لا أحد يعيش حياته دائمًا في قمّة الإنجاز والثقة. هناك لحظات نشعر فيها بأننا نرتكب الأخطاء واحدًا تلو الآخر، وكأننا نُضيّع البوصلة ونفشل في إدارة حياتنا كما ينبغي.
هذا الشعور ليس نادرًا، ولا يعني أنك أقل قيمة أو جدارة. بل هو جزء طبيعي من تجربة الإنسان، والجميل أنه يمكن تجاوزه باتباع خطوات واقعية ومجربة تساعدك على استعادة الشعور بالسيطرة والقدرة.
6 نصائح لاستعادة الثقة بعد شعور الفشل
إليك 6 أفكار فعّالة حين يراودك شعور بأنك تخفق في حياتك:
1. فكّر بما يمكنك إنجازه لو كان لديك الدعم المناسب
من الطبيعي أن تشعر بالإحباط عندما تحاول تجاوز تحدٍّ ما بمفردك. لكن هل جرّبت أن تسأل نفسك: ماذا كنت سأحقق لو تلقيت الدعم الذي أحتاجه؟ سواء كان هذا الدعم عاطفيًّا، أو معرفيًّا، أو حتى أداة بسيطة تسهّل المهمة.
تذكّر أن النمو الشخصي ليس عملية فردية، بل يحتاج في كثير من مراحله إلى من يمد لك يد العون. أحيانًا، كل ما تحتاجه هو خطة واضحة أو كلمة مشجعة أو حتى تطبيق يساعدك على تنظيم وقتك لتبدأ من جديد.
2. انظر إلى الصورة الأكبر
عندما تراجع إنجازاتك خلال أيام أو أسابيع فقط، قد تشعر بالإحباط. لكن ماذا لو نظرت إلى ما حققته خلال السنوات الخمس أو العشر الأخيرة؟ في الأغلب ستتفاجأ بحجم التقدّم الذي أحرزته، حتى وإن لم يكن مثاليًّا.
تخصيص وقت لتقييم ما أنجزته على المدى البعيد يمكن أن يعيد لك شعور الإنجاز والرضا عن الذات. ضع في ذهنك أن التقدّم لا يُقاس بالسرعة، بل بالاتجاه.
3. اسمح للمفاجآت أن تقودك
في بعض الأحيان، نُرهق أنفسنا بمحاولة فرض الخطط والنتائج، ونتجاهل أهمية العفوية. بعض أكثر التحولات الإيجابية في الحياة تحدث عندما نتبع فكرة عابرة أو نخوض تجربة لم تكن على القائمة.
مشاهدة محتوى جديد، قراءة كتاب مختلف، أو لقاء غير متوقع قد يفتح لك أفقًا لم تكن تدري بوجوده. دع للفضول مساحة يقودك، حتى إن لم تكن تعرف وجهته تمامًا.
4. غيّر الزاوية التي تنظر منها
أحيانًا، لا يكون العائق حقيقيًّا، بل هو طريقة تفكيرنا فيه. قد تكون تحكم على نفسك بقسوة، أو تتجاهل نقاط قوتك، أو تحصر نفسك في رؤية محدودة.
عندما تبدأ في الاستماع لآراء مختلفة، أو متابعة مفكرين لا يتفقون معك تمامًا، تتوسّع رؤيتك وتكتشف طرقًا جديدة لفهم نفسك والتعامل مع التحديات. التنوّع الفكري ليس رفاهية، بل وسيلة لفك التعلّق بأفكار سلبية مزمنة.
5. لا تخف من التأثر بالآخرين
من الطبيعي أن نميل إلى التمسك بما نعرفه عن أنفسنا، لكن هذا قد يمنعنا من النمو. جرّب أن تفتح نفسك للتجارب التي يقترحها عليك الآخرون.
قد يعرّفك أحدهم على هواية جديدة أو طريقة تفكير لم تخطر ببالك، فتكتشف من خلالها جانبًا جديدًا منك. التأثّر بالآخرين لا يعني فقدان هويتك، بل على العكس، هو توسيع لها.
6. استعد السيطرة على جانب واحد من حياتك
عندما تشعر بأن الحياة خارجة عن سيطرتك، حاول التركيز على جانب صغير يمكنك التأثير فيه. ابدأ بهدف بسيط: مثل الانتظام في تمرين رياضي، أو تنظيم مصروفاتك، أو حتى تجربة نمط نوم أفضل.
هذه النجاحات الصغيرة تبني في داخلك شعورًا بالقوة، وتشجّعك على مواجهة جوانب أكثر تعقيدًا لاحقًا. لا تنتظر أن يتحسن كل شيء دفعة واحدة، بل ابدأ بما هو متاح الآن.
أن تشعر أحيانًا بأنك "تخسر" في الحياة لا يعني أنك كذلك فعلاً. هذا الصوت الداخلي القاسي يحتاج أحيانًا إلى إعادة توجيه، لا إلى تصديق أعمى. وبين لحظة الشك ولحظة القوة، توجد مساحة واسعة يمكنك فيها أن تتنفس، تقيّم، وتعيد صياغة خطواتك بثقة وهدوء. لست وحدك في هذا الطريق، لكنك وحدك من يستطيع اختياره من جديد.
