فقدان الطفل هو أحد أعمق الجروح التي قد تمر بها أي أم، سواء حدث ذلك خلال الحمل، أو بعد الولادة، أو في سنوات الطفولة.
الألم لا يشبه أي حزن آخر، لأنه يرتبط بأمل قُطع، وعاطفة لا تنطفئ، وتجربة أمومة لم تكتمل.
ورغم أن المجتمع غالبًا ما يعجز عن التعامل مع هذا النوع من الفقد بشكل صحيح، فإن هناك خطوات عملية ونصائح نفسية وطبية يمكن أن تساعد الأم على استيعاب ما حدث، والتعامل مع مشاعرها بطريقة صحية لا تُنكر الألم بل تُخفّف من حدّته تدريجيًا.
في هذا الموضوع، نعرض مجموعة من النصائح والتوجيهات لكل أم مرّت بهذه التجربة المؤلمة، لتجد في القراءة بعض الدعم الذي تستحقه:
من المهم أن تعرفي أن مشاعر الحزن لا تسير وفق "مراحل منظمة" أو فترة محددة يجب أن تنتهي خلالها. لكل أم طريقتها وزمنها الخاص في التعامل مع الفقد، ولا ينبغي لأحد أن يضغط عليكِ لتجاوز الأمر بسرعة.
الفقد المفاجئ أو المؤلم قد يؤدي إلى صدمة نفسية تظهر في شكل كوابيس، نوبات هلع، أو تجنب الحديث عن ما حدث. استشارة مختص نفسي قد تكون خطوة مهمة إن شعرتِ بأن الأعراض تُعيق حياتك اليومية.
لا تخجلي من الحديث عما مررتِ به. مشاركة التجربة مع شخص موثوق، سواء كان مختصًا أو صديقة تفهمك، يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا على التحرر من العبء العاطفي الداخلي.
جسدكِ أيضًا يمر بتغيرات حقيقية نتيجة الفقد. فقدان الشهية، اضطرابات النوم، أو حتى ألم جسدي غير مفسّر، هي أعراض مألوفة، ويجب التعامل معها كجزء من مرحلة التعافي، وليس إهمالها.
غالبًا ما تتولد لدى الأمهات مشاعر بالذنب: "ماذا لو فعلت كذا؟"، "ربما كان بإمكاني إنقاذه". لكن هذا الإحساس، رغم واقعيته العاطفية، لا يستند إلى منطق غالبًا، ويجب التعامل معه بمساعدة مختص إن استمر.
قد تتأثر علاقتك بالشريك أو المحيطين بكِ بعد الفقد. التواصل المفتوح، والدعم غير المشروط، يمكن أن يُشكّل فارقًا في رحلة التعافي، سواء على المستوى العاطفي أو العملي.
فقدان الطفل لا يعني أنكِ لم تعيشي تجربة الأمومة. مشاعرك، استعدادك، حبك، وخسارتك... كلها حقيقية وتستحق الاعتراف والتقدير.
الفقد لا يُنسى، لكنه يُحمل بطريقة أخف عندما تكون الأم محاطة بالوعي، الدعم، والرحمة – من نفسها أولًا، ومن محيطها ثانيًا. لستِ وحدكِ، ومشاعركِ مفهومة، وكل خطوة نحو التعافي هي شجاعة بحد ذاتها فلا تستسلمي.