سرطان عنق الرحم.. الأعراض المبكرة وطرق الوقاية والآثار الجانبية للعلاج

صحة ورشاقة
رقية عنتر
25 مايو 2024,10:31 م

سنويًّا، تقع نحو 660 ألف سيدة ضحية جديدة لمرض سرطان عنق الرحم، أحد الأورام الخطيرة التي تصيب النساء؛ إذ يحتل المرتبة الرابعة بين أكثر السرطانات انتشارًا بين "الجنس الناعم" على مستوى العالم.

 

ليس هذا فحسب، بل ويقتل منهنّ نحو 350 ألفًا، وفقًا لآخر أرقام أعلنتها منظمة الصحة العالمية.

 

سرطان عنق الرحم هو نمو خلايا غير طبيعية في بطانة عنق الرحم، والنوع الأكثر شيوعًا هو سرطان الخلايا الحرشفية بإجمالي 70% من الحالات، بينما يعد السرطان الغدي أقل شيوعًا (25% من الحالات) ويصعب تشخيصه؛ لأنه يبدأ في أعلى عنق الرحم.

 

يحدث سرطان عنق الرحم بسبب العدوى المستمرة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، كما أن ضحايا فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أكثر عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 6 مرات مقارنة بغير المصابات بالفيروس.

 

أعراض سرطان عنق الرحم

 

كشف موقع cancer أنه نادرًا ما تسبب التغيرات السرطانية في خلايا عنق الرحم أعراضًا، معتبرًا أن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت هناك خلايا غير طبيعية قد تتطور إلى سرطان هي إجراء اختبار فحص عنق الرحم.

 

أخبار ذات صلة

نصائح تقي من سرطان عنق الرحم

 

 

وأوضح أنه حال تطورت التغيرات المبكرة في الخلايا إلى سرطان عنق الرحم، فإن العلامات الأكثر شيوعًا تشمل:

 

- النزيف المهبلي بين الدورات الشهرية

 

- نزيف الحيض يكون أطول أو أثقل من المعتاد

 

- الألم أثناء الجماع

 

- النزيف بعد الجماع

 

- آلام الحوض

 

- تغير في الإفرازات المهبلية، مثل زيادتها أو يكون لها لون أو رائحة قوية

 

- النزيف المهبلي بعد انقطاع الطمث

 

0e08a415-8b63-4e58-b0f8-d612e6f4cb32

 

أسباب سرطان عنق الرحم

 

عددت جمعية السرطان الأمريكية الأسباب الرئيسة لسرطان عنق الرحم وعوامل الخطر التي تزيد فرص الإصابة به، وتشمل:

 

- فيروسات الورم الحليمي البشري (HPV): مجموعة تضم أكثر من 150 فيروسًا، وبعض الأنواع ذات صلة وثيقة بالسرطان.

 

- العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية: هذا هو الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز، إذ يضعف جهاز المناعة، ويعرض الأشخاص لخطر أكبر للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.

 

- التدخين والتدخين السلبي: النساء المدخنات أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم بمقدار الضعف مقارنة بمن لم تدخن.

 

- عدوى الكلاميديا: نوع شائع نسبيًّا من البكتيريا التي تصيب الجهاز التناسلي، وتنتشر عن طريق الاتصال الجنسي.

 

- الاستخدام طويل الأمد لحبوب منع الحمل: هناك أدلة على أن تناول وسائل منع الحمل عن طريق الفم (OCs) لفترة طويلة يزيد خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.

 

- تكرار حالات الحمل: العلاقة بين سرطان عنق الرحم والحمل قوية؛ إذ تكون النساء اللاتي تعرضن لثلاث حالات حمل أكثر عرضة للإصابة بالمرض، ويعتقد أن هذا ربما يرجع إلى زيادة التعرض لعدوى فيروس الورم الحليمي البشري أثناء النشاط الجنسي.

 

- صغر السن عند أول حمل: النساء اللاتي كن أصغر من 20 عامًا عند الحمل لأول مرة أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم في وقت لاحق من حياتهن، مقارنة بالنساء اللاتي انتظرن الحمل حتى بلغن 25 عامًا أو أكثر.

 

- اتباع نظام غذائي منخفض في الفواكه والخضراوات: قد تكون النساء اللاتي لا تتضمن وجباتهن الغذائية ما يكفي من الفواكه والخضراوات أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم.

 

- وجود تاريخ عائلي: قد ينتشر سرطان عنق الرحم في بعض العائلات؛ لذا إذا كانت والدتك أو أختك مصابة بسرطان عنق الرحم، فإن فرص إصابتك بالمرض أعلى مما لو لم يكن أحد في العائلة مصابًا به.

 

 تشخيص سرطان عنق الرحم

 

3d89f6f4-cb3b-4209-967d-7b4f44b46e77

 

أوضح موقع "Cancer Council" أن أعراض سرطان الرحم تشبه تلك الناجمة عن حالات مرضية أخرى؛ لذا على من تعاني من أي منها الخضوع للفحص الطبي.

 

وذكر أنه إذا كانت نتائج الفحص الطبي تشير إلى أن لدى المريض أعراض السرطان، فستتم إحالتها لإجراء المزيد من اختبارات تشخيص سرطان عنق الرحم، وهي:

 

1- التنظير المهبلي مع الخزعة: هدفه تحديد مكان وجود الخلايا غير الطبيعية في عنق الرحم عبر إدخال منظار في المهبل، وإذا حدد الطبيب أي مناطق مشبوهة، فعادة ما يأخذ عينة من الأنسجة (خزعة) من سطح عنق الرحم لفحصها تحت المجهر من قبل أخصائي علم الأمراض.

 

2- استئصال حلقة كبيرة لمنطقة التحول (LLETZ) أو خزعة مخروطية: إذا أظهر أي من الاختبارات تغيرات في الخلايا السابقة للتسرطن، فقد يجري الطبيب هذه الخطوة، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لإزالة أنسجة عنق الرحم لفحصها وعلاج التغيرات السابقة للتسرطن في عنق الرحم. وعادة ما يتم ذلك تحت التخدير الموضعي.

 

بعد اكتشاف إصابتك بالمرض، قد تشعرين بالصدمة أو القلق أو الانزعاج أو الارتباك، وهذه كلها ردود عادية؛ لذا قدم الموقع نصائح بعد تشخيص سرطان عنق الرحم كالتالي:

 

- لا تخافي من طلب الدعم المهني والعاطفي. 

 

- فكري في الانضمام إلى مجموعة دعم مرضى السرطان. 

 

- تعلمي كيفية تجاهل "قصص الرعب" والنصائح غير المرغوب فيها. 

 

- من المهم أن تعيشي حياتك يوما بعد يوم، وتذكري أن كل يوم من المرجح أن يكون مختلفا. 

 

- يمكن أن تعمل العلاجات التكميلية جنبًا إلى جنب مع العلاجات الطبية، وقد ثبت أن بعضها يحسن نوعية الحياة، أو يقلل الألم.

 

مراحل سرطان عنق الرحم

 

أوضحت جمعية السرطان الكندية أن نظام التدريج الأكثر شيوعًا لسرطان عنق الرحم هو FIGO، الذي يتضمن 4 مراحل تكشف مدى انتشار الخلايا السرطانية، وبشكل عام كلما ارتفع رقم المرحلة زاد انتشار المرض.

 

المرض يبدأ في المرحلة 0 وهي غير مدرجة في نظام FIGO، وعبارة عن حالة سرطانية في عنق الرحم، وتسمى أيضًا السرطان اللابد، وتتضمن مراحل سرطان عنق الرحم ما يلي:

 

1- المرحلة 1: وتتضمن التصنيفات التالية:

 

- المرحلة 1 أ: الورم موجود في عنق الرحم ولا يمكن رؤيته إلا بالمجهر، ولا يزيد عمق الورم عن 5 ملم ولا يزيد عرضه عن 7 ملم.

 

- المرحلة 1A1: لا يزيد عمق الورم عن 3 مم ولا يزيد عرضه عن 7 مم.

 

- المرحلة 1A2: يبلغ حجم الورم أكثر من 3 مم، ولكن ليس أكثر من 5 مم عمقًا ولا يزيد عرضه عن 7 مم.

 

- المرحلة 1 ب: يوجد الورم في عنق الرحم ويمكن رؤيته بدون مجهر أو لا يمكن رؤية الورم إلا بالمجهر ولكنه أكبر من ورم المرحلة 1A.

 

- المرحلة 1B1: يبلغ حجم الورم أكثر من 5 ملم ولكن ليس أكثر من 2 سم في أوسع جزء منه.

 

- المرحلة 1B2: يبلغ حجم الورم أكثر من 2 سم ولكن ليس أكثر من 4 سم في أوسع جزء منه.

 

- المرحلة 1B3: يبلغ حجم الورم أكثر من 4 سم في أوسع جزء منه.

 

997cbbff-bf6e-4ed7-a97e-a2b96163b9af

 

2- المرحلة 2: وتتضمن التصنيفات التالية:

 

- المرحلة 2 أ: نما الورم خارج عنق الرحم والرحم، ولكنه لم ينمو إلى جدران الحوض أو إلى الجزء السفلي من المهبل. كما أنها لم تنمو إلى أنسجة بجوار عنق الرحم والرحم (تسمى البارامتريات).

 

- المرحلة 2A1: حجم الورم أقل من 4 سم في أوسع جزء منه.

 

- المرحلة 2A2: يبلغ حجم الورم أكثر من 4 سم في أوسع جزء منه.

 

- المرحلة 2 ب: نما الورم خارج عنق الرحم والرحم إلى الأنسجة المجاورة لعنق الرحم والرحم. لم ينمو الورم في جدران الحوض، أو في الجزء السفلي من المهبل.

