header-banner
طفل

3 دوافع نفسية تفسر سلوك الأطفال

أمومة
إيمان بونقطة
12 يونيو 2025,8:00 ص

حين يتصرّف طفلك بطريقة غريبة أو غير متوقعة، قد يخطر ببالك أنه "يختبرك" أو "يتدلل" أو ببساطة "في مزاج سيئ".

لكن ماذا لو كانت هذه السلوكيات رسائل مشفّرة، تحاول من خلالها مشاعر الطفل أن تجد لها مخرجًا؟ في مقال نشره موقع "Psychology Today"، يقدّم المعالج النفسي والكاتب إيفان شُوبر (Evan Shopper, LICSW) منظورًا عميقًا ومختلفًا لفهم تصرفات الأطفال، مستندًا إلى أدوات يستخدمها المعالجون أنفسهم: "آليات الدفاع النفسية".

هذه الآليات، التي قد تبدو معقّدة للكبار، يستخدمها الأطفال بشكل فطري لحماية أنفسهم من المشاعر التي تفوق قدرتهم على التحمّل أو التعبير.

المقال يسلّط الضوء على ثلاث آليات دفاعية رئيسة تُفسر الكثير من تصرفات الأطفال اليومية؛ وهو ما يمنح الأهل مفاتيح لفهم مشاعر أطفالهم وتفسير سلوكياتهم بطريقة أكثر وعيًا وتعاطفًا.

ما هي آليات الدفاع النفسية لدى الأطفال؟

3050d483-e8fb-4047-b267-5dc098603673

منذ سن مبكرة، يبدأ الطفل باستخدام آليات دفاعية لحماية نفسه من مشاعر قد تكون مؤلمة أو مربكة. هذه الآليات لا تعني أن الطفل يعاني من اضطراب نفسي، بل هي وسائل فطرية تساعده على البقاء في حالة من التوازن النفسي.

ولكن عندما يكون الوالدان على دراية بهذه الآليات، يمكنهم تفسير سلوك الطفل بصورة أدق، ومن ثم الاستجابة بطريقة أكثر دعمًا وتعاطفًا.

1.التجنّب النفسي

التجنّب هو من أولى الوسائل التي يستخدمها الأطفال للهروب من موقف غير مريح. فعلى سبيل المثال، إذا شعر الطفل بالضيق من الذهاب إلى المدرسة، فقد يبدأ بافتعال مواقف تشتت الانتباه، مثل التركيز على شيء بسيط كفراشة مرت في الحديقة.

ومع تصاعد المشاعر، يتحول التجنّب إلى إنكار، كأن يقنع الطفل نفسه أن الخلاف بين والديه مجرد مزاح، وليس شجارًا. وإذا أصبحت المواقف أكثر قسوة، قد يلجأ إلى الكبت، أي دفن الحدث بالكامل خارج وعيه، حتى يتمكن من مواصلة الاعتماد على والديه بوصفهما مصدرًا للأمان.

2. إسقاط مشاعره على الآخرين

في هذه الآلية، يسقط الطفل مشاعره الصعبة على الآخرين. فإذا كان يشعر بالغضب أو الحزن، قد يتهم شقيقه أو صديقه بأنه غاضب أو حزين. هذا السلوك يتيح للطفل التعبير عن مشاعره دون أن يتحملها بشكل مباشر.

يروي شوبر مثالًا من طفولته عندما كان يسمع أصدقاءه في ساحة اللعب يهددون بعضهم بعبارات مثل: سأضربك لتشعر بما شعرت به. وبرغم ما يبدو أنها تهديدات، فإنها في الحقيقة طلب غير مباشر للتعاطف: أريدك أن تفهم شعوري. هذه الآلية تساعد الطفل على إيصال مشاعره حين لا يمتلك الكلمات الدقيقة للتعبير عنها. 

3. التشكيل العكسي

تحدث هذه الآلية عندما يتصرّف الطفل بعكس ما يشعر به تمامًا. مثل أن يظهر حبًا مفرطًا لأخيه الرضيع، مع أنه قد يكون في داخله يشعر بالغيرة أو الاستياء. قد يعانقه بشدة ويغرقه بالقبلات؛ ما يدفع الوالدين للقلق، لا من فرط المحبة، بل من احتمال وجود مشاعر خفية لا يتم التعبير عنها.

الكبار أيضًا يستخدمون هذه الآلية، مثل التودد المفرط لشخص لا يُحتمل فقط؛ لأن التعبير الصادق قد يؤدي إلى صدام.

أخبار ذات صلة

الأمومة المعكوسة.. عندما نتعلم معنى الحياة من الأطفال

كيف يمكنك دعم الطفل؟

60a960f5-c8b9-43d6-b101-cb9c74c0d057

في هذا الصدد يمكنك دعم طفلك في ظل هذه الآليات بطرق أكثر احتواءً للموقف ولمشاعر طفلك:

الانتباه لمشاعرهم الخاصة

ما يشعر به الأهل عند تفاعلهم مع الطفل يمكن أن يكون مرآة لمشاعره. فإذا أثار سلوك الطفل مشاعر الحزن أو الإحباط، فربما يكون الطفل يُسقط هذه المشاعر عليهم دون وعي. أما إن كان سلوكه مبالغًا في الإيجابية، فقد يكون ذلك مؤشرًا على تشكيل عكسي.

أخبار ذات صلة

الأمومة الصامتة.. ماذا عندما لا تستطيع الأم التعبير بالكلام؟

تسمية المشاعر بصوت واضح

عندما تتمكن الأم من ملاحظة المشاعر الكامنة خلف آلية الدفاع، يصبح من المهم التعبير عنها بطريقة خفيفة وغير مباشرة، خاصة إن كانت المشاعر قوية أو مكبوتة.

الحديث عن هذه المشاعر يجب أن يكون قصيرًا وغير ضاغط، مع ترك مساحة للعودة إلى الموضوع لاحقًا.

ليست آليات الدفاع علامات خطر دائمًا، بل قد تكون وسيلة الطفل الوحيدة لتنظيم عالمه الداخلي. ولكن عندما تصبح الأم حاضرة وواعية لها، يمكنها أن تتحوّل إلى مرشد عاطفي حقيقي يساعد الطفل على فهم مشاعره، والتعبير عنها بأمان.

footer-banner
foochia-logo