تمر معظم العلاقات بلحظات فتور، وقد يبدو أن الشغف اختفى أو أن الحب بدأ يتلاشى. لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن العلاقة وصلت إلى طريق مسدود.
في كثير من الأحيان، يمكن ترميم العلاقات وإعادة إشعال شرارتها إذا توفرت النية الصادقة والرغبة المتبادلة في إصلاح الأمور.
من المهم أن تتذكري: حتى أقوى العلاقات تمر بتحديات. لذا فإن بناء علاقة صحية وسعيدة يتطلب مجهودا مشتركًا، وهو ليس دائما بالأمر السهل، خاصة إذا تعرّضت الثقة للخيانة.
واعلمي أن المشكلات جزء من الحياة، وجزء من أي علاقة. والمفتاح هو ألا نبقى أسرى الماضي، بل أن نعمل معا لنبني علاقة ذات معنى.
فما الذي يمكن فعله عندما تتعرض العلاقة لضرر؟
إليكِ مجموعة من الخطوات العملية التي تساعدك في إعادة بناء ما تهدم، سواء كنتِ تحاولين التعافي من خيانة أو تقاومين التحديات اليومية لعلاقة بعيدة المسافة:
الاعتراف بالخطأ بمحبة يفتح بابا لإعادة بناء الثقة، لذا أظهري له تعاطفك واهتمامك، لأن الانشغال بندمك لن يفيدكما، بدلا من الاستغراق في الشعور بالذنب، ركزي على تعويض الألم بمزيد من الرعاية والاهتمام الصادق.
امنحيه فرصة لاستعادة ثقته بكِ لأن الثقة لا تعود بكلمات فقط، بل بإعطاء الطرف الآخر الفرصة لرؤية التغيير. المهم أن يكون هناك استعداد منكِ لسماع احتياجاته، ومنحه الوقت ليشفى.
مارسي الصراحة وتحدثي بصدق تام عن مشاعرك، حتى تلك التي تبدو غير منطقية أو سخيفة.
وإذا كنتِ أنتِ من كسرتِ الثقة، اسألي نفسك بصدق: لماذا فعلتِ ما فعلتِ؟ هل كان هروبا من واقع مؤلم؟ أم لحظة ضعف؟ الوضوح مع الذات أول خطوة للتغيير.
استعيني بمستشار علاقات، لأنه عندما يتصدع أساس الثقة، قد يفيدكما التحدث إلى مستشار علاقات أو معالج نفسي مختص، ليساعدكما على تجاوز الأزمة بشكل صحي وبناء.
عندما تكونان في علاقة عن بُعد فإن البُعد الجسدي يفرض تحدياته، لكنه لا يعني بالضرورة برود المشاعر.
كذلك أنت في حاجة إلى أن تضبطي التوقعات من البداية، اجلسي مع شريكك وتحدثا بصراحة عن حدود العلاقة، مفهوم الالتزام، وما يُريح أو يزعج كل منكما.
احرصي على زيارات مجدولة، لأن وجود زيارات مخططة يعزز الشعور بالأمان ويمنح العلاقة دفعة عاطفية قوية. حتى لو كانت متباعدة، فكرة "نحن سنلتقي قريبًا" تصنع فارقا كبيرا.
اعتمدي "جلسة مصارحة" كعادة أسبوعية، اتفقي مع شريكك على وقت محدد لمناقشة الأمور العالقة كالمصاريف، العلاقة، أو الخلافات المتكررة. هذا يُخفف التوتر ويمنع تفجّر المشاكل.
تعلمي فنّ التنازل من دون إلغاء ذاتك، إذ إن التعايش يتطلب مرونة. حاولي تلبية احتياجات شريكك، دون أن تتخلي عن احتياجاتك أنتِ. بإمكانكما الاتفاق على أوقات خاصة لكل منكما للاسترخاء، مثلا أن يخرج أحدكما مع أصدقائه في يوم محدد.
حافظي على صداقاتك والتواصل مع صديقاتك لأنه ينعكس إيجابيا على حالتك النفسية، ويمنحكِ توازنا ضروريًا لصحة العلاقة.
لا تربطي الحب فقط بالرومانسية لأن العلاقة العميقة لا تحتاج دائما لورود ومفاجآت. الاستمتاع بشخصية شريكك كما هو، واحترامه كفرد، له قيمة لا تُقدّر بثمن.
اختاري كلماتك بذكاء، بعد أن تهدأ الأعصاب، افتحي مجالا للتحدث بصراحة. وعبّري عن مشاعرك لا اتهاماتك، بدلا من قول "أنت جرحتني"، قولي: "شعرت بالألم عندما حدث كذا، وأحتاج أن…".
الاستماع الحقيقي لا يعني انتظار دورك للكلام، بل فهم ما يُقال من دون تحضير ردّ مضاد.
انظري إلى العلاقة وكأنها بداية جديدة. هذا يمنحكما فرصة لتحديد قواعد صحية وبناء جسر جديد، لا مجرد إصلاح جدار مهترئ. واشكريه على التفاصيل الصغيرة فكلمة "شكرًا" لها وقع سحري، لا تبخلي بها حتى على أبسط تصرفات اللطف.
ولا تنسيا تجديد لحظات المرح وافتحي الباب للتجارب الجديدة، أو جربا لعبة قديمة، احضرا ورشة عمل قصيرة، أو اذهبا إلى معرض لا تعرفان عنه شيئا. المرح يعيد الروح للعلاقة.
وتذكّري دائما أن العلاقة الصحية لا تعني المثالية، بل تعني الأمان، الاحترام، والتطور معا.