قد تواجه بعض الأمهات صباحات عصيبة عندما يرفض طفلها ارتداء الزي المدرسي أو يذرف الدموع أمام باب البيت معلناً رفضه الذهاب إلى المدرسة.
هذا الموقف يربك الأهل، ويثير لديهم القلق من أن تكون وراء هذا السلوك مشكلة أعمق تتجاوز مجرد "دلال" أو "عناد" عابر.
رفض المدرسة قد يحدث في مراحل عمرية مختلفة، لكن أسبابه غالباً ما تكون مرتبطة بالجانب النفسي أو الاجتماعي للطفل.
فهم هذه الأسباب والتعامل معها بهدوء هو المفتاح لتجاوز الأزمة دون أن تترك أثراً سلبياً على نفسية الطفل أو على علاقته بالتعلم.
إليك بعض أبرز الأسباب المحتملة، التي تجعل طفلك يرفض الذهاب إلى المدرسة:
خصوصاً في السنوات الأولى من الدراسة، قد يشعر الطفل بقلق شديد عند الانفصال عن والديه، فيرفض الذهاب ببساطة لأنه يخاف أن يُترك وحيداً.
إذا كان الطفل يواجه صعوبة في تكوين صداقات، أو يتعرض لمضايقات من زملائه، فإن المدرسة تتحول بالنسبة له إلى مكان مهدِّد.
قد يكون الرفض محاولة للهروب من الإحراج بسبب عدم قدرته على مجاراة أقرانه في الدروس أو أداء الواجبات.
أسلوب المعلم الصارم أو فقدان التواصل الإيجابي قد يجعل الطفل ينفر من الحصص ويقاوم الذهاب.
إليك خطوات عملية للتعامل مع رفض الطفل المدرسة:
بدلاً من الغضب أو الضغط، استمعي لطفلك وحاولي فهم مشاعره الحقيقية. أحياناً مجرد التعبير عن الخوف يقلل من حدته.
في حال كان السبب هو القلق من البعد عنك، جربي ترك الطفل فترات قصيرة أولاً، ثم زيدي الوقت تدريجياً حتى يطمئن.
من المهم الحديث مع المعلمين والإدارة لمعرفة ما إذا كان هناك سبب محدد داخل الصف أو بين الزملاء يستدعي التدخل.
ذكّري طفلك بالأنشطة التي يحبها في المدرسة، أو كافئيه عندما يذهب دون مقاومة.
أحياناً يتظاهر الأطفال بآلام جسدية للهروب من المدرسة، لكن من المهم استبعاد وجود مرض فعلي.
إذا استمر رفض الطفل للذهاب رغم محاولاتك، أو ظهرت عليه أعراض قلق شديدة مثل الأرق، فقدان الشهية، أو نوبات بكاء متكررة، يُستحسن طلب مساعدة أخصائي نفسي للأطفال. التدخل المبكر يمنع تفاقم المشكلة ويعيد للطفل شعوره بالأمان.
رفض الذهاب إلى المدرسة ليس مجرد "عناد"، بل رسالة من الطفل تحتاج إلى من يصغي إليها. بالتفهم والصبر، وبالتعاون مع المدرسة، يمكن تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه وبأسرته. المدرسة يجب أن تبقى بيئة آمنة ومحفزة، لا مصدراً للقلق والخوف.