header-banner
طفل متعب

هل طفلك متعب من كثرة التعليم؟

أمومة
إيمان بونقطة
22 أغسطس 2025,8:00 ص

في زحمة الجداول الدراسية، والواجبات اليومية، والدورات الإضافية، والأنشطة اللاصفية، قد يغيب عن انتباهنا أمر بالغ الأهمية: هل طفلي لا يزال طفلًا؟ أم أنه أصبح تلميذًا مثقلًا بمهام الكبار؟

كثير من الأهل يسعون لتوفير أفضل الفرص لأبنائهم، فيحشدون أيامهم بالدروس والبرامج التعليمية، ويظنون أن الإنجاز هو الطريق الوحيد للمستقبل الآمن، لكن ما لا نراه هو أن هذا السعي، ولو بنيّة طيبة، قد يكون مرهقًا أكثر مما نتصور.

التعب لا يظهر دائمًا على شكل دموع

399ad328-9ba7-46ef-b73e-023c4197ed6b

الطفل لا يأتي ويقول: "أشعر بالإرهاق"، بل يعبر عنه غالبًا بسلوكات قد تبدو مزعجة أو غير مفهومة.

قد يصبح قليل التركيز، أو سريع الغضب، أو يرفض أداء واجباته، وقد يتذمر دون سبب واضح، أو يطلب التوقف عن نشاط كان يحبه من قبل، كلها رسائل مبطنة يرسلها الطفل حين لا يجد الكلمات لوصف شعوره.

علامات التعب التعليمي

  • اللامبالاة المفاجئة: إذا أصبح الطفل غير مهتم بما كان يثير حماسه سابقًا، فربما يكون السبب ليس الكسل، بل الإنهاك.
  • تراجع القدرات المعرفية مؤقتًا: كثرة الضغوط قد تؤدي إلى صعوبة في الحفظ، أو تكرار الأخطاء، أو ارتباك في الفهم.
  • تغيرات سلوكية: مثل العناد الزائد، أو العصبية، أو حتى الانسحاب والانطواء.
  • آلام جسدية متكررة: كالصداع وآلام المعدة من دون سبب عضوي واضح، وغالبًا ما تكون انعكاسًا للتوتر أو الإجهاد النفسي.
  • النوم المتقطع أو القلق الليلي: وهي مؤشرات مهمة على أن الجهاز العصبي للطفل لا يحصل على راحة كافية.

أخبار ذات صلة

طفلك لا يحتاج إلى أم مثالية بل إلى أم حقيقية

طفلك لا يحتاج إلى أم مثالية بل إلى أم حقيقية

لماذا يحدث هذا؟

يرتبط التعب التعليمي غالبًا بنظام حياة لا يمنح الطفل وقتًا كافيًا للعب الحر، أو الراحة، أو حتى الملل الطبيعي الذي يحتاجه العقل ليتنفس.

الطفل يحتاج إلى توازن: بين التعليم والاستكشاف، بين الجد واللهو، بين الواجبات والفراغ الإبداعي. وعندما يُحرم من هذا التوازن، يبدأ جسده ونفسيته بإطلاق إشارات الاستغاثة.

كيف نساعد أطفالنا على التنفس مجددًا؟

  • راقبي سلوك طفلك من دون حكم: بدلًا من التركيز على الأداء والنتائج، حاولي أن تلاحظي إن كان الطفل يستمتع بما يفعل.
  • خصصي وقتًا يوميًا للعب الحر: من دون قواعد، ومن دون أهداف تعليمية، فقط ليستمتع ويُفرغ طاقته.
  • امنحيه حقه في “اللاشيء”: الطفل لا يجب أن يكون مشغولًا طوال الوقت، لحظات الفراغ ضرورية لنموه العاطفي والمعرفي.
  • أعيدي النظر في حجم التوقعات: هل ما نريده فعلًا يتوافق مع عمر الطفل واحتياجاته؟ هل نُحمله فوق طاقته من دون قصد؟
  • تحدثي معه: ببساطة، اسأليه: هل تشعر أنك مرتاح؟ هل هناك شيء تود تغييره في يومك؟

 

التعليم مهم، لا شك، لكن لا قيمة له إذا كان يأتي على حساب بهجة الطفولة ونضارة النفس.

دعينا نتذكر أن الطفل لا يحتاج أن يكون متفوقًا طوال الوقت، بقدر ما يحتاج أن يشعر بالأمان، والحب، والحرية ليكون على طبيعته.

فالسؤال الأهم ليس “ماذا تعلّم طفلي اليوم؟”، بل: “هل كان سعيدًا وهو يتعلّم؟”. 

أخبار ذات صلة

هل يحتاج طفلك إلى تقويم سلوكي أم إلى تقبّل؟

هل يحتاج طفلك إلى تقويم سلوكي أم إلى تقبّل؟

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo