بعض الأشخاص لا يكتفون بإدارة حياتهم الخاصة، بل يشعرون بالحاجة للسيطرة على تفاصيل حياة الآخرين أيضًا. يضعون القواعد، ويتدخّلون في كل كبيرة وصغيرة، ولا يتحملون فكرة أن تسير الأمور بغير طريقتهم. قد لا يعبّرون عن ذلك دائمًا بصوت عالٍ، لكن تصرفاتهم تكشف الكثير.
إن كنت تشعر في علاقتك مع أحدهم بأنك دائمًا تحت المراقبة، أو أنك مجرّد منفّذ لتعليماتهم، فقد تكون في مواجهة مع شخصية مُتحكّمة، وهو نمط نفسي معروف يميل أصحابه إلى فرض السيطرة خوفًا من الفوضى أو الشعور بالعجز.
إليك 5 علامات واضحة تساعدك على تمييز هذا النمط السلوكي:
من أبرز ما يميز الشخصية المُتحكّمة هو التمسك المطلق بالصواب. حتى في المواقف البسيطة، يرفضون الاعتراف بأنهم ارتكبوا خطأ، لأن ذلك يهدد صورتهم التي يحاولون الحفاظ عليها أمام أنفسهم والآخرين.
هذا الإنكار ليس ناتجًا عن غطرسة فقط، بل عن خوف داخلي من فقدان الهيبة أو أن يُستخدم اعترافهم ضدهم لاحقًا.
سواء تعلّق الأمر بطريقة نطق كلمة، أو رواية لحادثة قديمة، أو حتى اختيارك لطعامك، ستجد هذا النوع من الأشخاص دائم التصحيح والتدخّل.
ورغم أن نواياهم قد تبدو "توجيهية"، إلا أن الرغبة في السيطرة هي المحرك الحقيقي خلف سلوكهم، وكأنهم يسعون لجعل كل شيء "على طريقتهم" فقط.
الحوار معهم يتحول بسرعة إلى ساحة معركة فكرية. لا يهتمون بسماع وجهات النظر الأخرى بقدر حرصهم على أن تكون لهم الكلمة الأخيرة.
يريدون أن يُثبتوا دومًا أنهم الأكثر عقلانية أو خبرة أو حنكة. وهذا النوع من الجدال المستمر يُنهك العلاقات ويُفقدها مرونتها وتلقائيتها.
الشخصية المُتحكّمة لا ترى العالم إلا من خلال نظرة صارمة وثنائية: صواب أو خطأ، مقبول أو مرفوض.
لذلك تجدهم كثيري الحكم على الآخرين، بدءًا من أسلوبهم في اللباس أو الحديث، وصولًا إلى قراراتهم الحياتية.
هم يعتبرون أنفسهم مرجعًا للصواب، ويشعرون بأن عليهم "تقويم" من حولهم.
قد تكتشف الكثير عن هذا النمط من الشخصية أثناء رحلة بالسيارة. الشخصية المُتحكّمة غالبًا ما تعاني من نفاد صبر شديد أثناء القيادة، تنتقد السائقين الآخرين، وتستخدم ألفاظًا قاسية، وكأن الشارع بأكمله يجب أن يعمل وفق معاييرهم الخاصة.
هذا الغضب لا يرتبط فقط بالمرور، بل يُعبّر عن رفض داخلي لفكرة أن هناك أمورًا لا يمكنهم التحكّم بها.
التعامل مع شخص مُتحكّم قد يُشعرك بالضغط والإرهاق، لكنه لا يعني بالضرورة أن هذا الشخص سيئ أو نرجسي.
في كثير من الأحيان، يقف الخوف من الفوضى أو من فقدان السيطرة خلف هذا السلوك.
الفهم هو الخطوة الأولى، يليه الوعي بحقك في المساحة، والقدرة على وضع حدود تحمي راحتك النفسية دون افتعال صراعات لا ضرورة لها.