header-banner
طفل في المدرسة

طفلي لا يشارك في الصف.. ماذا أفعل؟

أمومة
إيمان بونقطة
8 سبتمبر 2025,8:00 ص

في مقال نشرته كلير ليرنر (Claire Lerner, LCSW-C) على موقع Psychology Today، استعرضت الكاتبة واحدة من أبرز التحديات التي يواجهها الأهل مع أطفالهم في سنوات الدراسة الأولى: رفض التعاون في المدرسة. وهي مشكلة شائعة قد تثير القلق والحيرة، خصوصًا عندما يرفض الطفل الانخراط في أنشطة صفية أو أداء واجباته، رغم إدراك الأهل والمعلمين لقدراته.

هذا الرفض لا يعني أن الطفل عنيد بطبيعته أو أنه "لا يريد التعلم"، بل هو تعبير عن مشاعر داخلية معقدة، مثل الخوف من الفشل، القلق من التقييم أمام الآخرين، أو التمسك بمنطقة الراحة.

والأهم أن محاولات الضغط أو الإقناع المباشر غالبًا ما تأتي بنتائج عكسية، فتزيد من مقاومة الطفل بدلاً من أن تشجعه.

دور الأهل ليس السيطرة بل التوجيه

4fedf19f-14de-48a4-ac7c-021d1f50496d

تشير ليرنر إلى أن الأهل لا يستطيعون إجبار الطفل على القيام بما لا يريد؛ فالطفل وحده يملك السيطرة على جسده وأفعاله. لكن دور الأهل محوري في كيفية إدارة الموقف: من خلال وضع توقعات واضحة، وحدود ثابتة، وتقديم الدعم المناسب الذي يساعد الطفل على تجاوز العقبات خطوة بخطوة.

مبدأ "توقعات عالية مع دعم عالٍ"

المنهج الأكثر فاعلية يقوم على مبدأ "توقعات عالية مع دعم عالٍ"، أي أن الطفل يُدرك أن هناك قواعد لا مجال للتفاوض حولها (مثل المشاركة في الأنشطة الصفية أو الالتزام بالواجبات)، لكنه يحصل في الوقت ذاته على حرية الاختيار في كيفية تنفيذ هذه القواعد.

على سبيل المثال:

إذا كان على الطفل حضور حصة الرياضة، يمكنه أن يختار بين المشاركة الفعلية أو القيام بدور المراقب وتسجيل ملاحظات في دفتر مخصص.

في حالة تقديم عرض مدرسي، يمكن أن يختار بين التحدث أمام زملائه مباشرة أو إعداد فيديو قصير يُعرض على الصف.

بهذه الطريقة، يتم احترام مشاعر الطفل وتقديم بدائل تمنحه إحساسًا بالسيطرة، من دون التخلي عن القواعد الأساسية.

أخبار ذات صلة

الأسباب التي تدفع الطفل لرفض المدرسة

الأسباب التي تدفع الطفل لرفض المدرسة

أهمية العواقب الطبيعية

جزء مهم من هذا النهج هو تطبيق ما يسمى بالعواقب الطبيعية. فإذا رفض الطفل الانتقال إلى الصف المخصص له، فلن يتم نقل المواد إليه كما كان يحدث سابقًا، بل سيكون عليه تعويض العمل في وقت لاحق، سواء في البيت أو أثناء وقت اللعب. هذه العواقب ليست عقابًا، بل وسيلة لمساعدة الطفل على فهم أن لكل قرار تبعات، وأن الالتزام يخفف من الضغوط المستقبلية.

دعم عاطفي مستمر

كل هذا يجب أن يتم في إطار من الدعم والتشجيع الدائمين، من دون توبيخ أو سخرية أو إشعار الطفل بأنه "فاشل". بل على العكس، يُشجع على كل خطوة إيجابية صغيرة ينجح في اتخاذها. بهذا الأسلوب، يتعلّم الطفل أن مواجهة المواقف الصعبة ممكنة، وأنه قادر على التكيف والنمو.


رفض الطفل التعاون في المدرسة ليس نهاية الطريق، بل فرصة لتعلّم مهارات حياتية بالغة الأهمية: الالتزام، المرونة، وتحمل المسؤولية. وكما أكدت كلير ليرنر، فإن النجاح يكمن في الجمع بين وضوح التوقعات وقوة الدعم، وهي وصفة تمنح الطفل الثقة لمواجهة تحدياته، والأهل راحة البال في رحلتهم التربوية.

أخبار ذات صلة

استراتيجيات مفيدة للعودة إلى المدرسة

استراتيجيات مفيدة للعودة إلى المدرسة

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo