التهاب الكبد A.. دليل شامل لحماية نفسك وأسرتك من الفيروس

أثار خبر إصابة لاعب كرة القدم المصري إمام عاشور بفيروس التهاب الكبد A جدلًا واسعًا حول طرق انتقال الفيروس وخطورته، خاصة مع انتشار المعلومات المغلوطة بين الناس.

التهاب الكبد A، هو مرض فيروسي يصيب الكبد، وقد يسبب أعراضًا خفيفة عند بعض الأشخاص، بينما تظهر مضاعفات أكثر وضوحًا عند الكبار أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. ينتقل الفيروس عادةً عبر الأطعمة والمياه الملوثة أو المخالطة المباشرة لشخص مصاب، ويظل التحصين بلقاح التهاب الكبد A الطريقة الأكثر أمانًا للوقاية.

ما هو التهاب الكبد A؟

التهاب الكبد A هو عدوى فيروسية تصيب خلايا الكبد، تختلف عن التهاب الكبد B وC بعدم قدرتها على التسبب في مرض كبدي مزمن. ورغم ذلك، يمكن أن تكون أعراضه مؤلمة ومرهقة، ونادرًا ما يؤدي إلى فشل كبدي حاد.

يصيب الفيروس الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح أو لم يتعرضوا للعدوى سابقًا، ويظهر على شكل حالات فردية أو فاشيات مرتبطة بتلوث المياه أو الأغذية.

أين يكثر انتشار الفيروس؟

يصنف العالم إلى مناطق ذات انتشار مرتفع، ومتوسط، ومنخفض لفيروس التهاب الكبد A:

الدول منخفضة ومتوسطة الدخل: معظم الأطفال يصابون بالفيروس قبل سن العاشرة غالبًا دون ظهور أعراض، نظرًا لتدهور خدمات المياه والصرف الصحي.

الدول مرتفعة الدخل: انتشار المرض أقل، ويظهر غالبًا عند المراهقين أو البالغين غير المطعمين، خاصة المسافرين إلى مناطق موبوءة أو نتيجة الاختلاط المباشر مع شخص مصاب وأيضًا من يتعاطون المخدرات.

حتى في المجتمعات المتقدمة، قد تظهر فاشيات محدودة بين الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في ظروف مزدحمة أو غير نظيفة، مثل حالات انتشار الفيروس بين المشردين.

 كيف ينتقل فيروس التهاب الكبد A؟

لفهم كيفية الوقاية من التهاب الكبد A، من المهم معرفة الطرق الرئيسية التي ينتقل بها الفيروس:

• ينتقل بشكل رئيس عن طريق الفم والبراز.

• تناول أطعمة أو مياه ملوثة ببراز شخص مصاب.

• انتقال العدوى داخل الأسرة نتيجة تحضير الطعام بأيدي ملوثة.

• بعض أشكال الاتصال الجنسي.

من المهم التأكيد على أن المخالطة العادية بين الأشخاص لا تنقل الفيروس، ولا ينتقل عن طريق المصافحة أو التقبيل البسيط.

أعراض فيروس A الأكثر شيوعًا

تظهر أعراض الفيروس عادة بعد 2–4 أسابيع من التعرض للإصابة، وتختلف شدتها حسب العمر والصحة العامة:

• التعب العام وفقدان الشهية.

• الغثيان والإسهال وآلام البطن.

• اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).

• تغير لون البول.

الأطفال غالبًا لا تظهر عليهم الأعراض، بينما تكون الأعراض أكثر وضوحًا لدى البالغين وكبار السن. قد تحدث نكسات قصيرة بعد التعافي، لكنها نادرة ولا تسبب مضاعفات دائمة.

من هم الأكثر عرضة للخطر؟

كل شخص لم يحصل على اللقاح أو لم يصب سابقًا يمكن أن يصاب، لكن تزداد المخاطر عند:

• العيش في مناطق تفتقر لمياه شرب نظيفة وخدمات صرف صحي جيدة.

• التلامس المباشر مع شخص مصاب.

• السفر إلى مناطق موبوءة دون تطعيم.

تشخيص التهاب الكبد A

لا يمكن التمييز سريريًا بين التهاب الكبد A وغيره من أنواع الالتهاب الكبدي، لذا يعتمد التشخيص على:

• فحص الدم للكشف عن الأضداد من نوع IgM المخصصة لفيروس A.

• اختبارات متقدمة مثل PCR للكشف عن الحمض النووي للفيروس في بعض الحالات.

طرق علاج فيروس A

لا يوجد علاج محدد لفيروس التهاب الكبد A، ويعتمد التعافي على:

• الراحة وتناول الغذاء الصحي.

• تعويض السوائل المفقودة بسبب الإسهال أو القيء.

• تجنب الأدوية التي تؤثر على الكبد دون داعٍ مثل الأسيتامينوفين أو الباراسيتامول.

معظم المصابين يتعافون بشكل كامل خلال أسابيع أو أشهر دون الحاجة لدخول المستشفى، إلا في حالات نادرة من فشل الكبد الحاد.

طرق الوقاية من الإصابة بفيروس A

تعتبر الوقاية من التهاب الكبد A أكثر فعالية من العلاج، وتشمل:

• تحسين جودة المياه وخدمات الصرف الصحي.

• غسل اليدين جيدًا قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.

• الحصول على لقاح التهاب الكبد A، الذي يوفر حماية طويلة الأمد ويقلل من فرص الإصابة.

• ينصح الأطفال والبالغون الذين يعيشون أو يسافرون إلى مناطق موبوءة بالحصول على التطعيم، مع مراعاة أن اللقاح لا يُعطى للأطفال دون عمر سنة واحدة.