header-banner
أمومة

رابطة الأم والطفل لا تُولد دائمًا في اللحظة الأولى

أمومة
إيمان بونقطة
15 يوليو 2025,8:14 ص

في اللحظة التي تحملين فيها طفلك بين يديك لأول مرة، تتوقّعين "أو يُتوقَّع منك" أن تغمرك مشاعر الحب، وأن تفيض عيناك بالدموع، وأن تشعري بأنكِ خُلقتِ لتكوني أمًا له.

لكن ماذا لو لم يحدث شيء من هذا؟ ماذا لو وجدتِ نفسكِ تحدّقين إليه، تنتظرين إحساسًا لا يأتي؟

ما لا يُقال بصوتٍ عالٍ هو بأن كثيرًا من الأمهات يمررن بهذه اللحظات الصامتة.

لحظات من الفتور العاطفي، من الخدر، من اللاشيء. وهذا لا يعني أنكِ فشلتِ في أول اختبار أمومة، بل أنكِ إنسانة.

الرابط العاطفي ليس فورياً دائمًا

2ea1405a-a3ab-4e9c-b68a-044f3a8426cd

في الثقافة الشعبية وصور التواصل الاجتماعي، تُعرض الأمومة كحكاية عشق تبدأ من اللحظة الأولى. لكن الحقيقة أعمق من ذلك، وأكثر إنسانية.

فالرابط العاطفي لا يُزرع دائمًا في اللحظة الأولى، بل ينمو تدريجيًا، مع الوقت، مع اللمسات، مع التعرّف على هذا الكائن الجديد الذي لم تألفيه بعد.

لماذا قد يتأخر الارتباط؟

  • الولادة المؤلمة أو المخيفة، سواء جسديًا أم نفسيًا.
  • إقامة الطفل في العناية المركزة بعيدًا عنكِ.
  • اضطرابات النوم، والإرهاق المزمن.
  • الضغط الناتج عن التوقعات المجتمعية والصور المثالية للأمومة.
  • غياب الدعم الحقيقي والعاطفي من الشريك أو الأسرة.

كل هذه الظروف ليست عوائق دائمة، بل محطات مؤقتة يمكن تجاوزها حين نمنح أنفسنا الفهم والرحمة.

الخدر العاطفي لا يعني البرود ولا القسوة

حين لا تشعرين بذلك "الدفء المفترض"، قد تتسرّبين إلى دائرة الصمت، تخشين البوح، وتغرقين في شعور بالذنب.

لكن الحقيقة أن ما تمرين به لا يمسّ صلاحيتك كأم، ولا ينتقص من قدرتك على الحب، بل يعكس تعبًا حقيقيًا يحتاج إلى رعاية لا إلى محاكمة.

أخبار ذات صلة

هل يشعر الرضيع بما لا يُقال؟ قراءة في وعي الطفل

ما الذي يمكن فعله كأم لم تشعر بالرابط مع رضيعها؟

  • امنحي نفسك الإذن بعدم الشعور الآن. لا تضغطي على قلبك، فقط كوني موجودة.
  • احملي صغيرك، حدّثيه، غنّي له، ولو كنتِ لا تشعرين بشيء. القرب يولد المشاعر مع الوقت.
  • خذي قسطًا من الراحة كلما استطعتِ، ولو لخمس دقائق.
  • تحدثي بصراحة مع من تثقين بهم. قد تكون صديقة أو طبيبة أو معالجة نفسية. فالكلمات حين تُقال تُنقذ.

رسالة للمحيطين

توقّفوا عن افتراض السعادة المطلقة. الأم قد تبتسم بدافع المجاملة، لكنها من الداخل تبحث عن من يفهم. اسألوها: كيف حالك حقًا؟ كيف تشعرين اليوم؟ هل هناك ما يمكنني فعله؟

لا تحكموا، لا توبّخوا، فقط كونوا حاضرين، ولو بالصمت.


الأمومة ليست لحظة سحرية تُشعل الحب من أول لمسة، بل رحلة تتكوّن من تفاصيل صغيرة، من صبر ووقت ودفء ينمو رويدًا رويدًا. لا بأس إن لم تأتِ المشاعر دفعة واحدة. الحب لا يحتاج إلى إعلان مبكر، بل إلى قلب مفتوح.

أنتِ أمّ كافية، حتى وإن تأخرتِ في الشعور بذلك. فقط لا تنسي أن تمنحي نفسكِ نفس العطف الذي تحاولين منحه لصغيرك.

أخبار ذات صلة

العلاقة العاطفية بين الأم ورضيعها هي مفتاح البداية

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo