سماع كلمة "أحبك" من الشريك ليس مجرّد لحظة عاطفية، بل هي إعلان ضمني عن التزام عاطفي ورغبة في الاستمرار.
ومع ذلك، قد تمرّ العلاقة بمراحل متقدمة من دون أن يُفصح الطرف الآخر عن مشاعره بهذه الكلمات الواضحة؛ ما يثير القلق والحيرة وربما الشكوك.
فلماذا يتردّد بعض الأشخاص في التعبير عن الحب؟ وهل الصمت يعني غياب المشاعر؟
في هذا المقال، نكشف لكِ 10 أسباب شائعة تدفع الشريك إلى تأخير هذه العبارة، بحسب ما يؤكده خبراء العلاقات العاطفية.
قد يكون شريككِ تعرّض لخذلان أو خيانة في علاقة سابقة؛ ما جعله أكثر حذرا في الإفصاح عن مشاعره. الخوف من تكرار الألم قد يدفعه إلى تأجيل الاعتراف بالحب كنوع من الحماية الذاتية.
البعض يتردد في قول "أحبك" إذا لم يكن واثقا تماما من مشاعر الطرف الآخر. الخوف من الرفض قد يجعله يتريّث، خاصة إن كان شخصا لا يُجيد المجازفة العاطفية.
حتى وإن كان يحبك فعلاً، فإن البعض يرى في التعبير عن الحب نوعا من الضعف؛ ما يجعله يؤجل الخطوة حتى يشعر بالأمان الكامل في العلاقة.
في بعض الأحيان، لا يكون السبب عاطفيا بل حياتي. مشاكل في العمل، أو قلق عائلي، أو توتر داخلي، كلها قد تستنزف طاقته النفسية، وتمنعه من الدخول في لحظة عاطفية صافية.
إذا لم تمضِ فترة طويلة على بدء العلاقة، فقد يرى أن قول "أحبك" الآن أمر مبكر أو متسرّع، خصوصا إن كان حريصا على بناء علاقة تنمو بشكل طبيعي من دون ضغوط.
ليس الجميع يصل إلى الحب في الوقت نفسه. قد تكونين وصلتِ إلى مرحلة الحب قبل شريككِ، وهو لا يزال في طور اكتشاف مشاعره وتقييمها.
البعض يصعب عليه الانخراط العاطفي الكامل، ربما بسبب تجارب سابقة أو نشأة لم تهيئه للتعبير عن مشاعره. هؤلاء يفضلون إخفاء ما يشعرون به بدلًا من المواجهة.
إذا كان شريككِ بطبعه هادئًا أو لا يُجيد التعبير بالكلمات، فقد يعجز عن قول "أحبك" رغم شعوره الحقيقي بها. هنا، لا بد من الصبر والتفهّم لطبيعة شخصيته.
قد لا يقولها بالكلمات، لكنه يُظهرها في أفعاله: الاهتمام اليومي، الهدايا الصغيرة، أو تخصيص وقت لكِ رغم انشغاله. بالنسبة له، هذه السلوكيات كافية لإيصال الرسالة.
رغم أن هذا الاحتمال مؤلم، لكنه وارد. إن لاحظتِ غياب أي مؤشر على الحب، سواء بالكلام أو الأفعال، فالأفضل مواجهة الأمر بشجاعة، وطرح الأسئلة الصريحة: "هل تشعر بما أشعر به؟" فالمماطلة قد تكون أكثر إيذاءً من الحقيقة.
إليكِ خطوات ذكية للتصرف في هذا الموقف من دون ضغط أو تصعيد:
هل يظهر اهتمامه بكِ؟ هل يسأل عنكِ، يستمع لكِ، يدعمكِ عاطفيا؟ أحيانا، بعض الأشخاص يعبرون عن الحب بالفعل أكثر من الكلمات.
فإن كان يحترمك ويقدّرك ويشاركك وقته وجهده، فربما هو يحبك بالفعل، لكنه لم يصل بعد لمرحلة التعبير اللفظي.
ليس كل من يتأخر في قول "أحبك" يعني أنه لا يحب. بعض الأشخاص لديهم مخاوف من الارتباط العاطفي، أو تأثروا بتجارب سابقة مؤلمة، أو ببساطة يحتاجون وقتًا أطول للتأكد من مشاعرهم.
هذا النوع من الأسئلة قد يشعره بالضغط، وربما يدفعه للرد بكلمات لا يشعر بها تماما فقط لإرضائك، وهذا آخر ما تريدينه. بدلاً من ذلك، يمكنك فتح موضوع أعم، كأن تقولي مثلًا:
"أحيانًا أفكر في كيف أن كل شخص يعبر عن مشاعره بطريقة مختلفة... هناك أشخاص يبوحون بسهولة، وهناك أشخاص يحبون بصمت."
هذه الجملة البسيطة تفتح الباب أمامه للكلام من دون أن يشعر بأنه تحت الاختبار.
إذا كنتِ تحسين أنك تحبينه فعلًا، لا بأس أن تعبّري عن ذلك بكلماتك الخاصة في الوقت الذي تشعرين فيه بالراحة. لا تقوليها انتظارًا لرد مماثل، بل قوليها لأنكِ صادقة. في كثير من الأحيان، سماع الشخص لمشاعر الآخر قد يساعده على التحرر من تردده.
إذا مر وقت طويل ولم تشعري بأن العلاقة تتقدم، أو لم تري إشارات واضحة على الالتزام أو النية الجادة، فمن المهم أن تسألي نفسك: "هل هذا النوع من العلاقة يناسبني؟ هل أقبل بعلاقة لا أشعر فيها بالأمان العاطفي؟"
المرأة بطبيعتها تشعر متى يكون الحب صادقا ومتى يكون فقط كلمات لطيفة تُقال. إن كنتِ تشعرين بأن هناك شيئا ناقصا رغم كل المظاهر، لا تتجاهلي ذلك الشعور.
الصمت لا يعني دائما الغياب، وقد يكون "أحبك" مؤجلة لا مفقودة. لكن إن شعرتِ بأن الانتظار طال من دون مبرر واضح، فالحوار الصادق هو أقوى ما يمكن أن يُنقذ العلاقة أو يُظهر لكِ حقيقة مشاعر الطرف الآخر.