مع بداية العام الدراسي، تواجه العديد من الأمهات تحديًا يوميًّا في اختيار الوجبات المدرسية المناسبة للأطفال، والتي تمنحهم الطاقة الكافية وترفع تركيزهم أثناء ساعات الدوام. لذلك، أصبح إعداد لانش بوكس صحي ومتوازن خطوة أساسية للحفاظ على صحة الطفل وتعزيز أدائه الدراسي.
في حديث مع موقع "فوشيا"، كشفت أخصائية التغذية إلسا يونس عن أبرز القواعد التي تضمن إعداد وجبة مدرسية صحية، بعيدًا عن الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة.
وشددت إلسا على أن وجبة الطفل ينبغي أن تضم عناصر غذائية متنوعة، تشمل البروتين، مثل: الدجاج، والبيض، والبقوليات أو الجبن، إلى جانب الكربوهيدرات المعقدة كالخبز أو الأرز الكامل لتوفير الطاقة. كما أكدت أهمية إضافة الخضار والفواكه الطازجة لتأمين الفيتامينات والألياف، ودمج الدهون الصحية، مثل: الأفوكادو، المكسرات، وزيت الزيتون، مع ضرورة الحرص على شرب الماء أو الحليب للحفاظ على ترطيب الجسم طوال اليوم الدراسي.
حذّرت إلسا من الإفراط في تقديم الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة للأطفال، مثل: المشروبات الغازية والعصائر الصناعية والمقرمشات الجاهزة والنقانق والحلويات والوجبات السريعة. وأوضحت أن هذه الخيارات، رغم أنها تمنح الطفل شعورًا سريعًا بالشبع أو جرعة لحظية من الطاقة الفارغة، فإن تأثيرها سرعان ما يتلاشى؛ ما يسبب ضعف التركيز خلال الدروس وزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري على المدى الطويل.
أكدت إلسا أن رغبة الطفل في تناول الحلوى يمكن تلبيتها ببدائل صحية، مثل: الفواكه الطازجة، والزبادي مع العسل، أو الشوكولاتة الداكنة.
كما حثت الأهل على أهمية تخصيص أوقات محددة لتناول الحلوى، مثل المناسبات الخاصة فقط، مع الحرص على قراءة الملصقات الغذائية لتجنب المنتجات المليئة بالسكريات المضافة، حفاظًا على صحة الطفل وتعزيز تركيزه ونشاطه خلال اليوم الدراسي.
لجعل اللانش بوكس أكثر تقبلا من قبل الأطفال، نصحت إلسا بإشراك الطفل في اختيار مكونات الطعام وتحضيره. يمكن استخدام أشكال ممتعة للفواكه والخضار، أو تقديم وصفات منزلية صحية مثل ناغتس الدجاج، مع إمكانية إضافة ملاحظات تشجيعية داخل العلبة لتعزيز الحماس لتناول الطعام.
وأشارت إلى أن بعض الأطعمة تساهم بشكل مباشر في تعزيز الأداء الذهني للطفل، مثل البيض، الزبادي اليوناني مع الشوفان والتوت، الأسماك الغنية بالأوميغا 3، الخضار الملونة، المكسرات والبذور، بالإضافة إلى الفواكه الطازجة، مثل التفاح والخوخ، لتمنح الطفل طاقة وتركيزًا طوال اليوم الدراسي.
أوصت إلسا بالتنويع في إعداد الوجبات المدرسية بحيث تشمل البروتين، الخضار، الفواكه، الحبوب ومشتقات الحليب، لضمان تغذية متكاملة للطفل. وأكدت أن بعض الأفكار العملية للوجبات تشمل ساندويتشات الحبوب الكاملة مع البروتين والخضار، الباستا بالخضار، البيض المسلوق، شرائح الفاكهة، حفنات من المكسرات النيئة، والزبادي، لتكون وجبات مغذية وسهلة التحضير.
كما شددت يونس على أهمية إدخال الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات، مثل الحمضيات، والسبانخ، والتوت، واللوز، والكركم والزنجبيل، إلى جانب الزبادي وشوربة الدجاج بالأعشاب، لتعزيز مناعة الطفل وحمايته من الأمراض.