لا تُخفى على أحد التحديات التي تواجهها الكثير من النساء في علاقاتهن مع والدة الزوج، والتي قد تتحول من علاقة يُفترض أن تكون داعمة ومؤازرة، إلى ساحة توتر وتنافس.
هذا الصراع، وإن بدا في ظاهره شخصيّا أو متعلقا بشخصيات متضادة، إلا أن علم النفس الاجتماعي وعلم تطور السلوك الإنساني يقدمان رؤى أعمق حول جذور هذا التوتر.
إليك الأسباب التي قد تجعل حماتك لا تحبك، وربما تختلق المشكلات معك:
في كثير من الأحيان، لا تكون الزوجة هي الشريكة التي كانت والدة الزوج تأملها لابنها. الأهل يميلون إلى تفضيل صفات تختلف عن تلك التي ينجذب إليها الأبناء عند اختيار شركائهم.
فبينما يبحث الأبناء عن الجاذبية أو الذكاء أو الحضور المرح، يبحث الأهل غالبًا عن خلفية عائلية جيدة، واستقرار مالي، وتشابه ثقافي أو ديني. هذا التباين في التوقعات قد يزرع بذور التوتر من البداية.
من منظور تطوري، قد تشعر الحماة (دون وعي منها) بالتهديد إذا كانت الزوجة أكثر جاذبية من ابنها.
الدراسات أظهرت أن النساء الجميلات قد يشعرن بعدم الرضا في العلاقة أو يبحثن عن بدائل، في حين قد يتردد الرجال الجذابون في الالتزام بالعلاقة طويلة الأمد.
هذه الفرضيات قد تدفع بعض الأمهات إلى التشكيك في نوايا زوجة الابن دون أسباب واضحة.
رغم أن معظم الأمهات يتمنين لأبنائهن الاستقرار، إلا أنهن قد يُظهرن سلوكا معاكسا لذلك بسبب دوافع لا شعورية.
فوفقا لنظرية الاستراتيجيات الجنسية، قد تتصادم رغبة الأم في “حماية نسلها” مع شريكة حياة الابن، خاصة إذا شعرت أن هذه الشريكة ستحدّ من حرية الابن أو استقلاليته أو تؤثر على علاقته بها.
في الماضي، كانت المنافسة بين النساء داخل العائلة على الموارد (كالغذاء والدعم) تؤثر على فرص بقاء الأطفال.
ورغم تغير الزمن، قد تبقى آثار هذه المنافسة قائمة. تشعر بعض الحموات أنها فقدت مكانتها الأولى في حياة ابنها، فتدخل في صراع غير مباشر مع زوجته للحصول على الاهتمام، ما يؤدي إلى سوء فهم وتوتر دائم.
علاقة الزوجة مع والدة الزوج قد تمر باضطرابات، لكن فهم الخلفيات النفسية والاجتماعية لهذا التوتر قد يُسهم في تخفيف حدّته. بالاحترام، والمرونة، والحزم في الوقت ذاته، يمكن لهذه العلاقة أن تتحوّل من عبء إلى علاقة داعمة وغنية للطرفين.