header-banner
تطوير الذات

حين تصبح الهواية حليفاً لمسارك الوظيفي

تطوير الذات
إيمان بونقطة
30 يوليو 2025,9:00 ص

في ظل وتيرة الحياة المتسارعة وضغوط العمل اليومية، تُعتبر الهوايات الشخصية عند البعض نوعا من "الترف" أو التشتت، بل قد يُنظر إليها على أنها دليل على عدم الجدية أو التركيز المهني.

لكن الواقع مختلف تماما. فبحسب الأبحاث النفسية وتجارب كثيرين، فإن الانخراط في الشغف الشخصي "أيًا كان نوعه" لا يُعد ترفا، بل هو حاجة نفسية أساسية تساعدنا على التفريغ، التجدد، وتحقيق أداء أفضل في حياتنا المهنية.

الوظيفة مصدر مزمن للضغط

9c9c8e08-0ec3-421e-92f6-7caad6fd7161

تشير الإحصاءات إلى أن 65% من العاملين في الولايات المتحدة يعتبرون أن وظائفهم تُشكّل مصدر ضغط كبير أو متوسط في حياتهم، خصوصا أصحاب المهن ذات الطابع الدقيق أو عالي المسؤولية كالأطباء، المحامين، المدرّسين، وغيرهم.

ومع تكرار هذا الضغط دون وجود منفذ لتفريغه، تبدأ وظائفنا الإدراكية في التراجع: تتزايد الأخطاء، يضعف التركيز، وتقل جودة التواصل مع الآخرين.

هنا تظهر أهمية الهوايات الشخصية، ليس باعتبارها مهربا من العمل، بل باعتبارها وسيلة فعالة لإعادة شحن الطاقة وتحسين الأداء.

كيف تُخفض الهوايات مستوى التوتر في الدماغ؟

أظهرت الدراسات أن الانخراط في أنشطة إبداعية مثل الرسم، الموسيقى، الرقص، التصوير، أو حتى متابعة دروس المكياج، يساعد على تقليل مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر.

كما ترتبط هذه الأنشطة بتحسن المزاج، الشعور بالرضا، وارتفاع مستوى "الدوبامين"، الهرمون المسؤول عن السعادة والتحفيز.

وفي بحث أجرته الجمعية الأميركية لعلم النفس (APA)، أشار المشاركون إلى أن الانخراط المنتظم في نشاطات إبداعية أو فنية ساعدهم على تجاوز أوقات القلق والتعب النفسي.

أخبار ذات صلة

وظيفتك ليست هويتك.. كيف تعرفين نفسك بالشكل الصحيح؟

وظيفتك ليست هويتك.. كيف تعرفين نفسك بالشكل الصحيح؟

قصة طبيبة وجدت قوتها في الجمال والأناقة

الدكتورة تيفاني مون، أستاذة جامعية وأخصائية تخدير في مركز "ساوث ويسترن الطبي" بولاية تكساس، تسرد في كتابها الجديد "وصفات الفرح: كيف توقفت عن ملاحقة الكمال واحتضنت التوازن" تجربتها مع هذه المفارقة. تقول:

لا أحد يريد طبيبة تخدير تهتم بالموضة. بل وحتى حين أُعرّف عن نفسي كطبيبة، يُفاجأ بعض المرضى ويقولون لي: 'أنتِ تبدين صغيرة جدًا لتكوني طبيبة!'، أو يسألونني متى سيصل 'الطبيب الحقيقي'."

ورغم أنها كانت حريصة في العمل على أن تظهر بمظهر صارم ومحترف، فإنها خارج المستشفى كانت شخصا آخر تماما. "حين أخلع البالطو الأبيض، أرتدي قبعتي الأخرى: صانعة محتوى، عاشقة للعناية بالبشرة، وأحيانا راقصة على تيك توك!".

لكنها لا ترى في هذا ازدواجية أو انفصاما، بل ترى فيه توازنا ضروريا:

بعد 10 ساعات من التركيز المكثف في غرفة العمليات، أحتاج إلى شيء ممتع وجميل. العناية بجمالي، متابعة الموضة، وحتى مشاركة لحظاتي على السوشيال ميديا، كلها تساعدني على استعادة نفسي."

رسالة لكل امرأة: لا تخجلي من شغفك

لا يهم إن كانت هوايتكِ الغناء، الخياطة، العناية بالبشرة، أو مشاركة وصفات الطعام على إنستغرام؛ المهم أن تشعري بأنك تحققين ذاتك وتستمتعين. فهذه الاهتمامات ليست خصما من مهنيتك، بل رافد لها. التوازن بين الجدية في العمل والاستمتاع بالحياة هو ما يصنع شخصية قوية ومؤثرة.

العمل الجاد لا يتعارض مع المتعة. والشغف لا يناقض الجدية.

كيف تجدين شغفكِ؟

  • اطرحي على نفسك: ما الذي كنت أحب فعله قبل أن أُغرق في المسؤوليات.
  • خصصي 15 دقيقة يوميًا لتجربة شيء جديد أو العودة لهواية قديمة.
  • لا تقللي من أهمية التفاصيل البسيطة: رسم، طهي، تصوير، أو حتى ترتيب الزهور.
  • انضمي إلى مجتمعات إلكترونية تدعم شغفك.
  • شاركي هوايتكِ على العلن، لا تخجلي منها. قد تلهمين غيركِ.


الهوايات ليست "مضيعة وقت"، بل صمّام أمان نفسي، وطريق نحو الإبداع المهني، والانفتاح على جوانبك الإنسانية العميقة. لا تختزلي نفسكِ في لقب وظيفي. أنتِ أكثر من ذلك كثيرا.

أخبار ذات صلة

أهم دروس الحياة من أسطورة تطوير الذات توني روبينز

أهم دروس الحياة من أسطورة تطوير الذات توني روبينز

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo