في بيئة العمل سريعة الإيقاع، لا يكفي أن تكوني كفؤة أو متمكنة في مجالك، بل تحتاجين أيضاً إلى إدارة مشاعرك بذكاء.
فالتنظيم العاطفي لا يعني كبت الانفعالات أو التظاهر بالهدوء، بل القدرة على فهم ما يثيرك، إدراك أسلوبك وأساليب الآخرين في العمل، ثم اختيار ردود فعل تعكس وعيك وقوتك.
كثيرون يظنون أن الثبات الانفعالي يعني عدم التأثر، فيما الحقيقة أن العاطفة جزء أساسي من القيادة الفعالة. الفرق بين القائد الذي ينجح في أصعب المواقف، وآخر يتعثر عند أول تحدٍّ، يكمن غالباً في قدرته على التعامل مع محفّزاته العاطفية.
عندما نتعرض لموقف ضاغط أو نشعر بأن قيمتنا مهددة، يظهر أحد هذه الأنماط:
كل استجابة قد تكون طبيعية في سياقها، لكنها إن تحوّلت إلى أسلوب دائم قد تؤدي إلى نتائج عكسية، خصوصاً في بيئة العمل.
أحد أسباب التصادم في أماكن العمل هو اختلاف أسلوب القيادة أو التفكير. فبينما يفضّل البعض الإقناع عبر البيانات والخبرة، يميل آخرون إلى الطرق التقليدية أو النتائج المباشرة. تجاهل هذه الفروقات يجعل أي نقاش أكثر توتراً، فيما يساعد الوعي بأسلوب الآخر على تجنّب التصعيد وبناء أرضية مشتركة.
الإرهاق، قلة النوم، أو تراكم الضغوط الشخصية والمهنية، كلها عوامل تضعف قدرة الإنسان على ضبط انفعالاته. في مثل هذه الحالات، حتى الأشخاص المعروفون بهدوئهم قد ينفجرون بشكل غير معتاد.
إليك 5 خطوات عملية للسيطرة على الانفعالات في العمل
اكتشفي ما يثيرك، وحاولي فهم ما يهم زملاءك أو مديريك لتكيّفي تواصلك معهم.
قبل أي اجتماع مهم، اكتبي كلمات مثل: "هادئة – واضحة – واثقة" لتذكري نفسك بكيفية الحضور.
لا تدخلي نقاشاً حساساً وأنتِ مرهقة أو تحت ضغط شديد، فالتوقيت قد يصنع فارقاً كبيراً.
بدل الرد المباشر عندما تشعرين بالغضب، اسألي مثل: "ما الخيارات الأخرى المتاحة؟" فهذا يمنحك وقتاً للتفكير ويخفّف التوتر.
لا تستهلكي وقتك ومشاعرك مع أشخاص أو مواقف تستنزفك دون جدوى، وركّزي على ما يضيف لقيمتك المهنية.
التنظيم العاطفي ليس رفاهية في العمل، بل مهارة قيادية أساسية. إدراك المحفّزات، فهم أساليب الآخرين، والوعي بالضغوط الشخصية، يمنحك قدرة أكبر على اتخاذ قرارات هادئة ومتزنة. بهذه الطريقة، تحافظين على حضورك المهني وتقدّمين أفضل نسخة من نفسك.