لا شك أن ما نأكله ينعكس مباشرة على صحتنا، خصوصا صحة الجهاز الهضمي. فإذا كنتِ تعانين مشاكل مزعجة مثل: الغازات، والنفخة، والإمساك أو حتى الإسهال المزمن، فقد تكون بعض أنواع الكربوهيدرات هي السبب، وتحديدًا ما يعرف بـ الفودماب FODMAP.
هذا النظام الغذائي، الذي بات معروفًا بين من يعانون متلازمة القولون العصبي ومشاكل الهضم المتكررة، يركز على تقليل أنواع معينة من الكربوهيدرات التي يصعب على الأمعاء هضمها؛ ما يؤدي إلى تراكم الغازات واحتباس السوائل والشعور بعدم الارتياح.
في هذا الدليل الكامل، سنأخذكِ في جولة تفصيلية لفهم ما هو نظام الفودماب؟ ولماذا ينصح به؟ وكيف يمكنكِ اتباعه بطريقة صحية ومتوازنة؟
كلمة FODMAP هي اختصار لمجموعة من الكربوهيدرات القابلة للتخمر، وهي:
هذه الأنواع من الكربوهيدرات لا تُهضم جيدًا في الأمعاء الدقيقة، بل تنتقل إلى القولون حيث تتغذى عليها البكتيريا المعوية، منتجة الغازات ومسببة أعراضًا مزعجة لمن يعاني حساسية تجاهها، مثل: الانتفاخ والوجع والتقلصات.
كما أن هذه السكريات تجذب الماء إلى الأمعاء؛ ما قد يؤدي إلى الإسهال.
ليس بالضرورة. فبعض الأشخاص يمكنهم تناول هذه الأطعمة من دون أي مشاكل، لكن آخرين، خصوصًا من يعانون متلازمة القولون العصبي (IBS)، قد يلاحظون تحسنًا كبيرًا عند تقليل الفودماب في نظامهم الغذائي.
معظم الفودماب لا يتم هضمها في الأمعاء الدقيقة، بل تمر إلى القولون حيث تخمر بواسطة البكتيريا؛ ما يؤدي إلى إنتاج الغازات. هذا يسبب انتفاخ البطن، والألم، وأعراضًا أخرى، مثل: الإمساك أو الإسهال.
البكتيريا الصديقة تنتج عادة غاز الميثان، أما التي تتغذى على الفودماب فتنتج غاز الهيدروجين، وهو المسبب الرئيس للانتفاخات المزعجة.
إذا كنتِ من اللواتي يعانين من:
فقد يساعدكِ هذا النظام على تحسين جودة حياتك اليومية.
تشير الدراسات إلى أن كثيرًا من مرضى القولون العصبي شعروا بتحسن واضح في الأعراض بعد اتباعهم نظامًا منخفضًا بالفودماب.
وقد يكون لهذا النظام أيضًا تأثير نفسي إيجابي، إذ إن مشاكل الهضم مرتبطة بالإجهاد والقلق واضطرابات المزاج مثل الاكتئاب.
هناك مجموعة كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الفودماب، منها:
الخبر السار هو أنه يمكنكِ تناول الكثير من الأطعمة المغذية والشهية، منها:
إليكِ خطوات سهلة للبدء:
ليست كل الكربوهيدرات ضارة، بل إن بعضها يعتبر مفيدًا لتغذية البكتيريا النافعة. ولكن إن كنتِ تعانين اضطرابات هضمية متكررة، فقد تكون الفودماب هي السبب الخفي وراء معاناتكِ اليومية.
اتباع نظام منخفض بالفودماب لا يعني الحرمان، بل هو وسيلة ذكية لاكتشاف ما يناسب جسمكِ حقًّا. والأجمل: أن التغيير قد يبدأ خلال أيام قليلة فقط.