في بيئة الحياة والعمل المزدحمة بالطلبات والمسؤوليات، تجد كثير من النساء أنفسهن محاصرات بالرغبة في تلبية احتياجات الجميع، حتى وإن كان ذلك على حساب وقتهن، طاقتهن، أو أولوياتهن الشخصية.
لكن الحقيقة أن قول كلمة "لا" ليس دليلاً على الأنانية أو قلة التعاون، بل هو مهارة أساسية لحماية حدودك والحفاظ على توازنك النفسي، إذا أُحسن استخدامها بأسلوب إيجابي يحافظ على العلاقات.
في هذا الموضوع سنعرض خطوات عملية تساعدك على إتقان فن الرفض الإيجابي من دون أن تجرحي مشاعر الآخرين أو تخلقي توتراً في العلاقات.
عندما تتضح لكِ أهدافك والتزاماتك، يصبح قرارك بالرفض أو القبول أكثر سهولة. فمثلاً، إذا كان طلب أحدهم سيؤثر على وقتك المخصص لعمل مهم أو لعائلتك، سيكون لديك سبب قوي لرفضه بثقة.
لا حاجة لشرح طويل أو أعذار غير واقعية. يكفي أن تعبري عن موقفك بهدوء ووضوح، مثل: أقدر عرضك، لكن لا أستطيع الالتزام في الوقت الحالي.
إن كان بإمكانك المساعدة بطريقة مختلفة، اطرحي البديل. على سبيل المثال:
لا أستطيع حضور الاجتماع، لكن يمكنني إرسال ملاحظاتي عبر البريد. هذا يظهر روح التعاون ويحافظ على العلاقة الإيجابية.
التأجيل يضعك تحت ضغط أكبر ويعطي الطرف الآخر أملاً زائفاً. حسم الموقف من البداية أفضل للطرفين، مع الحفاظ على الاحترام المتبادل.
رفض الطلب لا يعني رفض الشخص نفسه. أكدي على تقديرك للعلاقة، حتى وإن لم تستطيعي تلبية الطلب، مثل: أنا أقدرك جداً، لكن وقتي الحالي لا يسمح لي بذلك.
قد يبدو الأمر بسيطاً، لكن التدريب يخفف من شعورك بالحرج ويجعلك أكثر راحة عند مواجهة المواقف الحقيقية.
أنتِ لستِ ملزمة بقول "نعم" دائماً لإرضاء الجميع. الحفاظ على طاقتك ووقتك جزء من احترامك لذاتك.
الرفض الإيجابي مهارة تحتاج إلى وضوح داخلي، وذكاء في التواصل، ومراعاة لمشاعر الآخرين. ومع الوقت والممارسة، ستجدين أنك تستطيعين قول "لا" بثقة، من دون أن تكسري الجسور مع من حولك.