header-banner
أم

لماذا نشعر بالذنب حين نستمتع من دون أطفالنا؟

أمومة
إيمان بونقطة
26 أغسطس 2025,8:00 ص

في لحظة ما، تجد الأم نفسها تحت أشعة الشمس في مقهى هادئ، أو على شاطئ البحر، أو حتى في جلسة استرخاء قصيرة مع صديقاتها، وفجأة، يمر شبح الشعور بالذنب.

كيف يمكنني أن أستمتع بينما أطفالي في مكان آخر؟ هل أنا أم صالحة إن قضيت وقتًا لنفسي؟

هذا الشعور ليس غريبًا ولا نادرًا، بل هو تجربة شائعة بين الأمهات، تعكس تداخلاً عميقًا بين الحب، والمسؤولية، وصورة "الأم المثالية" التي ترسخت في الوعي الجمعي لسنوات.

بين التوقعات المجتمعية والاحتياجات الشخصية

b196b708-cb78-422b-bcca-8d07bdba0215

في كثير من الثقافات، لا سيما في المجتمعات العربية، تُصوّر الأمومة على أنها تفرّغ كامل وتضحية لا متناهية.

أي خطوة خارج هذا الإطار تُقابل أحيانًا بتساؤلات أو نظرات نقد. هذه التوقعات غير المنطوقة تزرع في الأمهات شعورًا داخليًا بأن الاستمتاع الفردي لا يتماشى مع “المثالية” المفترضة، وأن الوقت الذي يُقضى بعيدًا عن الأبناء هو نوع من الإهمال أو الأنانية.

هل الشعور بالذنب انعكاس للحب؟

من الطبيعي أن ترتبط الأم عاطفيًا بأبنائها إلى درجة تجعلها تفكر فيهم طوال الوقت. وهذا لا يعني أن شعورها بالذنب غير مبرر، لكنه في أحيان كثيرة نابع من الحب والارتباط، أكثر من كونه دليلًا على تقصير فعلي.

بل إن وجود هذا الإحساس قد يعكس وعيًا عاليًا بأهمية الدور التربوي، وحرصًا على التوازن بين العطاء والغياب.

أخبار ذات صلة

6 نصائح لكل أم عاملة تشعر بالذنب تجاه أطفالها

6 نصائح لكل أم عاملة تشعر بالذنب تجاه أطفالها

متى يصبح هذا الشعور عبئًا نفسيًا؟

المشكلة لا تكمن في الشعور بالذنب بحد ذاته، بل في ما إذا كان يقيّد حياة الأم، ويمنعها من العناية بنفسها، أو يزرع بداخلها إحساسًا دائمًا بالتقصير. فالأم التي لا تسمح لنفسها بالتنفّس قد تصل إلى الإرهاق، وربما تفقد شغفها وسكينتها الداخلية؛ ما ينعكس على تعاملها مع أطفالها.

الأم السعيدة تصنع أطفالًا سعداء

الراحة، والضحك، واللحظات الخاصة ليست ترفًا للأم، بل هي ضرورية. حين تمنح الأم نفسها مساحة للهدوء والاستجمام، فإنها تعود أكثر توازنًا، وصبرًا، ودفئًا. هذه الحقيقة مدعومة بأبحاث علمية، تؤكد أن الصحة النفسية للأم تؤثر بشكل مباشر على النمو العاطفي والسلوكي لأطفالها.

كيف نتعامل مع هذا الشعور بوعي؟

  • الاعتراف بالمشاعر دون جلد الذات: لا بأس أن نشعر بالذنب أحيانًا، المهم ألا نُضخّمه أو نحاكم أنفسنا بقسوة.
  • فهم أن الانفصال المؤقت لا يعني غياب الحب: دقائق أو ساعات من الاستمتاع لا تُلغي سنوات من الحنان والرعاية.
  • إعادة تعريف الأمومة: لست مطالبة بأن تكوني “الأم الخارقة” في كل لحظة.
  • القوة أحيانًا تكمن في التوازن، لا في الاستنزاف.
  • الحديث مع أمهات أخريات: مشاركة هذه المشاعر تكشف عن تشابه التجارب وتخفف من ثقل الشعور بالذنب.

 

ليس من الخطأ أن تستمتعي بوقتك بعيدًا عن أطفالك، بل هو حق إنساني، وركن من أركان الرعاية الذاتية. مشاعر الذنب طبيعية، لكن لا تدعيها تسلبك لحظاتك الخاصة.

الأمومة ليست نكرانًا للذات، بل رحلة حبٍ وتوازنٍ ووعي. وكلما منحتِ نفسك لحظة راحة، كلما عدتِ لأطفالك بقلب أكثر امتلاءً، وابتسامة أكثر صدقًا.

أخبار ذات صلة

الفرق بين حدس الأمومة والقلق على الأطفال

الفرق بين حدس الأمومة والقلق على الأطفال

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo