في كل مرة نفتح فيها تطبيقا على هواتفنا، هناك فرصة جديدة للمقارنة: منزل أجمل، حياة أكثر تنظيما، علاقة أكثر رومانسية، أمّ تبدو مثالية في كل شيء.
ومن دون أن نشعر، قد تتحوّل لحظات الترفيه البسيطة إلى مشاعر نقص متراكمة، تجعلنا نشكك في نجاحنا، أو شكلنا، أو طريقة عيشنا للحياة.
لكن هل هذا الشعور واقعي؟ وهل ما نراه على السوشال ميديا يعكس الحياة الحقيقية فعلًا؟ وكيف يمكننا حماية أنفسنا من هذه الدوامة النفسية؟
في هذا الموضوع، نستعرض أسباب هذا النوع من المقارنة، ونقدم خطوات عملية تساعدكِ على التوقف عن جلد الذات واستعادة تقديركِ لنفسك:
ما يُعرض عبر وسائل التواصل نادرا ما يعكس الواقع الكامل. الصور خاضعة للتعديل، اللحظات منتقاة بعناية، والقصص غالبا تُروى من زاوية واحدة فقط. تذكّري أن ما ترينه هو "الواجهة" فقط، وليس الحقيقة الكاملة لحياة الآخرين.
غالبا ما تحدث المقارنة في لحظات ضعف: عندما نشعر بالإرهاق، أو بعد يوم سيئ، أو عندما نمرّ بفترة شك في الذات. وعيكِ بتوقيت هذه المشاعر هو الخطوة الأولى لتفكيكها والتعامل معها بشكل صحي.
من حقكِ أن تختاري ما ترينه كل يوم. إذا كان حساب معين يسبب لكِ الإحباط أو يغذي شعور النقص، أزيليه من قائمة المتابعة. تابعي حسابات تبث التوازن، الواقعية، والإلهام غير السام.
قارني نفسك بنفسك فقط. ما المهارات التي اكتسبتِها؟ ما التحديات التي تغلبتِ عليها؟ هذا النوع من المقارنة الداخلية هو ما يدفعكِ للنمو، دون أن يستهلك طاقتك أو يزعزع ثقتكِ بنفسك.
هل ترددين داخليا عبارات مثل "أنا لست كافية" أو "الجميع أفضل مني"؟ هذه العبارات تؤثر بشكل مباشر على صحتك النفسية. درّبي نفسك على استبدالها بجمل أكثر واقعية ولطفا: "أنا أتحسّن يوما بعد يوم"، "أستحق التقدير كما أنا".
تحديد أوقات استخدام السوشال ميديا يساعد على تقليل التشتت والضغط النفسي. خصصي وقتا للتواصل الواقعي، للقراءة، أو لهوايات تجدد طاقتك وتبني ذاتك من الداخل.
كتابة 3 أشياء تشعرين بالامتنان نحوها كل يوم كفيل بأن يغيّر نظرتك لما تملكينه. بدلًا من التركيز على ما ينقصك، ستبدئين بتقدير التفاصيل الصغيرة التي تصنع جمال يومك.
وسائل التواصل ليست العدو، لكن طريقة تعاملنا معها قد تكون مؤذية إن لم نكن واعين. المقارنة السامة لا تمنحكِ دافعا، بل تسحبكِ نحو شعور دائم بالنقص. والوعي هو السلاح الأول لحماية صحتك النفسية وبناء علاقة صحية مع نفسك ومع محيطك الرقمي. لا أحد يشبهكِ تماما، وهذه قوة، لا نقطة ضعف.