 

3- المرحلة 3أ: وتتضمن التصنيفات الآتية:

 

- المرحلة 3أ: نما الورم إلى الجزء السفلي من المهبل ولكن ليس إلى جدران الحوض.

 

- المرحلة 3 ب: ينمو الورم في جدران الحوض، ويسد الحالب ويوقف الكلى عن العمل، أو انتشر السرطان إلى العقد الليمفاوية في الحوض.

 

4- المرحلة 4: وتتضمن التصنيفات التالية:

 

- المرحلة 4 أ: نما الورم إلى المثانة أو المستقيم أو خارج الحوض.

 

- المرحلة 4 ب: انتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم (يسمى ورم خبيث بعيد)، مثل العقد الليمفاوية خارج الحوض أو إلى الرئتين أو الكبد أو العظام. وهذا ما يسمى أيضًا بسرطان عنق الرحم النقيلي.

 

علاج سرطان عنق الرحم

 

وفقا لموقع cancer فإن العلاج يعتمد على مرحلة المرض، كالتالي:

 

- الحالات المبكرة وغير الضخمة (أقل من 4 سم): العلاج هو الجراحة، وفي بعض الأحيان يتم العلاج الكيميائي الإشعاعي بعد ذلك.

 

- إذا كان الورم صغيرًا: تكون الخزعة المخروطية كافية؛ في بعض الحالات يلزم استئصال الرحم.

 

- المرض المتقدم: يُسْتَخْدَم مزيج من العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي (سيسبلاتين).

 

- المرض النقيلي: يستخدم العلاج الكيميائي (البلاتين/فلورويوراسيل) أو الرعاية التلطيفية وحدها.

 

الوقاية من سرطان عنق الرحم

 

bb11050b-7ab3-455a-b02f-b0feb70e6141

 

نصحت منظمة الصحة العالمية باتباع التالي للوقاية من سرطان عنق الرحم:

 

- التطعيم: وسيلة فعالة للغاية للوقاية من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري المسبب الرئيسي للمرض، ويتم في سن 9-14 عامًا، وهناك 6 لقاحات متاحة عالميًّا جميعها تحمي من أنواع الفيروس بما في ذلك شديدة الخطورة.

 

- الفحص المبكر: يمكن للفحص بدءًا من سن 30 عامًا (25 عامًا لدى النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية) اكتشاف مرض عنق الرحم وعلاجه، وبالتالي منع الإصابة بسرطان عنق الرحم.

 

- تجنب التدخين أو التوقف عنه

 

- استخدام (اللولب): تشير بعض الأبحاث إلى أن النساء اللاتي استخدمن اللولب الرحمي (IUD) كان لديهن خطر أقل للإصابة بسرطان عنق الرحم، وفقا لجمعية السرطان الأمريكية.

 

ما هي نسبة نجاح علاج سرطان عنق الرحم؟

 

وفقا لموقع webmd فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمريضات سرطان عنق الرحم يقترب من 100% عند اكتشاف وعلاج التغيرات السرطانية السابقة أو المبكرة، وكشف أن معدل البقاء الإجمالي في جميع المراحل يبلغ 67% بعد 5 سنوات.

 

وأوضح الموقع المختص أن معدل البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان عموما يعتمد على المرحلة التي اكتشف فيها المرض وبدء رحلة العلاج، مشيرا إلى أن أولئك المصابون بالسرطان الموضعي (الذي لم ينتشر خارج عنق الرحم أو الرحم) لديهم معدل بقاء على قيد الحياة بنسبة 92٪ بعد 5 سنوات.

 

بينما أولئك الذين يعانون من السرطان في المرحلة الإقليمية (الذي انتشر خارج عنق الرحم والرحم إلى الأنسجة القريبة أو العقد الليمفاوية) لديهم معدل بقاء على قيد الحياة بنسبة 60٪، فيما يتمتع أولئك الذين يعانون من السرطان في مرحلة بعيدة (الذي انتشر إلى أعضاء أو أجزاء بعيدة من الجسم) لديهم فرصة للبقاء على قيد الحياة بنسبة 17٪.

 

ما هي الآثار الجانبية لعلاج سرطان عنق الرحم؟

 

تعاني بعض النساء من آثار جانبية قليلة جدًّا أثناء رحلة العلاج من سرطان عنق الرحم، بينما تواجه أخريات مضاعفات أكثر خطورة، سواء كان العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

 

ووفقا لموقع أبحاث السرطان في المملكة المتحدة تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لعلاج سرطان عنق الرحم ما يلي:

 

- غثيان

 

- تساقط الشعر

 

- إسهال

 

- تهيج الجلد

 

- التعب والشعور بالمرض

 

- فقدان الشهية

 

- تقرحات الفم

 

- زيادة احتمال الإصابة بالكدمات والعدوى

 

- التهاب المثانة

 

- تسرب البول (سلس البول)

 

- نزيف من المهبل

 

- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث المبكر

google-banner
foochia-logo