header-banner
صديقة

حين تكونين حنونة أكثر من اللازم

تطوير الذات
إيمان بونقطة
18 أغسطس 2025,9:00 ص

الرقة والحنان من أجمل الصفات التي يمكن أن تتحلى بها المرأة، وخصوصًا في أدوارها اليومية كأم، زوجة، أو ابنة.

فهي منبع الاحتواء، وصوت الطمأنينة، واليد التي تُمسِك حين يتخلّى الآخرون.

لكن، هل من الممكن أن تتحول هذه الرقة المفرطة إلى عبء؟ وهل قد يؤدي الإفراط في اللين إلى نتائج عكسية تستهلك المرأة نفسيًا وعاطفيًا؟

في هذا المقال، نفتح نافذة على الجانب الخفي من الحنان الزائد، ونستعرض كيف يمكن للنوايا الطيبة أن تنقلب إلى استنزاف داخلي، وما الذي تحتاجه المرأة لتستعيد توازنها من جديد.

الحنان المفرط.. عندما تصبحين ملاذًا للجميع

47289847-aec2-48e3-9482-2c8928de9a2f

حين تكونين دائمًا المتاحة، المتفهمة، المستمعة، الحاضرة دون شروط... تبدأ الحدود بينك وبين الآخرين في التلاشي.

تتحولين إلى مصدر دعم لا ينضب، حتى لو كان ذلك على حساب راحتك، صحتك النفسية، أو حتى وقتك الخاص.

الطفل يعتاد ألا يسمع كلمة "لا"، الشريك يتوقع أن تتحملي دائمًا، والأصدقاء يطرقون بابك عند الحاجة فقط. كل ذلك يبدو في البداية كدليل على النبل، لكنه مع الوقت، قد يجعلك تشعرين بأنك غير مرئية.

علامات تدل على أن حنانك بدأ يُؤذيك

  • تشعرين بالإرهاق الدائم دون سبب واضح.
  • تجدين صعوبة في قول "لا" حتى عندما تكونين غير قادرة.
  • تتجنبين المواجهات خوفًا من جرح مشاعر الآخرين.
  • تُشعرك الطلبات المستمرة من حولك بالضغط بدل الامتنان.
  • تبدئين بالشعور بالذنب عندما تحاولين وضع حدود.

هذه العلامات ليست ضعفًا، بل تنبيه داخلي بأن ميزان العطاء لديك قد اختل، وبأن الوقت قد حان لإعادة النظر فيما تعطينه، وكيف تعطينه.

أخبار ذات صلة

لوم الذات يمنعك من تحقيق السعادة

لوم الذات يمنعك من تحقيق السعادة

لماذا نبالغ في الحنان أحيانًا؟

في كثير من الأحيان، تنبع الرقة الزائدة من الرغبة العميقة في القبول، أو الخوف من أن نُرفض إن لم نكن لطيفين دومًا.

وربما نشأنا في بيئة ربطت بين الحب والتضحية المطلقة، أو تعلّمنا منذ الصغر أن احتياجاتنا تأتي في المرتبة الأخيرة.

لكن المشكلة أن هذا النمط، مع مرور الوقت، يزرع داخلك شعورًا بالاستنزاف، ويجعل الآخرين يعتادون أن تكوني دائمًا "المُنقذة"، دون أن يسأل أحد عمّا تحتاجينه أنت.

متى يصبح الحنان عائقًا؟

  • الرقة تتحول إلى عبء حين تُستخدم كوسيلة لكبت نفسك.
  • حين تتنازلين عن احتياجاتك لتجنّب الخلاف.
  • حين تعتذرين كثيرًا حتى وأنت على حق.
  • وحين تُعاملين بلطف، لكن لا يُرد لك هذا اللطف أبدًا.

أن تكوني طيبة لا يعني أن تهملي ذاتك، وأن تكوني حنونة لا يعني أن تتحملي ما يؤذيك فقط لأنك لا تريدين أن تجرحي مشاعر من أمامك.

43b9b695-5b9f-4b46-93fd-5f1b1e70bccb

كيف تضعين حدودًا دون أن تفقدي روحك الطيبة؟

  • تعلمي قول "لا" بلطف، لكن بثبات. لا يحتاج الرفض إلى صراخ أو تبرير طويل. عبارة مثل: "أحتاج وقتًا لنفسي" تكفي.
  • امنحي نفسك أولًا ما تمنحينه للآخرين. اسألي نفسك بصدق: "هل أفعل هذا بدافع الحب، أم بدافع الشعور بالواجب؟"
  • ضعي حدودًا واضحة ولا تترددي في الدفاع عنها. الحدود لا تُقلل من حنانك، بل تحميه من أن يُستنزف.
  • تذكري أن الاعتناء بنفسك ليس أنانية. بل هو ضرورة لتتمكني من العطاء بشكل صحي ومستدام.

 

المرأة الحنونة لا تُقاس فقط بما تقدمه للآخرين، بل أيضًا بقدرتها على حماية قلبها من الإنهاك. والرقة الحقيقية لا تعني أن تذوبي في احتياجات من حولك، بل أن تكوني قادرة على العطاء دون أن تفقدي نفسك في الطريق.

فأنتِ لستِ ملجأً دائمًا، ولا بطلة خارقة طوال الوقت. أنت إنسانة تستحق الاحتواء مثلما تحتوين، وتستحقين أن تكوني رقيقة... ولكن مع نفسك أولًا.

أخبار ذات صلة

هل يمكن أن يتحول تقدير الذات إلى قيدٍ خانق؟

هل يمكن أن يتحول تقدير الذات إلى قيدٍ خانق؟

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo