header-banner
أمومة

هل أطفالي سعداء؟ السؤال الذي يغيّر كل شيء

أمومة
إيمان بونقطة
3 يوليو 2025,8:00 ص

من بين كل الأسئلة التي تسكن عقل الأم، يظل سؤال واحد يتكرر بصمت، ويُطرَح آلاف المرات دون إجابة واضحة: "هل أطفالي سعداء؟".

ليس سؤالاً تقنياً، ولا يقاس بدرجات الحرارة أو جدول التغذية أو عدد الألعاب الجديدة. بل هو سؤال عميق، يُلامس جوهر الأمومة، ويطرق أبواب القلب بصوت خافت لا يسمعه أحد.

في زمن تكثر فيه المقارنات، ويضج العالم بصور الأطفال المبتسمين على الشاشات، تُصبح سعادة الطفل مسؤولية إضافية تُثقِل كاهل الأم، حتى دون أن تدرِك.

هل يُمكن قياس سعادة الطفل؟

213e4c59-5434-477e-a61a-b99571d688e9

بعكس ما يُظن، السعادة لدى الأطفال لا تظهر دائماً في الضحك العالي أو الكلمات المرحة. أحياناً، يضحكون وهم لا يشعرون بالطمأنينة، ويصمتون وهم في قمة الرضا.

علم النفس الطفولي يُشير إلى أن السعادة الحقيقية للأطفال لا ترتبط باللحظات الممتعة فحسب، بل بالأمان الداخلي، والقبول غير المشروط، والشعور بأنهم محبوبون كما هم، لا كما ينبغي أن يكونوا.

إشارات تستحق التأمل

إذا كنتِ تتساءلين عما إذا كان طفلك سعيدًا، فربما تفيدك هذه الإشارات:

1. هل يشعر بالأمان ليكون على طبيعته؟

الطفل السعيد لا يخاف من أن يُخطئ، أو يعبر عن رأيه، أو يبكي حين يتألم. إذا كان طفلكِ يتصرف براحة وشفافية في وجودك، فهذه علامة طمأنينة لا تُقدّر بثمن.

2. هل لديه فضول تجاه الحياة؟

الرغبة في اللعب، السؤال، الاستكشاف، وحتى التخيل، كلها علامات على أن روحه ما زالت نابضة، وعقله يشعر بالحرية.

3. هل يكوّن روابط مع الآخرين؟

لا يجب أن يكون الطفل اجتماعياً بشكل مبالغ فيه، لكن وجود صديق، أو شعوره بالارتياح مع من يحبهم، يدل على توازنه الداخلي.

4. هل يتعافى بعد الانزعاج؟

القدرة على تجاوز المواقف الصعبة، والعودة للابتسام بعد البكاء، علامة على أن الطفل يملك مرونة عاطفية تساعده على التكيف والشعور بالأمان.

أخبار ذات صلة

شعور الطفل بالأمان.. الجذر الأول لكل ما يأتي بعده

متى يُخفي الطفل حزنه بابتسامة؟

بعض الأطفال يتقنون إرضاء من حولهم، ويظهرون "الطفل المثالي"، بينما يخفون شعوراً بالضغط أو الوحدة أو القلق. هؤلاء لا يثيرون القلق لأنهم "لا يشتكون"، لكنهم بحاجة ماسة لأن تُنصَت مشاعرهم غير المُعلنة.

قد يقول طفلكِ: "أنا بخير"، وهو لا يقصدها فعلاً. لذلك، الاستماع لما لا يُقال قد يكون أهم من سماع ما يُقال.

دور الأم في صناعة السعادة

لا أحد يمكنه "صناعة" السعادة لطفله بشكل كامل، لكنها تُبنى مع الوقت، عبر تفاصيل صغيرة:

  • حين تنظرين في عينيه وأنتِ تستمعين دون هاتف بيدك.
  • حين تتقبلينه حتى في أسوأ حالاته.
  • حين تضحكين معه من قلبكِ، لا مجاملةً له.
  • حين تعتذرين منه إذا أخطأتِ، وتعلمينه أن المشاعر ليست عيبًا.

السعادة ليست عطراً نرشه على وجوههم، بل بيئة نفسية ينمون فيها بسلام.

 

قد لا تملكين الإجابة الدقيقة عن سؤال: "هل أطفالي سعداء؟"
لكنّكِ تملكين شيئاً أقوى: القدرة على أن تكوني الحضن الذي يعودون إليه، والمساحة التي يشعرون فيها أنهم بخير كما هم.

وفي النهاية، الأم التي تتساءل عن سعادة أطفالها، هي في الغالب، أم تمنحهم بذور هذه السعادة دون أن تدري.

أخبار ذات صلة

ما العلاقة بين الانتقاد المستمر وتمرّد الطفل؟

 

footer-banner
foochia-logo