يُستخرج زيت الحبة السوداء من بذور نبات النيجيلا ساتيفا (Nigella sativa)، ويُعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل زيت حبة البركة أو زيت الكمون الأسود. وقد اشتهر استخدام هذا الزيت منذ قرون في الطب الشعبي، خاصة في الثقافات العربية والشرقية، لعلاج مجموعة واسعة من المشكلات الصحية مثل حب الشباب، والربو، والتهاب المفاصل، والحساسية الموسمية، وحتى مرض السكري.
رغم أن زيت الحبة السوداء يُعد آمنًا في الغالب عند استخدامه باعتدال، إلا أنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية لدى بعض الأشخاص، مثل الطفح الجلدي عند الاستخدام الموضعي، أو ردود فعل تحسسية، إضافة إلى اضطرابات في الدورة الشهرية أو مشكلات في الجهاز الهضمي.
كما يُنصح بتجنب استخدامه من قبل النساء الحوامل، والأشخاص الذين يتناولون أدوية مميعة للدم، أو من يخططون لإجراء عملية جراحية قريبة، وذلك وفق ما أفاد تقرير لموقع Everyday Health.
فيما يلي أبرز الفوائد المحتملة لزيت الحبة السوداء وفقًا للدراسات والأبحاث الحديثة:
يحتوي زيت الحبة السوداء على مركبات قوية مضادة للأكسدة، أبرزها الثيموكينون (Thymoquinone)، والذي يُعتقد أن له دورًا فعالًا في تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي في الجسم.
أظهرت دراسة سريرية منشورة في Everyday Health أن استخدام جل يحتوي على زيت الحبة السوداء مرتين يوميًا لمدة 60 يومًا ساهم في تقليل البثور والرؤوس السوداء مقارنةً بالعلاج الوهمي.
تشير دراسات مخبرية منشورة على PubMed Central إلى أن زيت الحبة السوداء، خاصةً عند تحميصه بين 50 و150 درجة مئوية، قد يُظهر تأثيرات مضادة للخلايا السرطانية، ويرجع ذلك إلى فعالية مركب الثيموكينون.
تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول 500 ملغم من زيت الحبة السوداء مرتين يوميًا لمدة أربعة أسابيع قد يُساعد في تحسين السيطرة على نوبات الربو، إلا أن هذه النتائج لا تزال بحاجة إلى مزيد من التوثيق، ولا يُنصح باستبدال العلاجات التقليدية.
يُستخدم زيت الحبة السوداء في العديد من منتجات العناية بالشعر، ويُعتقد أنه يعزز نمو الشعر، ويزيد من كثافته ولمعانه. ويمكن استخدامه موضعيًا أو كمكمل غذائي، رغم أن الأدلة العلمية لا تزال محدودة.
بفضل خصائصه المضادة للالتهاب، قد يُساهم زيت الحبة السوداء في تخفيف آلام المفاصل خاصةً لدى مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، لكن الأبحاث لا تزال غير كافية لتأكيد فعاليته كعلاج أساسي.
تشير بعض الدراسات إلى أن زيت الحبة السوداء قد يُساعد في خفض مستوى السكر الصائم وتحسين حساسية الإنسولين، خصوصًا عند دمجه مع العلاجات الدوائية التقليدية لمرضى السكري.
وفق مراجعة منهجية نُشرت على PubMed Central شملت 19 دراسة، أظهر زيت الحبة السوداء دورًا في تقليل الشهية والمساعدة على فقدان الوزن، عند تناوله بجرعة يومية تتراوح بين 1 و3 غرامات. ومع ذلك، لا يُعتبر بديلًا عن نمط الحياة الصحي.
رغم تعدد فوائد زيت الحبة السوداء أو زيت حبة البركة، إلا أن استخدامه قد يرافقه بعض الآثار الجانبية والمخاطر التي يجب الانتباه إليها، خاصة عند الاستخدام المفرط أو عند وجود حالات صحية مزمنة.
في الختام، يجب استخدام زيت الحبة السوداء كمكمل غذائي داعم وليس كبديل للعلاج الطبي. من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامه، خاصةً في حال وجود أمراض مزمنة أو تناول أدوية منتظمة.