قد تجد نفسك أحياناً تخطّط بحماسة، كشراء اشتراك في النادي الرياضي أو بدء مشروع جديد، ثم تكتشف أنك لم تلتزم به كما رغبت.
وربما تتساءل: لماذا أكرر هذا النمط؟ هذه السلوكيات قد تكون شكلاً من التخريب الذاتي؛ أي حين تعيقنا أفكارنا أو تصرفاتنا عن الوصول إلى أهدافنا، أحياناً بوعي وأحياناً من دون إدراك.
التدمير الذاتي يبدأ غالباً كآلية دفاعية من الدماغ لحمايتنا من المجهول أو الفشل. لكن حين يصبح عادة متكررة، فإنه يحدّ من تطورنا ويمنعنا من عيش الحياة التي نريدها.
إليك ست طرق عملية للتغلب على هذا النمط:
الخطوة الأولى هي الوعي. انتبه إلى المواقف التي تميل فيها إلى عرقلة نفسك: هل تؤجل المهام المهمة؟ هل تبتعد عاطفياً حين تصبح العلاقة جدية؟ التعرّف إلى هذه الأنماط يساعدك على كسرها.
الانتباه للحظة الحاضرة من دون حكم أو نقد يمكّنك من ملاحظة أفكارك وسلوكياتك بوضوح. ومع الممارسة، ستصبح أكثر تفهماً لنفسك وأكثر قدرة على إدارة ردود أفعالك.
الأبحاث تشير إلى أن التعاطف مع الذات يرتبط بالسعادة والمرونة العاطفية. عامل نفسك كما تعامل صديقاً مقرباً: خفف من جلد الذات، وامنح نفسك استراحة حين تشعر بالإرهاق، وابحث عن الدعم عند الحاجة.
التشبث بما لا يمكن تغييره يعيق الحاضر. درّب نفسك على القبول بجملة بسيطة مثل: ما حدث لا أستطيع تغييره، لكن يمكنني أن أختار رد فعلي اليوم. هذا التحول يمنحك مساحة للتحرر والمضي قدماً.
الخوف من الجديد أو غير المألوف طبيعي، لكن يمكن التعامل معه عبر إعادة صياغة الحديث الداخلي: بدلاً من "هذا الأمر يخيفني، جرب أنا فضولي لأكتشف ما سيحدث. بذلك يتحول عقلك من خصم يعيقك إلى حليف يدعمك.
أحد أسباب التخريب الذاتي هو الخوف من الإخفاق أو الرفض. قد تفضّل ألا تحاول كي لا تواجه الفشل، لكن الحقيقة أن المحاولة حتى مع الأخطاء، هي السبيل الوحيد للنمو. تقبّل أن التعثر جزء من الطريق، وليس نهايته.
التخريب الذاتي ليس قدراً محتوماً، بل هو رسالة من عقلك بأنك على وشك الخروج من منطقة الراحة. بمجرد أن تدرك أن هذه المقاومة طبيعية، يمكنك اختيار استراتيجيات واعية تمنحك القوة بدلاً من العرقلة. ومع الوقت، ستجد نفسك أقرب إلى الأهداف التي طالما سعيت إليها.