من الصعب أحيانا ألا نقارن أنفسنا بالآخرين، خصوصا عندما تبدو حياة من حولنا وكأنها تسير في طريق مستقيم من الإنجازات والنجاحات.
ووفقا لخبراء علم النفس، فإن الميل للمقارنة مع الآخرين يُعد أمرا فطريا، لكنه يتحول إلى عبء عاطفي حقيقي عندما يبدأ بالتأثير على احترام الذات ويغذي مشاعر الإحباط أو التراجع.
وغالبا ما تشعر بعض النساء بأنهن متأخرات عن الركب، فقط لأن محيطهن يبدو أكثر استقرارا أو وضوحا من حيث الأهداف والمسارات.
إليكِ 3 خطوات بسيطة تساعدك في التوقف عن تمجيد حياة الآخرين، والتركيز بدلا من ذلك على جمال تفاصيل حياتك:
قبل أن تحاولي التخلص من عادة المقارنة، من المهم أن تفهمي مشاعرك المرتبطة بها.
هل تشعرين بالغيرة فقط؟ أم هناك شعور أعمق بالخجل أو النقص أو الإحباط؟
اسمحي لنفسك بتسمية تلك المشاعر من دون إصدار أحكام، فبحسب الدراسات، مجرد تسميتها بوضوح يقلل من حدّتها ويجعل التعامل معها أسهل.
ثم اسألي نفسك: لماذا أشعر بذلك؟ قد يكون السبب الحقيقي ليس نجاح صديقتك، بل شعورك بعدم الرضا عن مسارك، أو ضغط من العائلة، أو أنك ببساطة مرهقة وتحتاجين إلى راحة.
تذكّري: في كثير من الأحيان، المقارنة لا تعكس حياة الآخرين، بل مرآة تعكس علاقتك أنتِ بحياتك.
وبعض المقارنات قد لا تحمل أبعادا عميقة، فقط ترغبين في شيء ولم تحصلي عليه بعد.
في هذه الحالة، اكتفي بملاحظة المشاعر وانتقلي للخطوة التالية.
عندما نقارن أنفسنا بالآخرين، ننسى تماما التقدم الذي حققناه.
المقارنة بالآخرين تدفعنا من دون أن نشعر بالتقليل من إنجازاتنا رغم نجاحنا في تحقيق الكثير من الأشياء.
لهذا، ينبغي إعادة تعريف النجاح وفق مقاييسك أنتِ، لا مقاييس المجتمع أو صديقاتك.
هل نجاحك يعني وظيفة مرموقة؟ أم وقتا لنفسك؟ هل يعني إنجازا مادياً؟ أم شعورا بالرضا الداخلي؟
توقفي عن تجاهل نجاحاتك اليومية، حتى الصغيرة منها.
ربما لا تمتلكين ما لدى الأخريات، لكن لديكِ أشياء لا يملكنها، وهذا ما يصنع تفردك.
بعد أن فهمتِ مشاعرك، وعرفتِ ما يميزك، آن الأوان لتخططي لما تريدين حقا.
لا من أجل منافسة أحد، بل من أجل ذاتك.
اجلسي مع نفسك واسألي: ما الذي أريده في هذه المرحلة؟ ما الذي ينقصني؟ كيف أصل إليه؟
وضّحي أهدافك، واكتبي خطوات بسيطة لتحقيقها.
الكاتبة قد تكتشف أنها لا تريد ترقية وظيفية مثل أصدقائها، بل ترغب في الكتابة لمجلات جديدة وإنهاء روايتها.
وربما أنتِ ترغبين في تعلم مهارة جديدة، أو إنشاء مشروع صغير، أو حتى الحصول على فترة راحة طال انتظارها.
لا بأس أن يكون طريقك مختلفا، ولا بأس إن تأخرتِ قليلا أو اخترتِ وجهة غير مألوفة.
ففكرة النجاح ليست واحدة للجميع، وهي بالتأكيد ليست سباقا.
تذكري دائما، بدلا من النظر إلى "حديقة" الآخرين، اهتمي بزهورك واسقيها بحبّ، ففيها الكثير من الجمال.