قد تكون المربية أكبر مساعد لكِ حين تكونين خارج المنزل، ترافق طفلك، وتشاركك مسؤولية رعايته.
لكن، في بعض الحالات المؤسفة، قد لا تكون الأيدي التي نأتمنها ناعمة كما تبدو، بل قد تخفي خلف ابتسامتها سلوكًا عنيفًا يترك أثره في نفسية الطفل دون أن يُرى بسهولة.
فكيف تكتشفين العلامات المبكرة على أن المربية تُعنّف طفلك؟ ومتى يصبح التدخل ضرورة لا خيارًا؟
كيف تعرفين أن المربية تعنّف طفلك؟
ما المقصود بالعنف؟
العنف لا يقتصر على الضرب أو الإيذاء الجسدي، بل يشمل أشكالًا متعددة مثل:
- العنف اللفظي: الصراخ، الشتائم، التقليل من شأن الطفل أو سبه.
- العنف العاطفي: التجاهل، التهديد، التخويف، أو منع الطفل من التعبير عن نفسه.
- العنف الجسدي: الضرب، الهزّ، الدفع، أو التعامل بقسوة خلال العناية اليومية.
- الإهمال: عدم تلبية احتياجات الطفل الأساسية من طعام، نظافة، راحة أو أمان.
دلائل تشير إلى احتمال تعرّض الطفل للعنف
1. تغيرات سلوكية مفاجئة
- يصبح الطفل منطويًا أو عدوانيًا.
- يبكي دون سبب واضح، خاصة بعد العودة من الحضانة أو بعد وقت مع المربية.
- يخاف من البقاء بمفرده مع المربية أو يرفض الاقتراب منها.
- يعاني من نوبات غضب أو قلق ليلية أو صعوبات النوم.
2. دلائل جسدية متكررة
- ظهور كدمات أو خدوش لا تفسير واضح لها.
- احمرار في مناطق حساسة أو تورم.
- المربية تبرر الإصابات المتكررة بأعذار غير منطقية أو متكررة.
3. علامات نفسية دقيقة
- الطفل يتبول لا إراديًا بعد أن كان متحكمًا.
- يرتعب من أصوات الصراخ أو عند رفع الصوت.
- يستخدم ألفاظًا جارحة أو قاسية ليست من بيئة المنزل.
4. سلوك المربية نفسها
- تتجنب التواصل معك أو تبدو في حالة دفاع دائم.
- تُبدي نفاد صبر سريع أمام الطفل.
- ترفض ترك الطفل بمفرده معك، أو تحاول السيطرة الكاملة على وقتكما معًا.
- لا تشاركك التفاصيل اليومية حول أنشطة الطفل، أو تتحدث عنه بسلبية.
كيف تتصرفين إذا شككتِ في تعرض طفلك للعنف؟
1. استمعي جيدًا
افتحي مساحة آمنة لطفلك للتحدث. لا تسأليه بطريقة تحقيق، بل كوني هادئة وطمأنيه أنكِ بجانبه دائمًا. استخدمي أسئلة مفتوحة مثل:
- كيف كان يومك؟
- ما أكثر شيء أزعجك اليوم؟
2. راقبي وسجّلي
دوّني التواريخ والأعراض والملاحظات، وراقبي تكرارها. هذه التفاصيل قد تكون ضرورية لاحقًا سواء لاتخاذ قرار أو حتى للإجراءات القانونية.
3. استخدمي كاميرا مراقبة
في بلدان تسمح بذلك قانونيًا، يمكن تركيب كاميرات لمراقبة التفاعل بين الطفل والمربية، بشرط الالتزام بضوابط الخصوصية.
4. استشيري أخصائيًا نفسيًا
إذا لاحظتِ تغيرات سلوكية مستمرة، استشارة مختص قد تساعد في تقييم مدى الأثر النفسي، وتشخيص ما إذا كان هناك عنف فعلي.
5. اتخذي قرارك بسرعة وهدوء
إذا ثبت شكّك، أزيلي المربية فورًا من حياة الطفل، مع شرح مبسط له بحسب عمره، واطلبي الدعم العاطفي من محيطك، وركزي على استعادة الأمان النفسي لطفلك.
كيف تحمين طفلك منذ البداية؟
- اختاري المربية بعناية: استعيني بمصادر موثوقة، واطلبي مقابلة شخصية طويلة، واسألي أسئلة عميقة عن طرقها التربوية.
- تحدثي مع طفلك يوميًا عن تفاصيل يومه، واسأليه عن مشاعره.
- شجعيه على التعبير عن أي شيء يزعجه دون خوف من العقاب.
- حددي قواعد واضحة مع المربية من البداية، ولا تترددي في المتابعة اليومية.
طفلك لا يملك أدوات الحماية مثل البالغين، لكنه يملك إشارات صغيرة تستحق الإصغاء. لا تهملي حدسكِ كأم، ولا تنتظري الأدلة الواضحة دائمًا. فالعنف النفسي قد يترك ندوبًا لا تُرى، لكنها تؤثر لسنوات. كوني صوته، وكوني ملاذه الأول.