تصدّر الإعلان عن لقاح Enteromix ("إنتيروميكس“) الروسي، وهو لقاح واعد لعلاج مرض السرطان، أعمال "منتدى الشرق الاقتصادي" العاشر الذي عقد في مدينة فلاديفوستوك في روسيا قبل أيام، حيث اجتمع أكثر من 8,400 مندوب من 75 دولة تحت شعار "الشرق الأقصى: التعاون من أجل السلام والازدهار“.
ورغم انعقاد أكثر من 100 جلسة متخصصة، إلا أن لقاح Enteromix كان نقطة الضوء الأبرز في المنتدى.
خلال المناسبة، كشفت فيرونيكا سكفورتسوفا، رئيسة الوكالة الطبية والبيولوجية الفيدرالية الروسية (FMBA)، عن نتائج الأبحاث حول لقاح Enteromix ، إّذ أشارت إلى أن الأبحاث استغرقت سنوات، خُصصت السنوات الثلاث الأخيرة منها لإجراء الدراسات ما قبل السريرية الإلزامية. وأعلنت أن اللقاح جاهز الآن للاستخدام، وأنهم في انتظار الموافقة الرسمية، بحسب ما نقلت عنها وكالة تاس.
يجذب لقاح Enteromix الروسي الانتباه عالمياً بعد أن حقق فعالية بنسبة 100% في التجارب ما قبل السريرية، مما يشير إلى أمل واعد في محاربة الأورام. وقد استهدف اللقاح في بدايته سرطان القولون والمستقيم، وأظهر انخفاضاً ملحوظاً في حجم الأورام وتحسناً في معدلات البقاء على قيد الحياة. كما يعمل الباحثون على تطوير نسخ منه لعلاج الجلوبلاستوما، وهو ورم دماغي عدواني، والميلانوما. وقد وصلت هذه الأبحاث إلى مراحل متقدمة قد تُحدث ثورة في علاج السرطان.
أكدت سكفورتسوفا أن تكرار إعطاء اللقاح كان آمنًا، كما أظهر نتائج مذهلة، من بينها، تباطؤ نمو الأورام بنسبة 60% إلى 80%، تحسّن في السلامة العامة ومعدلات البقاء على قيد الحياة وانخفاض ملحوظ في حجم الأورام.
يربط معظمنا اللقاحات بالأمراض الطفولية مثل الحصبة أو الجدري، حيث تُدرّب اللقاحات الجهاز المناعي على التعرف على الجراثيم الخطيرة ومهاجمتها لاحقاً. وتعمل لقاحات السرطان على المبدأ نفسه، إلا أنها تُساعد الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بدلاً من الفيروسات.
وبحسب الجمعية الأمريكية للسرطان، توجد حالياً بعض اللقاحات لعلاج سرطان المثانة والبروستاتا، كما يُستخدم لقاح HPV للوقاية من عدة أنواع من السرطان قبل أن تبدأ.
لكن Enteromix ينتمي إلى جيل جديد من اللقاحات العلاجية، التي تُستخدم لعلاج السرطان مباشرة عن طريق تعزيز الدفاعات الطبيعية في الجسم.
إذا تمّت الموافقة على هذا اللقاح الروسي، فإنه قد يُمثّل علامة فارقة في المعركة ضد أحد أكثر الأمراض فتكاً في العالم، وربما يُعيد تشكيل مستقبل علاج السرطان كما نعرفه اليوم.