هل وجدتِ نفسكِ يوما تحاولين بكل جهدكِ إنقاذ علاقتكِ العاطفية، بينما شريككِ يبدو وكأنه يعيش في عالم آخر؟ ربما تبذلين جهدا مضاعفا، تدعينه لحديث هادئ أو تخططين لسهرة رومانسية أو حتى تلمحي إلى حاجتكِ للاهتمام.. لكن لا فائدة!
قد تتساءلين في لحظة ضعف: هل هو لم يعد يحبني؟ هل توقف عن الاهتمام بنا؟ لكن، وقبل أن تجزمي بذلك، تذكري أن عقولنا بارعة في نسج القصص السلبية، وغالبا ما نضخم ما هو ناقص ونتجاهل ما هو جيد.
إليكِ بعض الأسباب التي قد تدفع شريككِ لرفض العمل على العلاقة، وطرق ذكية للتعامل معها:
ببساطة، ربما يرى أن كل شيء على ما يرام، فلا يفهم سبب قلقكِ أو رغبتكِ في المزيد. بالنسبة له، لا مشكلة تستدعي الإصلاح.
بعض الأشخاص يهربون من أي حديث يبدأ بـ"علينا أن نتحدث"، ليس لأنهم لا يهتمون، بل لأنهم يخشون أن يتحول النقاش إلى مشكلة أكبر، فيفضلون الصمت على المواجهة.
قد يكون غير سعيد مثلكِ، لكنه لا يعرف من أين يبدأ. وربما يخاف أن تحمليه مسؤولية كل ما يحدث، أو أن يطلب منه “التغيير” وهو أمر يرهبه.
أحيانا لا يكون الأمر متعلقا بكِ، بل بضغط العمل، أو القلق المادي، أو رعاية أحد أفراد العائلة أو الأطفال. حينها، يكون عقله وقلبه مثقلين بما يكفي.
ربما بسبب تراكم الجروح أو الخيبات السابقة، قرر إغلاق الباب على مشاعره، حتى من دون وعي منه.
إليك بعض الاستراتيجيات التي قد تساعدك على استرجاع الرغبة في الحديث:
قبل أن تفتحي ملفات الخلاف، ذكريه بالأيام التي كنتما فيها أكثر قربا وسعادة، ثم عبري عن رغبتكِ في استعادة تلك المشاعر.
ابتعدي عن الانتقاد واللوم، وحاولي التحدث بهدوء ولطف. الهجوم يجعله يدافع عن نفسه بدلا من أن يستمع إليكِ.
يمكنكِ القول: أنا قلقة على مستقبلنا وأريد أن نعمل عليه معا. بدلا من: إما أن تذهب للعلاج الزوجي معي أو أنهي الأمر.
لا يمكنكِ إجباره على المشاركة إذا لم يرغب، لكن يمكنكِ فهم دوافعه واحترامها، وفي الوقت نفسه اتخاذ خطواتكِ الخاصة.
حتى لو رفض شريككِ العمل على العلاقة، لا يزال بإمكانكِ أنتِ إحداث فرق ملموس. يمكنكِ البدء بتطوير مهاراتكِ في التواصل، مما يخفف من دفاعيته ويشجعه على الانفتاح.
يمكن أيضا أن تحاولي إدخال أنشطة وتجارب جديدة إلى حياتكما لكسر الروتين وإعادة بعض الحماس.
من المهم أيضا أن تراجعي توقعاتكِ منه، فهل تنتظرين أن يكون الحبيب والصديق والمستشار والشريك في كل اهتماماتكِ وهواياتكِ؟ ربما حان الوقت لتوزيع احتياجاتكِ العاطفية على دائرة أوسع من الأصدقاء والعائلة.
ولا تنسي أن الاستعانة بخبير علاقات، أو حضور دورة متخصصة يمكنهما أن يمنحاكِ أدوات ومعرفة تساعدكِ على التعامل مع الموقف بحكمة وفعالية.
الحب لا يزدهر وحده، بل يحتاج إلى رعاية مستمرة. صحيح أن الجهد من طرف واحد مرهق، لكن تذكري أن كثيرا من العلاقات مرت بمرحلة فتور، ثم عادت أقوى وأكثر حبا.
ربما يكون إصراركِ ومرونتكِ اليوم هما الشرارة التي تعيد شريككِ إلى ساحة الاهتمام وتفتح لكما باب مرحلة أجمل في حياتكما معا.