في لحظات معينة، قد نجد أنفسنا نبالغ في ردة الفعل أو نقول أشياء نندم عليها لاحقًا.
وغالبًا ما تكون هذه الانفعالات نتيجة ما يُعرف بـ"المحفزات العاطفية" وهي جروح قديمة لم تُشفَ بالكامل، تعود لتؤثر علينا حين نُواجه مواقف مشابهة لما تعرضنا له في الماضي، خصوصًا في الطفولة.
إليك خمس خطوات عملية لفهم هذه المحفزات العاطفية والسيطرة عليها:
إذا وجدت نفسك تتصرف بانفعال غير متناسب مع الموقف، كأن تصرخ، أو تعاقب بقسوة، أو تشعر بندم شديد بعد تصرف ما فهذه إشارة على أنك تعرضت لمحفز.
في هذه الخطوة، توقف قليلًا، وراقب مشاعرك وتصرفاتك من دون إصدار أحكام على نفسك.
ما الذي شعرت به حقًا؟ هل هو الغضب؟ الخوف؟ الرفض؟
غالبًا ما تكون هناك مشاعر أعمق من الظاهر. مثلًا، قد يبدو أنك غاضب، وفي العمق شعور بالخذلان أو التجاهل.
هل تذكّرك هذه المشاعر بمواقف معينة في طفولتك؟
ما الذي كنت تشعر به وأنت صغير في مواقف مشابهة؟
في كثير من الحالات، تكون المحفزات مرتبطة بتجارب لم تجد طريقها إلى المعالجة. تأمل في هذه المشاعر القديمة، وافهم كيف تشكلت بداخلك.
كل تجربة مؤلمة عشناها خاصة في طفولتنا تُنتج رواية داخلية أو اعتقادًا عن أنفسنا أو الآخرين. على سبيل المثال:
هذه الروايات غالبًا ما تكون غير صحيحة، لكنها ترسخت في اللاوعي وتتحكم في تصرفاتنا اليوم.
الخطوة الأخيرة هي أن تنظر إلى تلك الرواية بعيني الشخص البالغ الواعي، لا بعيني الطفل المتألم.
اسأل نفسك: هل ما أعتقده عن نفسي أو الآخرين لا يزال صحيحًا اليوم؟
في كثير من الحالات، ستكتشف أن هذه الروايات لم تعد تخدمك، وأنك لست مضطرًا لحملها أكثر.
عندما تبدأ بفهم روايتك الداخلية، وتعيد كتابتها من منطلق الوعي والنضج، ستكتشف أنك أكثر قدرة على السيطرة على انفعالاتك، وأن تلك المحفزات لم تعد تملك القوة نفسها.
التحكم في المحفزات العاطفية ليس أمرًا يحدث بين ليلة وضحاها. هو تمرين مستمر يتطلب الصبر والتأمل والوعي الذاتي. ومع كل لحظة وعي جديدة، تمنح نفسك فرصة للشفاء، وللعيش بطريقة أكثر هدوءًا واتزانًا.