header-banner
امرأة غاضبة

هل تبالغين في ردّ فعلك؟

تطوير الذات
إيمان بونقطة
8 أغسطس 2025,5:00 ص

نشعر أحيانًا أن أعصابنا مشدودة لأقصى حد، ونجد أنفسنا نثور لأسباب بسيطة:

كلمة عابرة، تأخير في موعد، أو حتى تعليق لا يعجبنا. هذا النوع من ردات الفعل قد يبدو خارجًا عن إرادتنا، لكنه في الواقع قابل للسيطرة والتغيير.

في مقال نُشر على موقع Psychology Today بقلم الدكتورة Ilene S. Cohen، أستاذة علم النفس والمعالجة النفسية، استعرضت فيه أفكارًا وأدوات عملية تساعد على فهم سبب المبالغة في ردود الفعل اليومية، وكيف يمكن التوقّف عن "تفخيم الأمور الصغيرة" والتعامل معها بهدوء واتزان.

حين نغضب أكثر من اللازم.. ما السبب؟

8af78ca8-8556-48f4-9d55-b7cdef38ef1f

المشكلة ليست في الأحداث الصغيرة التي تُزعجنا، بل في الطريقة التي نردّ بها عليها. كما قال الكاتب والطبيب الشهير هانز سيلي: ليس التوتر هو ما يقتلنا، بل طريقتنا في التفاعل معه.

أحيانًا نُفرط في ردود أفعالنا تجاه مواقف تافهة: سائق يقطع الطريق، تعليق نقدي من زميل، أو حتى نسيان بسيط من شريك الحياة. لا ضرر من الشعور بالغضب أو الإحباط، لكن المبالغة في الانفعال تجعلنا أسرى للتوتر والضغط، وتؤثر سلبًا في جودة حياتنا اليومية.

لماذا نبالغ في ردود أفعالنا؟

غالبًا ما يكون السبب أعمق من الموقف نفسه. قد تكونين مرهقة، جائعة، قلقة، أو تحملين تراكمات من مشاعر غير معالجة. وفي لحظة ما، تأتي شرارة صغيرة لتفجّر كل شيء دفعة واحدة.

أيضًا، يميل البعض إلى فرط التفكير في المواقف، وتفسيرها على نحو شخصي:

  • لماذا يحدث هذا لي دائمًا؟
  • الجميع ينتقدني!

وهذا التفكير السلبي لا يزيد الأمور إلا سوءًا.

ابدئي من نفسك: تعرّفي على محفزاتك

لكل شخص "أزرار حساسة" تدفعه إلى المبالغة. مثلًا، تقول الكاتبة إنها تفقد هدوءها عندما يُنتقد عملها بشكل غير عادل. وبمعرفة هذا المحفز، تستطيع التدرب على ضبط استجابتها.

اسألي نفسك:

  • ما المواقف التي تكررت وأزعجتني هذا الأسبوع؟
  • هل كنت متعبة أو متوترة في تلك اللحظات؟
  • ما الذي يمكن أن أفعله بطريقة مختلفة في المستقبل؟

أخبار ذات صلة

الصراخ لا يعلّم.. كسر دائرة الغضب في التربية

الصراخ لا يعلّم.. كسر دائرة الغضب في التربية

توقفي لحظة.. وخذي نفسًا

عندما تشعرين بأنك على وشك الانفجار، جرّبي الخطوات الآتية:

  • توقفي فورًا وراقبي جسدك: هل شددتي كتفيك؟ هل خديك ساخنان؟ تنفسي ببطء وعمق.
  • فكّري بعقلانية، اسألي نفسك: ما الذي حدث فعلًا؟ هل أفسره بطريقة شخصية أكثر من اللازم؟ كيف سيرى شخص آخر الموقف؟ كيف ستتصرف امرأة أحترمها في هذا الوضع؟
  • تصرفي بحكمة: عبّري عن مشاعرك بلغة "أنا" بدلًا من الاتهام:
    "أنا شعرت بالإحباط عندما حدث كذا..." وإذا لم تستطيعي، ابتعدي عن الموقف مؤقتًا حتى تهدئي.
  • لا تتوقعي الكمال: أحد أسباب المبالغة في التفاعل هو توقع حياة خالية من العقبات. الحقيقة أن الحياة مليئة بالمواقف المزعجة، والناس ليسوا دائمًا منصفين أو مهذبين. تقبّلي هذه الحقيقة، وخفّفي سقف توقعاتك.

المشكلة الأعمق قد تكون غير محلولة

إذا كنتِ تشعرين بالضيق المستمر وتنفجرين من أقل سبب، فربما هناك أمر أعمق يزعجك ولم تتم معالجته. خصصي وقتًا للكتابة، أو تحدّثي مع مختص، أو واجهي المشكلة مباشرة. الكبت لا يزيل التوتر.. بل يضاعفه.


كلنا نبالغ في ردود أفعالنا أحيانًا، وهذا لا يعني أننا أشخاص سيّئون أو غير متزنين. لكنه إشارة من أجسامنا ونفوسنا بأن هناك شيئًا يحتاج إلى إصلاح. ابدئي بملاحظة نفسك، وفهم محفزاتك، وتعلمي الاستجابة بدلاً من الانفجار. الهدوء ليس ضعفًا، بل قوّة حقيقية في عالم مزدحم بالمحفزات.

أخبار ذات صلة

10 طرق للتحكم في غضبك على طفلك

10 طرق للتحكم في غضبك على طفلك

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo