header-banner
أمومة

لا يمكنك التحكم بطفلك في العصر الحالي

أمومة
إيمان بونقطة
7 سبتمبر 2025,8:00 ص

من أكثر ما يرهق الأهل تلك اللحظات التي يرفض فيها الطفل القيام بأمر متوقّع، سواء كان التوجّه إلى المدرسة، أم المشاركة في نشاط اجتماعي، أم حتى تجربة شيء جديد.

يجد الوالدان نفسيهما أمام صراع داخلي: هل يضغطان على الطفل ليقوم بما يريدان، فيزداد عناده ومقاومته؟ أم يتركانه ينسحب، فيتكرّس لديه سلوك التجنّب؟

التربية في العصر الحالي

ddfd4024-c87d-425a-8ac7-507e326be0b1

الحقيقة أن التربية ليست معركة للسيطرة، بل فن للتوجيه، الطفل ليس آلة تستجيب للأوامر، بل شخصية نامية تحمل مشاعر وتجارب تؤثر في قراراته، وهنا تكمن الحكمة: الأهل لا يملكون السيطرة الكاملة على تصرّفات أطفالهم، لكنهم يملكون القدرة على إدارة ردود أفعالهم، ووضع حدود واضحة، وتهيئة بيئة تساعد الطفل على اتخاذ خيارات أفضل.

وضع الحدود بمرونة

الأطفال يحتاجون إلى حدود ثابتة، لكن تقديمها بأسلوب صارم يزيد مقاومتهم، الأصح هو أن تُعرض القواعد بوضوح، مع ترك مساحة صغيرة للاختيار، على سبيل المثال: بدلًا من قول يجب أن تذهب فورًا، يمكن استخدام صيغة تمنح مساحة: يمكنك أن ترتدي حذاءك الآن أو بعد خمس دقائق، لكن الذهاب إلى المدرسة أمر ثابت.

تفهّم المشاعر أولًا

رفض الطفل غالبًا ليس عنادًا خالصًا، بل انعكاس لمشاعر خوف أو قلق أو رغبة في السيطرة، عندما يشعر أنه مسموع ومفهوم، تقل مقاومته بشكل ملحوظ، جملة بسيطة مثل: أعرف أنك لا ترغب الآن، وأتفهم صعوبتك. تُشعره بالطمأنينة، وتفتح المجال لتجاوب أفضل.

أخبار ذات صلة

توقعاتك تصنع صورة طفلك عن نفسه

توقعاتك تصنع صورة طفلك عن نفسه

بناء بيئة مشجّعة

الأهل يستطيعون استخدام البيئة كوسيلة دعم. مثلًا، يمكن تمهيد النشاط الجديد مسبقًا بالحديث عنه أو عبر التجربة التدريجية، البيئة ليست المكان فحسب، بل أيضًا نبرة الصوت، والروتين اليومي، وطريقة عرض المهام.

التركيز على التقدّم لا الكمال

التربية عملية تراكمية، ولا يُنتظر من الطفل أن ينجح في كل مرة، الأهم هو أن يخطو خطوة صغيرة نحو التكيّف، الاحتفاء بهذه الخطوات حتى لو بدت بسيطة يعزز ثقته بنفسه ويدفعه للمحاولة مجددًا.


في النهاية، التربية ليست محاولة لإلغاء إرادة الطفل، بل مساعدته على توجيهها، وحين يدرك الأهل أنهم لا يستطيعون التحكم المباشر بتصرّفاته، لكن يمكنهم توجيهه وتوفير بيئة داعمة، تتحوّل المواقف الصعبة من معارك استنزاف إلى فرص تعليمية تبني شخصيته على المدى الطويل.

أخبار ذات صلة

هل طفلك متعب من كثرة التعليم؟

هل طفلك متعب من كثرة التعليم؟

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo